الأولوية ضد الاحتلال حسين الجغبير يكتب:بين شائعتين.. من نصدق؟ إطلاق وثيقة شعبية لمحاربة المال الأسود ب الانتخابات لماذا تراجعت "التربية" عن قرارها المثير للجدل خلال 24 ساعة؟ المعايطة: حكم قضائي بالسجن 6 أشهر على شخص بعد إدانته بالرشوة الانتخابية الأردن يستعرض نجاح تجربة قطاع المياه في تسريع تحقيق الهدف السادس من اهداف التنمية المستدامة في الأمم المتحدة أندية الدرجة الأولى لكرة القدم تعلق المشاركة بالدوري أجود موقع مكياج رخيص واصلي بأفضل الأسعار ختام معسكر التدريب المهني والتعليم التقني لمديرية شباب محافظة عجلون وزير الزراعة يطلع على خطط وبرامج تطوير الشركة الأردنية الفلسطينية( جباكو) ولي العهد والأميرة رجوة يزوران شركة أردنية متخصصة في المحتوى الرقمي الهادف الدكتور ممدوح العبادي يفتتح الفرع السادس للمكتبة في معان لمؤسسة شومان لقاء يبحث التشاركية ما ببين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية واتحاد الجمعيات الخيرية . العجلوني يرعى اختتام دورة الادارة العليا في البلقاء التطبيقية إبراهيم أبو حويله يكتب:الجماعات الإسلامية تكريم المغفور المرحوم جمال باشا الشوابكة الأحد المقبل مؤسسة الحسين للسرطان تفتتح فعاليات المخيّم الصيفي السنوي الثامن عشر المعايطه: القانون فوق الجميع، ولا مراعاة لأيِّ مرشَّحٍ، والمحاسبةُ تنتظرُ المدَّعين استئناف الاتحاد تفسخ قرار التاديبية لصالح دوقرة السفير الصيني يبحث مع الوزير القيسي تعزيز التعاون السياحي بين البلدين
كتّاب الأنباط

أحن الى قمح بلدي كما أحن الى خبز امي

{clean_title}
الأنباط -

  د. عصام الغزاوي

 

مع الحديث عن نية رفع أسعار الخبز عُدت بذاكرتي الى سنوات الخير والكرامة والكبرياء، عندما كان رغيفنا مما نصنع وقمحنا مما نزرع، تذكرت أمي رحمها الله وهي تستيقظ باكراً لتعجن لنا الخبز، وتعجن معه حنينها ودفئها وبساطتها، كان خبزها مع الزيت والزعتر والشاي وجبة تامة، لأجسادنا النحيلة وأرواحنا الجائعة، كان للعجن طقوس يومية تبدأ بتسخين الماء وتنخيل الطحين البلدي الأسمر في معجن نحاسي كبير وإضافة الخميرة (قرص من عجينة اليوم السابق) اليه مع الماء الفاتر لتبدأ عملية العجن.

كنت أراقب امي وهى تقوم بهذه المعركة قرابة الساعة وهى تضيف الماء الفاتر وتعجن وهي جاثية على ركبتيها ويديها داخل المعجن وقد شَمرت أكمامها عن ساعديها، تعجن العجين حتى يصبح المزيج متماسكاً كاللبان، ومع طلوع الفجر تكون قد انهت العجن وتفتح إصبعي السبابة والابهام اكثر ما تستطيع وتغرسهما بالعجين على شكل خطين متقاطعين حتى لا ينتفخ العجين من الوسط عند التخمر، تُغطي بعدها العجنة باللحف وتضعها (بقرنة) الغرفة حتى (ترتاح) أي تختمر ولا يدوسها احد، بعد مدة تقوم بتقطيعها الى قطع متساوية تضعها على طبق من القش الملون وتغطيها بقطعة من القماش الأبيض النظيف، أحياناً كانت رحمها الله تقوم لترضيتنا بأخذ قطعة صغيرة من العجين تعمل منها رغيفاً صغيراً تدعوه (قُرصة) او تعملها مدورة على شكل حلقة مفرغة تدعوها كعكة نتناولها ساخنة فنفرح بها.

كنا حضريين من سكان العاصمة لذلك كان أجير الفرن يطرق بابنا كل صباح ليأخذ طبق القش مع أقراص العجين لخبزها في الفرن، وأحيانا كنت ارافقه الى الفرن لأستعجل خبز عجنتنا، كانت الأفران تعمل على الحطب وكانت اجرة الفران عينية يأخذها من أرغفة الخبز، بعد الانتهاء يعيد صانعه طبق القش تعلوه أرغفة الخبز ساخنةً طريّة ذات رائحة زكية طيبة، منذ القدم تعمقت علاقة ورباط مقدس ما بين الخبز والإنسان فالخبز هو الغذاء الرئيس الذي لا غنى عنه، والقمح في طقوسنا قد نزل من السماء في سبعة مناديل من الحرير، لذلك تربينا منذ الصغر أن نحترم هذه النعمة المباركة، اليوم بعدما إستبدلنا قمحنا بقمح معونة الشعب الامريكي، ورحيل والدتي والفران لم يبقى في ذاكرتي الا طعم رغيف خبز ذاك القمح .