زعران القرن
خالد فخيدة
غريب ذلك الترصد الحاصل من قبل " زعران القرن " للساحة الاردنية الداخلية.
وقولبة قرار احالة اصحاب السمو الامراء الثلاثة الى التقاعد من الجيش العربي وتبهيره بطعم الاطاحة بمحاولة انقلاب على جلالة الملك عبدالله الثاني ليس الا دليل على حجم المؤامرة التي يتعرض لها الاردن في سبيل اخماد ديبلوماسيته وحراكه العالمي للدفاع عن القدس واسلاميتها وعروبة هويتها.
واجزم ان كل اردني قرأ ما خطه المرتزقة اسامة فوزي وذراعه الايمن الجديد عوني حداد عبر مسمومته " العرب تايمز " لم يتمالك نفسه من الضحك. والسبب ان الشطحات فيهما تدل على ان من فسر احالة الامراء الثلاثة الى التقاعد بانه اطاحة لمحاولة انقلاب في الاردن تؤكد انه "متعاطي حشيش" من طراز رفيع جدا.
ومن قرأ شطحات " الحشاشين" يكتشف ان السيناريو اعده " ابله " رغم معرفته المسبقة بالاردن واهله الذين " يدوسون " على رأس من يتطاول على قيادتهم وأمنهم الذي عززوه بكرامتهم وعزيمتهم وصبرهم على المرة.
ولان هذه الكائنات المرتزقة ليس همها الا ان تكون في جيب من يدفع اكثر، قررت هذه المرة ان تنضم الى جوقة تسويق قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعلان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل من خلال الاساءة والتطاول على كل شريف يدافع عن الهوية الاسلامية والعربية لاولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
والاردن باعتباره الاول في التصدي للقرار الامريكي، خاصة بعد ان بايعه العالم الاسلامي لاسقاط القرار الامريكي في قمة منظمة التعاون الاسلامي العاجلة التي دعا اليها الرئيس التركي طيب رجب اردوغان في انقرة، فهو هدف كل القصف السياسي الذي تمارسه واشنطن وتل ابيب لتسويق اكبر " كذبة " في تاريخ البشرية.
والاستعانة بمزيد من هؤلاء المرتزقة وارد خاصة بعد نجاح الملك عبدالله الثاني في عزل ترامب عالميا في مجلس الامن بتصويت 14 دولة من اصل 15 ضد قراره وتأييد الحل الاردني باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وكذلك في الجمعية العمومية للامم المتحدة بسقوط امريكا السياسي المريع بتصويت 128 دولة ضد قرار رئيسها.
والضغوط على الاردن في هذا السبيل مرشحة لتصعيد غير مسبوق في المقبل من ايام، وكل الاكاذيب المحرمة سيلجأ اليها من يحاولون اغتصاب القدس وتهويدها ضد الاردن بهدف هز وحدته الوطنية وتفتيت الالتفاف الوطني غير العادي حول القيادة الهاشمية والذي يزداد التصاقا كل يوم اكثر خاصة في معركة الدفاع عن القدس.
وتقاعد الامراء الثلاثة اذا كان في فلسفة المرتزقة ومن يعلفهم حدثا جللا وكفيل لهم بان يخطوا سيناريوهات الانقلابات التي اعتادوا عليها وساهموا فيها، فانها عند الاردنيين لا يتجاوز انباء احالة ضباط الى التقاعد بعد حياة حافلة بالعطاء للمؤسسة العسكرية من اجل حماية الوطن والمواطن، سيسخرون ما اكتسبوه من خبرات ادارية ونظامية في خدمة المجتمع بمواقع اخرى.
ولذلك، القادم من شائعات سيكون اكثر وستطال حتى لقمة خبز الاردنيين واقتصادهم بهدف اضعاف ثقتهم بانفسهم وقيادتهم وحتى يتسنى لاسرائيل ان تحتفل رسميا وعلى دماء الفلسطينيين والاحرار من المسلمين والعرب باعلان القدس عاصمة لها.
الغريب ان كل المرتزقة وقادتهم من زعران القرن الذين بينهم دول ومفكرون وسياسيون، فشلوا سابقا في بث سمومهم بين الاردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات اعلامية ويحاولون عبثا بين الفترة والاخرى، ولا يعلمون انهم يزيدون الاردن مناعة ضد كل مؤامراتهم.
الفرق بين الاردني وغيره، ان عشقه لوطنه وقيادته في الجينات. ولهذا السبب كلما اشتد ازماته زاد التصاقه بالارض وايمانه بنهج مليكه.