البث المباشر
أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111" موهبة استثنائية .. جامعة روشستر في دبي تقبل طالبا بعمر 12 عامًا وزارة الصناعة والتجارة والتموين تفوز بجائزة التميز الحكومي العربي .. أفضل وزارة عربية خبراء بمنتدى القطاع غير الربحي: الذكاء الاصطناعي يقود استثمارات خيرية تتجاوز 10 مليارات دولار عالميًا المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً الصداقة الأردنية الإسبانية في الأعيان تلتقي السفير الإسباني المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير القطري دوجان: الأردن ملتزم بحماية الاطفال من كافة أشكال الاستغلال الاقتصادي "الصناعة والتجارة" أفضل وزارة عربية

زفاف الفضيحة... السيدة موازنة ومعادلة" السُّترة"

زفاف الفضيحة السيدة موازنة ومعادلة السُّترة
الأنباط -

 

 

 

وليد حسني

 

 

 

بدا المشهد النيابي مفتوحا على خيار واحد فقط" لننجز اقرار الموازنة في يوم واحد هذا المساء"..

 

قال ذلك صاحب الهاتف مجهول الهوية، وقال ذلك ما يشبه الإجماع النيابي، فقد وجد النواب أنفسهم أمام استحقاقات تدفع بهم دفعا إلى المعاجلة في إقرار الموازنة دون الاستمرار لخمسة أيام كما جرت العادة في تدبيج الخطب العصماء لتنتهي اتجاهات التصويت إلى حيث تنتهي..

 

في حفل الزفاف المبتور لموازنة الدولة للسنة المالية 2018 ثمة دهاليز وتفاصيل، بعضها ظاهر للعيان لا يحتاج للمجادلة فيه، وبعضها محاط بالسرية والكتمان، وبين هاتين المساحتين من النور والظلمة كان زفاف السيدة الموازنة زفافا متعجلا وكأنما أراد أهلوها منه تغطية فضيحة تطاردهم ولم يجدوا غير تزويجها وإتمام حفل زفافها في ليلة واحدة.

 

أمس الأول تحدثت في مجلس النواب مع ثمانية نواب من كتل مختلفة في أحاديث عابرة "إلى أين تتجهون هذه الليلة؟"، ويأتي الجواب سريعا "سنصوت الليلة"، وأعاود السؤال" لماذا كل هذه العجلة؟" ، ويتدحرج الرد على الشفاه الرطبة" لن نترك لأحد مساحة للمزاودة علينا".

 

بدا النواب في حفل الزفاف الفضيحة للسيدة الموازنة يخضعون لمعادلة" السُّترة"، فقد كان الخوف من استمرار النواب بمناقشة الموازنة  لخمسة أو أربعة أيام أكثر من كافية لتحشيد الخوف من تكشف أخطاء الموازنة واتجاهاتها الشيطانية نحو جيوب المواطنين، والخوف أيضا من تكشف خطايا النواب وهم يغازلون الموازنة فيشبعونها شتما ثم يعانقونها عناق المحب الشفوق.

 

وتحت هذه المعطيات من الضغوطات الوهمية بدت معركة النواب الدون كيخوتية مع النواب الإسلاميين الذين اعلنوا مقاطعتهم لمناقشات الموازنة، وغابوا عن المشهد ليخلوا الطريق أمام استمرار حفل الزفاف للموازنة، متلزمين بعادة سلبية تماما ترسخت في سلوكهم السياسي بالانسحاب المصلحي من المواجهة وترك المسرح مفتوحا على كل الإحتمالات.

 

ساعد النواب الإسلاميون باقرار الموازنة بغيابهم عن جلسات المناقشة، وساعدوا أكثر في منح رئيس المجلس والنواب فرصة ذهبية لم تتكرر بإنهاء كامل تفاصيل حفل زفاف الموازنة في يوم واحد، أو في ثماني ساعات حتى أكون أقرب الى الدقة.

 

حتى النواب الذي تغيبوا بعذر او بدون عذر ساهموا بكامل تفاصيل حفل الزفاف السريع، وفي حسابات الربح والخسارة فان غيابهم يحسب لصالح اقرار الموازنة وليس لرفضها، ولذلك فان أحدا منهم لا يمكنه مواجهة ناخبيه ليقول لهم لاحقا انه كان غائبا ولم يصوت، لأنه بغيابه سمح للمدعوين والمشاركين في حفل الزفاف الغناء بكامل حريتهم.

 

وحتى اولئك الذي كانوا يحضرون جلسة التصوت ولم يصوتوا مع الموازنة هم شركاء للنواب الذين صوتوا بدعمها، فلو كانت لديهم القدرة على تبييض مواقفهم وإظهارها لكانوا انسحبوا من الجلسة وبالتالي أفقدوها نصابها وعندها لم يكن بمقدور رئيس المجلس الاستمرار في إتمام حفل الزفاف الفضيحة، ولذلك فهم شركاء لبقائهم في مقاعدهم، ولا أظن ان من حقهم رفع عقيرتهم بالغناء لإقناع الناس والمواطنين بانهم كانوا ضد الموازنة.

 

أمس الأول كان حفل الزفاف بغيضا تماما، فقد أحكمت قوى الضغط قبضتها تماما على مجلس النواب، ولم نسمع صوتا يعارض سياسات رفع الأسعار وتمدد جريمة الغلاء، فقد كان الجميع شركاء في حفل الزفاف الذي كان الأسرع والأكثر غرابة من بين جميع حفلات الزفاف السابقة والتي تمتد الى 28 سنة مضت.

 

أما القول إن المجلس انتهج سياسة جديدة تتمثل بالاكتفاء بمناقشات الكتل فهذا ادعاء ليس له ما يؤيده على الأرض، فقط كانت ثمة طريق واحدة لا ثالث لها" اجلسوا وصوتوا بهدوء وبسرعة " وكان ما كان.//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير