ربيع ايران .. الى أين ؟
د. عصام الغزاوي
يهتم رجال السياسة بقراءة التاريخ حتى يخططوا للحاضر والمستقبل ويصنعوا التاريخ، ويبدو ان ملالي ايران لم يقرأوا سوى تاريخ وأمجاد الدولة الصفوية فقط، لم يقرأوا عن إنحسار الإمبراطوريات الرومانية والبريطانية والفرنسية والعثمانية، ولا عن هزيمة امريكا في فيتنام والعراق، ولا عن انهيار الاتحاد السوفييتي العملاق بدون ان يكلف العدو طلقة واحدة، بعد عشر سنوات من التدخل العسكري في أفغانستان.
ان التدخل المباشر في الدول الاخرى باهظ الثمن ويكون على حساب التنمية ورفاهية الشعوب ولا تستطيع حتى أغنى الدول والإقتصادات تحمل تبعاته، ايران اليوم تدفع ثمن تدخلاتها ومؤامراتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ايران تدخلت في بعض الدول العربية لمساعدة أنظمة موالية لها وليس من اجل تحرر شعوبها وذلك في سعيها لإستعادة امجاد الإمبراطورية الفارسية المندثرة ونشر مذهبها الشيعي وليس لأجل الشعارات التي ترفعها .
ما يجري في ايران اليوم ليس مؤامرة بل ثورة جياع شعبية ضد الفقر والديكتاتورية الدينية التي يمارسها اصحاب العمائم في كافة مفاصل الدولة، هذه الثورة كانت حتمية وكما حصل من قبل في الاتحاد السوفييتي الذي استنزف إقتصاده في سباق التسلّح والتدخل العسكري في أفغانستان مما أدى الى إفقار شعوب الاتحاد السوفييتي وثورتهم على النظام الشيوعي، تسخير موارد ايران لصالح تدخلات عسكرية في دول الإقليم، وفي سباق غير مبرر للتسلح هو اكبر من ان يتحمله اقتصادها وفاقم من معاناة وفقر الشعب فكانت النتيجة الطبيعية الإنفجار ، ربيع ايران ليس مؤامرة بل ثورة محركها الجوع والبطالة، طبعاً لا استبعد وقد بدأت الثورة الشعبية ان تقوم بعض الدول بإستغلال الوضع والتدخل لتمرير أهدافها كما استغلت ايران من قبل نفس الأوضاع للتدخل في العراق وسوريا واليمن.//