هل يشير الصداع دائما إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم؟ عيد ميلاد سعيد ليث حبش سيدة العيد..... يوسف ابو النادي ابو محمد في ذمة الله ممرضة تكشف الكلمات الأخيرة للمرضى قبل الموت الارصاد : كتلة باردة ورأس سنة ماطرة باذن الله الطريقة المثلى لبلع أقراص الدواء دون معاناة مصر.. القبض على المغني حمو بيكا الأرصاد: ثاني أسوأ موسم مطري مسجل بتاريخ الأردن ديوانِ المُحاسبةِ للعام 2023 الجامعةُ الأردنيّةُ تحقّقُ أعلى نسبة استجابةٍ في الأردنّ لتصويبِ المخرجاتِ الرّقابيّةِ وإنهائها للعام الثالث على التوالي.. جيدكو بلا مخالفات في تقرير ديوان المحاسبة الضلاعين يزور بلدية بني عبيد لتعزيز التعاون وتنفيذ المشاريع التنموية "الوسطية" .. مشاريع تنموية متميزة وجوائز وطنية تعكس التزامها بخدمة المجتمع المحلي ديوان المحاسبة: سرعة استجابة الحكومة سبب لانخفاض عدد صفحات التقرير العزام عضواً في مجلس بلدية اربد الكبرى نداء عاجل من مجموعة السلام العربي لإنقاذ المتضررين من الأزمة الإنسانية في السودان الشديفات: مسارات التحديث مهدت الطريق أمام مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية. قرأت الأول مالية النواب تناقش موازنات سلطة العقبة وإقليم البترا وشركة تطوير العقبة الأمير الحسن يلتقي رؤساء وممثلي الكنائس الشرقية والغربية في عمان

هكذا يُكافأ الأردني

هكذا يُكافأ الأردني
الأنباط -

هكذا يُكافأ الأردني

بلال العبويني

في الظروف الدقيقة والحرجة، يتناسى الأردني كل همومه وما يكابده من مشقة الحياة ويقف في الصف الأول مدافعا عن الوطن وسيادته على قراره وكرامته في التصدي لأي محاولات تهدف المساومة على مبادئه وثوابته الوطنية والأخلاقية.

ذلك، ليس كلاما نظريا أو شعارات تطلق على عواهنها، بل هي حقيقة خبرها الجميع خلال السنوات الماضية، على الأقل، في استشهاد الطيار معاذ الكساسبة على يد قوى الظلام والإرهاب الداعشي، وفي استشهاد القاضي رائد زعيتر على يد الإرهاب الإسرائيلي، وفي الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها الكرك وإربد، وفي دفاعه عن القدس التي أعلنها ترامب عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

من تابع أحاديث الناس في مجالسهم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لأدرك حقيقة ما نتحدث به، وهم يعلنون استعدادهم للجوع على أن يتنازلوا عن ذرة تراب في القدس المحتلة، متماهين في موقفهم مع موقف الدولة الرسمي التي قالت بـ "الفم الملآن" للإدارة الأمريكية "لا" لقرار ترامب، رغم العلم ما قد يكون لهذا الموقف من تبعات سياسية واقتصادية.

بالتالي، هذا شعب يجب أن يُكافأ، في وقت رأينا فيه بعض شعوب دول في المنطقة تآمرت على بلدانها لصالح الأجنبي مقابل ثمن بخس، وأولى مكافآت المواطن يجب أن تكون بترك هامش له يستطيع من خلاله تدبير شؤون حياته دون ضغط وعناء وقلق وخوف من المستقبل.

الواقع الاقتصادي صعب، هذا ما بات يدركه صغير العمر قبل الكبير، وأن ثمة حاجة ماسة إلى توفير الأموال لانقاذ الميزانية من العجز، بيد أن الذي يدركه الجميع أيضا أنه لا بد أن تكون نهاية لإجراءات الحكومة في زيادة أسعار السلع وفرض الضرائب وإنهاء الدعم، وما إلى ذلك.

ما يدركه الجميع أن على الحكومة أن تبحث عن بدائل أخرى غير جيوبهم، وأن تتوسع أكثر في ضبط الانفاق ووقف الهدر، وأن تبحث عن بدائل تضمن تأمين مصادر دخل لها غير تقليدية كأن تلجأ لعقد اتفاقيات مع دول جديدة من شأنها توفير ما نحتاجه من الطاقة مثلا بأسعار تفضيلية.

بالتالي، الاعتماد على الذات خيار استراتيجي يجب العمل وفقه سريعا، لكن ليس من جيوب المواطنين، لأنها ستنضب قريبا إن لم تكن قد نضبت بالفعل، لذا على الحكومة التوجه إلى ما هو غير تقليدي، وأن تسارع إلى البحث عن مصالحنا مع دول جديدة ومنها منْ قد أعلن في أوقات سابقة استعداده لإمدادنا بالغاز، مثلا، مقابل أسعار تفضيلية، بالإضافة إلى إمكانية توقيع العديد من الاتفاقيات معها والتي تساهم في توفير الأموال لخزينة الدولة.

المجتمع الأردني، لا يحمل على كاهله هما طائفيا، بالتالي لا يتضرر من فتح باب السياحة الدينية أمام الشيعة، على سبيل المثال، ووفقا للشروط الأردنية، ونعتقد أن هذا مصدر مهم للأموال بالإضافة إلى مجالات أخرى قد تكون ذات طابع تجاري أو صناعي.

تنويع الخيارات في بناء العلاقات الدولية بات أمرا مهما، وهذا بطبيعة الحال لا يعني أن تكون على حساب التحالفات أو المحاور القديمة، بالتالي بات الواقع مُلحّا لأن نبحث عن مصالحنا، تحديدا مع دول ليس بيننا وبينها عداء، لكن هناك جفاء؛ فرضه واقع حال المحاور التي وضعنا أنفسنا فيها.     

من حق المواطن أن يشعر بالراحة بعد أن استنزفت الحكومات دخله، بلجوئها إلى خيارات غير جيبه، ومن حقه أن يشعر بالطمأنينة وهو يرى جفاء من هذا الحليف أو ذاك، عندما يكون أمامه المزيد من الخيارات المبنية على أرضية المصلحة الوطنية، وليست غيرها.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير