زاوية سناء فارس شرعان
الحل الروسي للازمة السورية ... !!!
منذ التدخل العسكري الروسي السافر في سوريا في صيف عام ٢٠١٥ وموسكو تسخر الاوضاع لصالحها وتفعل ما تريد بالتعاون مع ما يسمى بحلفاء النظام او ما يعرف بايران والميليشيات الشيعية التابعة لها بحيث اضحى الوضع اقرب ما يكون الى الحل العسكري رغم ان الجميع مقتنع بضرورة الحل السياسي.
فموسكو استغلت الهروب الامريكي من سوريا متمسكة ببعض الجيوب الكردية في شمال وشمال شرق سوريا لاقامة كيان مستقل او حكم ذاتي للاكراد على غرار ما كان يتمتع به اقليم كردستان العراق من وضع خلال السنوات السابقة ... وقد تمكن الاكراد من خلال قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الجزيرة التي تشكل ٣٠ في المائة من مساحة سوريا بدعم امريكي من تحرير هذه المنطقة من تنظيم الدولة الذي لا تزال بعض وحداته تعمل في شمال شرق سوريا رغم ما مني به من هزيمة منكرة في سوريا والعراق وتدرس امريكا حاليا الاعتراف بكيان كردي في منطقة الجزيرة السورية التي تتوفر فيها كميات كبيرة من حقول النفط والغاز والثروات الطبيعية كان يستغلها «داعش» سابقا في تمويل بعض عمليات العسكرية سواء اكان هذا الاعتراف على شكل حكم ذاتي معترف به من القوى الدولية والمحلية الفاعلة او كدولة مستقلة ذات سيادة ما يحقق اهداف الاستعمار في تقسيم سوريا وتفتيتها الى دول صغيرة واولها دولة كردستان سوريا التي اوشكت ان تكون حقيقة واقعة من خلال القوة العسكرية فرضت روسيا امرا واقعا في سوريا واقامت قاعدتين : جوية في حميميم في منطقة اللاذقية وبحرية في طرطوس بالاضافة الى مئات الطائرات الروسية الحديثة وعشرات من قطع البواخر في البحر الابيض المتوسط وشبكات الصواريخ والدفاعات الجوية ولا توجد اسلحة قوية او منافسة في سوريا يضاف الى ذلك عشرات الميليشيات الشيعية المسلحة من افغانستان وباكستان وايران والعراق ولبنان واليمن التي تقاتل دفاعا عن نظام الاسد وبقائه في الحكم ..
ولجأت روسيا الى انشاء مناطق خفض التوتر في سوريا بدعوى تخفيف حدة النزاعات وصولا الى وقف القتال كانت آخرها منطقة ادلب في شمال سوريا على الحدود التركية حيث بلغت عمليات القصف الروسي والسوري ذروتها فدمرت المدن والقرى وقتلت مئات الاشخاص ودفنتهم تحت الانقاض فاستحالت مناطق ادلب والغوطة الشرقية والغوطة الغربية الى حرائق تأكل ولا تذر فيما يتواصل تدفق الاف السوريين من مناطق الغوطة وريف ادلب وحلب وحماة فرارا بحياتهم الى المجهول.
الجرائم الروسية والتي يرتكبها انصار النظام والميليشيات الشيعية في سوريا حدت بتركيا الى استدعاء سفيري ايران وروسيا في انقرة للاحتجاج على الجرائم التي لا تتوقف بين السوريين ورغم ادراك تركيا ان روسيا لن تحقق حلا سلميا وانما ستواصل احتلالها حتى تتمكن من فرض الحل العسكري وان القوة الروسية بحاجة الى قوة عظمها تردعها مثل الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي ومع ذلك قررت فعل ما يمكن فلعه في شمال سوريا وخاصة في محافظة ادلب الحدودية معها من خلال استئناف عملية درع الفرات لحماية حدودها من التنظيمات الارهابية بما فيها تنظيم داعش الذي انتعش في الاونة الأخيرة بعد هزيمته بالاضافة الى تنظيم جبهة النصرة الذي دعت روسيا بالقضاء عليه عام ٢٠١٨ بعد ان عجزت عن القضاء عليه العام الماضي.
عملية درع الفرات او سيف الفرات التي ستنفذها تشمل توسيع المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا بحيث تضم عفرين في اقصى الشمال السوري الأمر الذي يحرم الاكراد من حلمهم باقامة ميناء لهم على البحر الابيض المتوسط لان عفرين محصورة بين سوريا ولواء الاسكندرون الذي تحتله تركيا على حدوها مع سوريا ...
كما تشمل عملية سيف الفرات منطقة منبج في اقصى شمال سوريا التي تمكنت قوات وحدات الدفاع والشعب الكردي من احتلالها بدعم امريكي وقوات التحالف الدولي ورفضت الانسحاب منها شرق الفرات كما وعدت بفضل الدعم الامريكي ... علما بان منطقة منبج ليست كردية وانما سكانها عرب منذ الاف السنين وهي مسقط راس الشاعر عمر ابي ريشه ...
لا نعرف اين تتجه الاحداث في سوريا ولا ما ستؤول اليه الامور الا ان العملية التركية الجديدة ستزيد الاحداث حدة واشتعالا ولا نعلم ما اذا كانت واشنطن ستتخلى عن صمتها وتقلب الطاولة على النظام واعوانه من الروس والايرانيين ...!!!