المركز الوطني للسكري
الدكتور محمد طالب عبيدات
قُدِّر لي ولأوّل مرة أن أزور المركز الوطني للسكري والغدد الصّمّ والوراثة، هذا الصرح الطبي المفخرة بإدارته وكادره الطبي والعاملين فيه ومختبراته وتجهيزاته ومبناه وكل شيء، فهو بمثابة قصة نجاح حقيقية يشار لها بالبنان، إذ غدا يشكّل منارة طبية ومخبرية للأردنيين والإقليم:
1. المركز للأمانة فيه المؤسسية متجذّرة، والمهنيّة عنوان العمل، والنظام أساس الاستقبال والطبابة، وإدارة الوقت غاية في الأهمية، فالكل كخلية نحل دائبة.
2. المركز إدارته العليا نموذج يحتذى حيث الأسلوب العلمي ومنهجية البحث والتطوير والمهنية عناوين عريضة لرسالته وتواصله مع مراجعيه، فهو يضاهي المراكز العالمية المتقدمة فعلاً لا قولاً وفي كل المجال.
3. المركز متخصّص في قضايا المعالجة والبحث والتطوير والدراسات في مجالات السكّري والغدد الصّمّ والوراثة وقضايا السُمنة والحِمية والكولسترول والدهون وفحوصات الدم وغيرها، فهو بحق عمل نوعي ذو جودة عالية ومقْصِد لكل شخص يعاني من الأعراض سابقة الذكر.
4. المركز نظيف ومُنظّم، والعدل والمساواة فيه بين المراجعين قيمة مضافة، والتزام الناس في الدور وطوابير المراجعين فيه شيء يُحترم على سبيل تجذير ثقافة مجتمعية عادلة، والخدمات الطبية فيه نوعية.
5. المركز من ألِفِهِ ليائهِ بصمة من بصمات معالي الأستاذ الدكتور كامل العجلوني 'أبو صخر' الذي يتّقد حماساً واندفاعية للعمل تبدأ منذ الفجر وحتى ساعة متأخرة خدمة لكل الناس، فهو يكبر وينمو أمام عينيه ليشكّل قصة نجاح وطنية لا ينكرها إلّا جاحد!
6. المركز يذكّرني بجوهرة الجامعات الأردنية 'جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية'، والتي كان أستاذنا أبا صخر رئيساً مؤسساً لها، ووضع حجر أساسها ورؤيتها الثاقبة المغفور له بإذن الله الحسين الباني طيب الله ثراه، فأسّسها على أرضية صلبة وقواعد متينة لتكون إنجازاً أردنياً ذا جودة عالية بامتياز.
7. المركز يكاد ينطق لزائريه كلهم بأن الرجل الأول في أي مؤسسة لجانب فريقه العامل ومأسسته ومهنيته يستطيع أن يتقدّم بمؤسسته لتكون منارة وصرحاً متميزاً، وذلك إذا ولَجّ طريق الإخلاص والانتماء والإبداع وإظهار المواطنة الصالحة عوضاً عن طرق تصريف الأعمال والبيروقراطية والواسطة والمحسوبية.
8. للأمانة نحتاج هذه الأيام لشرفاء ورجال وطن ومهنيين بحجم الدكتور العجلوني، رجال قادرين على التغيير وولوج طريق الألفية التكنولوجية والتميّز، ورجال لهم بصمات تُذكر لا أيام تُعد دون إنجاز، للمضي قُدماً بمؤسساتنا صوب الثورة الإدارية والفنية البيضاء على البيروقراطية والترهّل وفق رؤية جلالة الملك المعزز حفظه الله ورعاه.
9. مطلوب من كل مواطن شريف وصالح أن يترك بصمة إنجاز في هذا الوطن الأشم لتكون مؤسساتنا وخدماتها ذات جودة عالية.
حقيقةً.. مركز السكري مفخرة وطنية في كل شيء، وبالطبع هو ليس المؤسسة الأردنية الفريدة المتميزة، لكنه ربما يكون الأميز بإدارته وإنجازاته ومنهجيته ومهنيته وعلومه، فبوركت الجهود المخلصة، وللأمام.//