ترمب: ما زال هناك الكثير من الأهداف وإما أن يكون هناك سلام أو مأساة لإيران من بينها فوردو .. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران سفير الفاتيكان يرعى حفل تخريج الفوج الثالث من (سفراء الأمل) على مسرح الراهبات الوردية إيران تعلن شن هجوم كبير بالمسيرات على إسرائيل الأندية تجهز العتاد لموسم استثنائي.. تعاقدات متوازنة وحراك كبير يقلب الموازين الحسين إربد يطلق علامته التجارية الجديدة بهوية بصرية تعكس تاريخه وطموحاته تعديل مؤقت على ساعات العمل في جسر الملك حسين الأسبوع المقبل مؤشر الأداء يدعو إلى تفعيل خطة طوارئ سياحية في الأردن تحدي إقتصادي جديد ... منظومة الطاقة مستقرة نسيبا والبدائل كلفتها عالية لماذا تجاهل معهد التمويل الدولي التأثيرات الاقتصادية على الأردن في ظل الحرب الإقليمية؟ بسبب غياب منهاج متكامل.. التربية الإعلامية الحاضر الغائب في المدارس انحسار النفوذ الإيراني: هل نستطيع أن نكون نحن البديل؟ العرب في صراع المشاريع الإقليمية مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل جابر الجامعة العربية تشدد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية "حرير" تطلق حملة "لوحة أمل" في جرش تلعثُم "ChatGPT" في الأردن: كواليس الأزمة تسدل الستار عن قيمة الذكاء البشري وتُسقط عري الأقنعة الرقميّة العيسوي: الأردن بقيادة الملك صوت للعقل والعدالة وسط إقليم مضطرب وثوابته راسخة مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين يقر برنامج عمل للأعوام 2025 – 2028 الايباك وحرب إيران وإسرائيل: بين النفوذ والواقع

"اخزقوا عيوننا" وانشروا نص الاعتذار

اخزقوا عيوننا وانشروا نص الاعتذار
الأنباط -

"اخزقوا عيوننا" وانشروا نص الاعتذار

 

بلال العبويني

 

لست أدري لماذا تصر الحكومة على خلق الأزمات، ووضع حواجز بينها وبين الناس، حتى في القضايا التي من شأنها أن ترفع من منسوب الرضا الشعبي عليها، ولو قليلا، بعد تسونامي الضرائب وزيادة أسعار السلع وتحديدا الخبز والدواء اللذين كان الأردني يعتقد أنهما يشكلان خطا أحمر.

حكومة الاحتلال الإسرائيلي اعتذرت عن الجرائم التي ارتكبت بحق القاضي زعيتر برصاص جنودها قبل نحو أربع سنوات على الأرض الفلسطينية، والجواودة والحمارنة برصاص حارس سفارتها في عمان، قبل نحو ستة أشهر.

هذا الاعتذار طالما انتظره الأردنيون الذين تفاعلوا مع الحدثين باعتبارهما قضية وطنية بامتياز، بل وباعتبار أن استقبال نتنياهو لمجرم السفارة على النحو الذي تم عليه شكل بالنسبة إليهم إهانة تستوجب تنفيذ المطالب الأردنية التي أصر عليها جلالة الملك منذ البدء، والمتمثلة بالاعتذار وتعويض أهالي الضحايا وتقديم المجرمين للعدالة.

نحن نصدق الرواية الحكومية الرسمية بتقديم حكومة الاحتلال الاعتذار، رغم ما جاء به الإعلام العبري من تسويفات حاولت التملّص من قصة الاعتذار بمعناها الحرفي، ومن قصة تعويضات أهالي الضحايا.

نحن نصدق الرواية الرسمية، لأنه ليس من مصلحتنا كأردنيين أن نشكك فيها باعتبار حاجتنا الماسة إلى تسجيل مثل هذا الانتصار على العدو الإسرائيلي الذي لم يكن عداؤنا معه مرتبطا فقط بقضية زعيتر وجريمة السفارة، بل بالكثير الكثير من القضايا التي على رأسها عروبة القدس ومقدساتها التي تخضع للولاية الهاشمية، وهي الولاية التي نصرّ عليها ونتمسك بها وندافع عنها ضد كل من يحاول المساس بها.

نحن نصدق الرواية الرسمية، لكن في فضائنا الأردني ثمة سؤال كبير عن سبب اخفاء الحكومة الأردنية لنص الاعتذار وعدم نشره على الملأ ليحتفي به الأردنيون على النحو الذي يستحقه مثل هكذا انتصار، وليلقوا عن جانبهم ما يبثه الإعلام العبري من تسويفات لما احتوته رسالة الاعتذار.

نحن نصدق الرواية الرسمية، لكننا نسأل لماذا تتجاهلنا الحكومة على هذا النحو الفاضح وكأننا غير موجودين؟.

نحن نصدق الرواية الرسمية، لكننا نقارن شكل تعاطي حكومتنا مع مثل هكذا ملفات في الوقت الذي كل شيء مطروح وعلى الملأ بالنسبة لعدونا الذي قتل أبناءنا وأهاننا جميعا بطريقة استقبال القاتل، واستفزنا غير مرة من أجل دفعنا إلى التنازل عن مطالبنا.

نحن نصدق الرواية الرسمية، لأننا على قناعة تامة أن ما تحقق ليس بفضل الحكومة التي بدت عاجزة عن التصريح وقت ارتكاب جريمة السفارة، بل لأننا على ثقة تامة أن الملك ما كان ليرضى بأقل من تحقيق ما اشترطه على الحكومة الإسرائيلية.

نحن نصدق الحكومة، لأننا بحاجة إلى مثل هذا الانتصار كما قلنا، ولأننا في القضايا الوطنية الكبرى ننسى جراحنا وخلافاتنا الداخلية ونتوحد في وجه العدو أو في وجه أي تهديد يتربص بنا.

نحن نصدق الرواية الرسمية، لكننا نطالبها اليوم أن تعترف بوجودنا وبحقنا في الاحتفاء بنصرنا ونطالبها بأن "تخزق عيوننا" بنص الاعتذار حتى لا يتسرب الشك إلى أي منا، وهو ما لا يصبّ في مصلحتنا.

لكن للأسف، الحكومة على ما يبدو أصبحت عاجزة حتى عن استثمار قضية من شأنها أن تخدمها في مثل هذه الأوقات التي يصب غالبية الأردنيين عليها جام غضبهم بعد أن اكتوت جيوبهم بنار الضرائب والأسعار.//

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير