غرف العمليات في مستشفى الكندي .. نموذج سياحي وطني وعالمي صدور تعليمات المكاتب العاملة في استقدام العاملين غير الأردنيين في المنازل بايدن يدعو لحظر نوع السلاح المستخدم بمحاولة اغتيال ترمب البلقاء التطبيقية تعلن عن برنامج تخريج الفوج الرابع والعشرون من طلبتها " فوج اليوبيل الفضي 10شهداء جراء قصف طائرات الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة الفناطسة يبحث مع "العمل الدولية" قضايا عمالية ويعرض أولويات المرحلة القادمة أبوغزاله يشارك رؤى بروس ستوكس حول الانتخابات الأمريكية المقبلة لعام 2024 شعراء عرب يتفيأون ب ظلال "جرش" أمريكا وخلطة أوراق موصولة ! الادارة المحلية ودورها الرقابي للبلديات كلبونه والبداد نسايب إطلاق برنامج بصمة لصقل المواهب بتربية دير علا إعلان أسماء المشاركين في "بشاير جرش" للمواهب الشابة بنسخته 11 العراق يدين الاعتداء على أحد مساجد سلطنة عُمان طقس حار في معظم المناطق اليوم وغدًا وفيات الأربعاء 17-7-2024 علاج واعد يوقف الشخير نهائيا نصائح ذهبية للحفاظ على برودة الجسم في الصيف الحار لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ زفاف شقيقين ينتهي بمأساة في مصر
عربي دولي

عهد التميمي رمز جديد للمقاومة الشعبية الفلسطينية

{clean_title}
الأنباط -

 القدس المحتلة – ا ف ب

أصبحت الفتاة الفلسطينية عهد التميمي بشعرها الاشقر المجعد وعينيها الملونتين والتي تحاكم حاليا بتهمة ضرب جنديين اسرائيليين، شخصية مكروهة في الدولة العبرية، ورمزا للمقاومة الشعبية الفلسطينية.

وتاريخ عهد في مواجهة الجيش الاسرائيلي يعود الى طفولتها. كانت لا تزال في الحادية عشرة من عمرها عندما استقبلها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عام 2012، وكان يشغل آنذاك منصب رئيس الوزراء، بعد انتشار شريط فيديو تظهر فيه وهي تحاول منع الجيش الاسرائيلي من اعتقال طفل من عائلتها. وظهرت الطفلة في حينه وهي تمسك بجندي اسرائيلي مع نساء من عائلتها من دون أي خوف او تردد، في محاولة لانقاذ الفتى من قبضة الجندي.

واعتقلت الفتاة في 19 كانون الاول/ديسمبر الماضي، بعد انتشار شريط فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام تظهر فيه مع قريبتها نور وهما تقتربان من جنديين يستندان الى جدار منزل عائلة عهد، وتبدأان بدفع الجنديين، ثم بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما.

ولدت عهد باسم التميمي في عام 2001 في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة. والدها ناشط معروف يقود تظاهرات أسبوعية في قريته النبي صالح احتجاجا على استيلاء المستوطنين على أراضي القرية. وسجن لسنوات عدة لدى اسرائيل.

ويصف باسم التميمي عهد ب"الخجولة"، لكن الاعلام الاسرائيلي يرى انها تبحث عن "الاستفزاز" وتعرف كيفية جذب اهتمام الاعلام اليها. بين الفلسطينيين المحبطين من احتلال لا أفق له، وغياب أي أمل بالتسوية، وإعلان أميركي أخيرا بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، تحولت عهد الى احد رموز المقاومة الشعبية.

ويقول والدها لوكالة فرانس برس ان عهد "صاحبة قناعة ترفض الاحتلال بوعي ومسؤولية".

على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفها فلسطينيون وعرب ب "البطلة" وطالبوا بالافراج عنها. وبين التعليقات "كم انت عظيمة يا عهد"، "لك الله يا بطلة، أنت بألف رجل بشهامتك وكرامتك ووطنيتك. أنت فخر للفلسطينيين وهم حثالة البشرية لا يقدرون على الرجال فأصبحوا يحاكمون الصغار".

واتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوالد عهد مساء الثلاثاء، مطمئنا الى "صحة ومعنويات الأسيرة"، و"مشيدا بها وبعائلتها المتواجدة دائما في المسيرات السلمية" في النبي صالح "ضد الاستيطان والاحتلال"، بحسب ما ذكرت وكالة انباء "وفا" الفلسطينية.

وكانت عهد تحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدم، لكنها قررت دراسة القانون للدفاع عن عائلتها وقريتها الصغيرة القريبة من مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية. وهي حاليا طالبة في الثانوية العامة في مدرسة في مدينة رام الله.

- بطلة شقراء -

في اسرائيل، أثارت شعبية الفتاة التي تنتهي الخميس فترة توقيفها الاحترازي في سجن عوفر، غضبا عارما، الى درجة كتب السفير الاسرائيلي السابق في الولايات المتحدة وعضو الكنيست مايكل اورن تغريدة على موقع "تويتر" عبر فيها عن شكوكه بأن يكون أفراد عائلة التميمي أقارب بيولوجيين. وقال إنه يعتقد أن العائلة تستأجر الاطفال وتلبسهم ملابس أميركية الطراز. وأثار هذا التعليق موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب الصحافي الاسرائيلي بن كاسبيت مقالا في صحيفة "معاريف" يتوجه فيه للجيش الاسرائيلي بالقول "الثمن يجب جبايته في فرصة أخرى، في الظلام، دون شهود وكاميرات". وفسر الفلسطينيون ذلك بأنه تحريض على اغتصاب الفتاة.

وسارع كاسبيت الى توضيح مقاله في مقال آخر نشره بالانكليزية، وقال فيه ان "مجموعة نادرة من الظروف وعبارة مأخوذة خارج السياق، وترجمة غير دقيقة ونية شريرة كبيرة" أدت الى فهم "اشياء لم يفكر بها ابدا".

لكن باسم التميمي يرى بشيء من الحسرة ان قضية ابنته قد تكون حظيت بكثير من الاهتمام بسبب شكل عهد الذي يشبه الاوروبيين، على حد قوله، بعيدا "عن الصورة النمطية للفلسطينيين" التي "تقدمها الدعاية الصهيونية".

ويرفض التميمي الرد على اتهامات وسائل الاعلام والمسؤولين الاسرائيليين، قائلا "لسنا مضطرين للرد عليهم او الدفاع عن أنفسنا"، ساخرا من كل الكلام عن لون شعرها وبشرتها.

وستمثل الفتاة الخميس أمام محكمة عوفر العسكرية للنظر في تمديد اعتقالها.

ويظهر شريط الفيديو ان الجنديين المسلحين لم يردا على الفتاتين، وتراجعا الى الخلف.

وترتدي عهد كوفية فلسطينية في شريط الفيديو، بينما تدفع الجنديين على سلم منزلها، وتحاول مع قريبتها ووالدتها ناريمان (43 عاما) طردهما من أمام المنزل.

ووقعت الحادثة في يوم من المواجهات في أنحاء الضفة الغربية وقعت خلال احتجاجات على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وكان أصيب فتى من عائلتها في يوم مواجهات آخر قبل أسبوع برصاص مطاطي اسرائيلي.

ويقول باسم إن عهد "كبرت وهي تستمع الى قصص عن الاعتقالات والاقتحامات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي"، مشيرا الى ان في عائلتها "شهداء بينهم خالها وعمتها".

ويضيف "ثقافة المقاومة شكلت وعي عهد وإيمانها" بقضيتها.

ويرى باسم ان ابنته اصبحت "قضية رأي عام" في اسرائيل، متخوفا من أن يتم الحكم عليها بالسجن.

ويقول "لا أتمنى ذلك، ولكنهم سيحكمون عليها، لأنهم مصرون على اعتقالها".

شرح الصورة

عهد التميمي (الثانية من اليمين) خلال مثولها امام المحكمة العسكرية في سجن عوفر في بلدة بيتونيا في الضفة الغربية المحتلة في 25 كانون الاول/ديسمبر 2017