فارس شرعان
سارع العرب في عقد اجتماع لوزراء الخارجية للرد على الطوفان الامريكي الناجم عن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني لأن عدم الرد على هذا القرار يعني ان الطوفان سيطغى على العواصم العربية ولن يقتصر على القدس وحدها التي تعتبر قضية اسلامية وليست عربية او فلسطينية فحسب الا ان الدول العربية آثرت التريث في الرد على ترامب بذريعة انتظار مخرجات القمة الاسلامية المزمع عقدها في اسطنبول التي تقرر عقدها والتوافق بين الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارة الاول لانقرة فور الاعلان عن قرار ترامب.
التريث العربي جاء لضمان نجاح الرد على سياسة الولايات المتحدة ازاء القدس والاستئناس برأي وموقف الدول الاسلامية خلال قمة اسطنبول حيث يعتبر العرب اعضاء في منظمة التعاون الاسلامي ومقرها جدة ... هذا من جهة علاوة على ان قضية القدس قضية اسلامية بالدرجة الاولى لا يمكن تجاهل مواقف الدول الاسلامية منها علما بان انشاء هذه المنظمة نتج بعد القمة الاسلامية التي عقدت فور الجريمة الصهيونية باحراق المسجد الاقصى عام ١٩٦٩ وذلك تجسيدا لمقولة ان القدس قضية اسلامية علاوة على كونها عربية وفلسطينية.
العرب يتفقون على ان قرار ترامب ازاء القدس مرفوض رفضا قاطعا ويخالف القانون الدولي واجماع الادارة الدولية علما ان القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية كما انهم متفقون على ان القرار يناقض القوانين والعهود الدولية وقرارات الامم المتحدة وان احالة قرار ترامب الى مجلس الأمن الدولي كفيل بالغائه لأن اعضاء المجلس الـ ١٤ الآخرين يرفضون هذا القرار واعلنوا عن هذا الرفض امام العالم بأسره لدى بحث المجلس للقرار الامريكي ... وما يساعد على تبني المجلس بالاجماع باستثناء الولايات المتحدة لالغاء قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني خاصة وان واشنطن لن تستطيع استخدام حق النقض «الفيتو» على قرار مجلس الأمن كونا طرفا في الصراع ازاء الموضوع المنظور امام المجلس.
كان على الجامعة العربية استغلال التأييد الشعبي العربي لقضية القدس ومواقف المؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية يرفض استقبال نائب الرئيس الامريكي مايك بنس خلال زيارته المزمعة للمنطقة حيث اعلن الازهر الشريف والكنائس المسيحية في فلسطين ومصر رفض استقبال بنس الا ان الجامعة ارجأت النظر في هذا الموضوع الى القمة العربية الاستثنائية التي ستعقد في وقت لاحق بعد اجتماع وزراء الخارجية للمرة الثانية بعد شهر لتقييم نتائج الاجتماع وما تم خلال الشهر على صعيد الموقف الموقف العربي.
ثمة سبب واضح لتقييم نتائج الاجتماع وما تم خلال الشهر على صعيد الموقف العربي.
ثمة سبب واضح لتريث الوزراء العرب بانتظار القمة الاسلامية في اسطنبول يتمثل بان هناك دولا اسلامية لها تأثيرها الدولي والاقليمي وتتبنى قضية القدس من الافضل انتظار مواقفها واسهامها في دفع المواقف الاسلامية والعربية لنصرة قضية القدس والمحافظة عليها واسقاط قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني واعتباره يغير وجود من خلال المؤسسات الدولية كالجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي حيث لا يمكن لواشنطن استخدام الفيتو كونها طرفا في الصراع حول الموضوع المشار اليه ... من هذه الدول الاسلامية الفاعلة على الصعيد الدولي تركيا التي شهدت زهاء ٦٠٠ مسيرة احتجاجية على قرار ترامب وباكستان وايران واندونيسيا التي شهدت مظاهرات صاخبة احتجاجا على القرار الامريكي وماليزيا ونيجيريا التي ينبغي ان تقول كلمتها في الموقف الامريكي.
رد الفعل العربي والاسلامي على جريمة ترامب التي ترقى الى جريمة وعد بلفور ينبغي ان يكون بمستوى رد الفعل الشعبي العربي والاسلامي في مواجهة الموقف الامريكي خاصة وان هناك قناعة عالية برفض الموقف الامريكي وضرورة الغائه واعتباره لم يكن والتمسك بحل الدولتين واعتبار القدس الشرقية عاصم للدولة الفلسطينية التي يجب ان تنشأ على الارض بعد ٧٠ عاما من نكبة فلسطين واقامة الكيان الصهيوني و٥٠ عاما من احتلال الكيان الصهيوني للقدس الشرقية.
هناك الكثير ام العرب ليفعلوه ردا على قرار ترامب مدعومين بالموقفين الدولي والاسلامي تجاه القضية الفلسطينية وضرورة المحافظة على عروبة واسلامية القدس ... !!!