جمهورنا المثالي ..ما أروعك
ان يحضر الجمهور بأعداد كبيرة لتشجيع فريقه والوقوف خلفه في مباراة مصيرية يحتاج فيها للفوز باكثر من هدف فتلك مشاهد اعتدنا عليها في مباريات بطولة كأس الاردن او في لقاءات دوري المحترفين ..وأن يلهب هذا الجمهور حماس اللاعبين لحثهم على تحقيق الفوز الثمين الذي ينقل الفريق نحو المباراة النهائية فهذا ما يحصل في كل ملاعب العالم ..اما أن يواصل الجمهور هذا الحماس حتى بعد خسارة فريقه وتبخر اماله بالفوز فهذا ما لم يكن معتادا ان نراه في ملاعبنا ..لكنه حصل من جمهور الفيصلي العريق الذي ضرب اروع امثلة الوفاء عندما واصل حماسه وشجع فريقه واحتفل به حتى في وقت الخسارة ...!
كنا دوما نخشى ان تحدث المشكلات قبل كل المباريات الجماهيرية بسبب التعصب المقيت الذي كان يسود ويؤدي الى افساد اجواء اللقاءات القوية وكم كنا ننادي باهمية ان تسود اجواء الروح الرياضية وخصوصا في لقاء القطبين الفيصلي والوحدات باعتباره الاكثر متابعة وجماهيرية وهو الذي يستقطب الاعداد الهائلة من الجماهير لكننا بتنا نقف امام حالة ايجابية جسدها جمهور الفيصلي الاصيل فوق المدرجات وقدم نموذجا جديدا من التشجيع الذي لا يرتبط حكما ودوما بالفوز لكنه يعبر عن ارتباط وثيق بالرمز وما يمثله الفريق من عشق لدى جماهيره ...
هي المشاهد التي نحب ان نراها في ملاعبنا ما دمنا نؤمن بان الرياضة فوز وخسارة وما دمنا نرى في الفرق التي نعشقها القدرة على تجاوز الخسارة العابرة والعودة لافاق الانتصارات ولو بعد حين وهو ما راه جمهور الفيصلي الذي كثيرا ما رسم الفريق البسمة على شفاههم بعدما اعتاد على التفوق والتحليق في سماء المجد وحصد البطولات وهل ينسى عشاق الازرق التالق اللافت الذي سجله الازرق في البطولة العربية والبطولات العديدة التي حققها الفريق عبر تاريخه المشرف الطويل..حتما لقد كانت حاضرة في المباراة الاخيرة ...
نرى بان ما قدمه جمهور الفيصلي وما كان عليه جمهور الوحدات في لقاء شباب الاردن عندما تقبل الخسارة وانسحب بهدوء يمثل انعطافة ايجابية في ملاعبنا تؤكد ان الجمهور الواعي والذواق يمكنه ان يكون عاملا ايجابيا وقدوة حسنة لغيره وان يساهم بان تسود قيم المحبة فوق المدرجات ..وكل التحية لجمهورنا الذواق .