عندما تفلس الحكومة .. تلجأ إلى جيب المواطن
د. عصام الغزاوي
لا يخفى على احد انه في كل دائرة حكومية يوجد لوبي خفي لاصحاب نفوذ يُعتبرون مفاتيح لتذليل الصعاب وتسهيل الإجراءات واختصار الوقت وتسريع سير اي معاملة لقاء مبلغ من المال (إكرامية) بدل أتعاب يدفعها المراجع عن طيب نفس لأنها تختصر عليه الجهد والوقت وسمة البدن.
وغالباً عرابو هذا اللوبي هم من كتبة الإستدعاءات والمراسلين وبعض صغار الموظفين الذين ينظرون للموضوع انه عمل حلال لتحسين مداخيلهم لقاء خدمة يقدمونها، يبدو ان الحكومة إنتبهت للأمر وبدلا من ان تسعى للإبداع لتطوير وتحسين خدماتها لكافة مواطنيها فإنها قررت إستغلال حاجة المواطن للخدمة السريعة والمريحة والإستثمار بإصدار وتجديد جوازات السفر والوثائق الشخصية بشكل مبسط وسريع (موازي) مقابل مبلغ مالي إضافي يدفعه المواطن يصل لخمسة وعشرين دينارا لتجديد جواز السّفر الموازي، وبهذه الخدمة لن يضطر المواطن للوقوف بالدور والإنتظار لساعات او أية إجراءات اخرى، بل على العكس ستوفر له جناحا خاصا مزودا بكافة وسائل الراحة والخدمات المميزة مثل المقاعد الوفيرة والتلفزيون والتدفئة والتبريد ولا استبعد تقديم خدمات الإنترنت ومشروبات الضيافة أيضاً لحين إنتهاء معاملته تودعه بعدها بكل تكريم ثلة من حرس الشرف حتى الباب الخارجي للدائرة، إنها حكومة مفلسة التي تستثمر قصور خدماتها بإستغلال مواطنيها وتعميق البيروقراطية وتَشريع الفساد والواسطة والرشوة. //