يسعى علماء آثار وجهات حكومية لملاحقة امرأة أسترالية مسنّة، متهمة بسرقة آثار ثمينة من سوريا ومصر وفلسطين ولبنان والأردن.
وتبلغ المرأة 95 من عمرها ، وكانت تعمل ممرضة خلال الحرب العالمية الأولى قبل أن تتزوج دبلوماسيًا أمميًا، وتتحول إلى متابعة شغفها باستكشاف الآثار.
وروت جوان هوارد تفاصيل من مغامراتها في الشرق الأوسط، لصحيفة "The West Australian”، التي أجرتها معها في 4 من تشرين الثاني 2017.وبعد المقابلة اندلعت موجة نقاشات أفضت إلى توجيه اتهامات بالسرقة لهوارد، وطالب مجموعة من علماء الآثار بفتح تحقيق حول الأمر.
وكانت هوارد قد زارت الشرق الأوسط في ستينيات القرن الماضي، مستفيدةً من الامتيازات الوظيفية لزوجها الدبلوماسي، كيث هوارد، للتنقل بسهولة بين عدة دول عربية.وعام 1967 تطوعت للعمل مع علماء آثار بريطانيين وأمريكيين، ينقبون عن آثار الفينيقيين في لبنان، وآثار المسيحيين الأوائل والرومان قبل ولادة المسيح في الأردن.
وتمتلك هوارد صليبًا مجوفًا من زمن المسيح، ويعتقد البعض أن هذا التجويف يحوي قطعًا من الصليب الحقيقي الذي قيل إن المسيح رُفع عليه.وخلال 11 عامًا من عمل زوجها في الشرق الأوسط، استغلت هاورد حرية حركتها الدبلوماسية، للبحث عن الآثار ونقلها إلى استراليا.
وتحتوي مجموعة هاورد على قناع مومياء جنائزي، وفأس من العصر الحجري الحديث قبل 40 ألف سنة، بالإضافة إلى أسلحة وقطع فخارية فينيقية ورومانية، وعملات ومجوهرات فرعونية، وتقدر قيمة مجموعتها بنحو مليون دولار.
** مطالب بفتح تحقيق : عالمة الآثار المصرية مونيكا حنا اتهمت هوارد بالسرقة الثقافية المطلقة، وراسلت السفير الأسترالي في القاهرة لاطلاعه على القضية.وطالبت حنا في رسالتها، بوصفها مواطنة مصرية وعالمة في مجال الآثار والتراث الفني، بفتح تحقيق حول استغلال هوارد لصلاحياتها الدبلوماسية كزوجة موظف أممي، للقيام بأنشطة حفر وتنقيب عن الآثار غير مشروعة.
ولفتت نظر السفير إلى ضرورة عودة هذه الآثار إلى مواطنها الأصلية، ليس فقط لحماية التراث الخاص بالبلدان مثل مصر، لكن بحماية التراث العالمي بشكل عام أيضًا.وأوضحت أن هذه السرقات تحوّل التاريخ إلى تحف فنية، وتقف عائقًا أمام معرفة البشر لأحداث مهمة من ماضيهم، كونها تترك فراغات غير مفهومة في الأماكن التي سُرقت منها.