فارس شرعان
ما كادت روسيا وامريكا تعلنان اتفاقا بين الرئيسين بوتين وترامب حول الحل السياسي في سوريا حتى بادرت العاصمتان الى ابراز خلافات في المواقف والآراء حول ما تضمنه الاتفاق الذي تم التوصل اليه على هامش لقاء الزعيمين في اجتماعات ايباك حيث بادرت وزارتا الخارجية في اليوم التالي الى توضيح ما اشتمل عليه الاتفاق ..
الخارجية الامريكية اوضحت ان ابرز ما تضمنه الاتفاق انسحاب الميليشيات الايرانية من سوريا بعد القضاء على تنظيم داعش ما حدا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى نفي تصريح الخارجية الامريكية جملة وتفصلا موضحا ان الاتفاق بين بوتين وترامب لم يتطرق الى انسحاب الميليشيات الايرانية من سوريا ومؤكدا ان وجود هذه الميليشيات قانوني وشرعي.
لا نعلم في الحقيقة اذا كان الاتفاق تضمن انسحاب الميليشيات الايرانية من سوريا ام لا يمكننا ان ندرك ان هدف واشنطن الاول من محاربة الارهاب والقضاء على تنظيم داعش هو سحب هذه الميليشيات من سوريا والعراق حيث لم تعد هناك حاجة لوجودها بعد القضاء على داعش، وندرك كذلك عدم رغبة روسيا في سحب هذه الميليشيات من سوريا والعراق حيث لم تعد هناك حاجة لوجودها بعد القضاء علىداعش ..
وندرك كذلك عدم رغبة روسيا في سحب هذه الميليشيات التي تضطلع بدور كبير في دعم النظام السوري وحمايته منذ اندلاع الثورة الشعبية عام ٢٠١١ ... فروسيا في ورطة حقيقية في سوريا تدفعها احيانا الى ارتكاب المجازر ضد المدنيين ولعل آخر مجزرة قامت بها الطائرات الروسية على هذا الصعيد قصف سوق شعب في مدينة الاثار بالقرب من حلب رغم وجود حاجز تركي للمراقبة على بعد ٢٥ كيلو مترا من مسرح الجريمة.
الخلافات الروسية الامريكية في سوريا لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت تصريحات من الجانبين حول سير العمليات العسكرية في البوكمال السورية على الحدود العراقية والقصف الروسي لمواقع داعش في هذه البلدة وتصريحات وزارة الدفاع الروسي فان الطيران الامريكي يعرقل قصف اهداف داعش في البوكمال ما اضطر الطائرات الروسية الى التقدم فوق الاجواء الايرانية والعراقية لقصف مواقع داعش في البوكمال.
ثمة خلافات حادة اثارتها التصريحات الامريكية بان القوات الامريكية لن تنسحب من سوريا الأمر الذي اعتبرته موسكو بانه يتناقض مع بيان جنيف ١ الذي لم تلتزم به روسيا ولا النظام ... ويبدو ان هناك امرا تسعى واشنطن الى تنفيذه في سوريا قبل سحب قواتها من هناك وهو تأمين حدود الكيان الكردي الذي سيقام في منطقة الجزيرة السورية التي تضم محافظات الحسكة والرقة ودير الزور التي تشكل ٣٠ في المائة من مساحة سوريا باشراف قوات سوريا الديمقراطية وما يمكن اضافته الى هذا الكيان من الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا ...
عدم انسحاب القوات الامريكية من سوريا يفشل المخططات الروسية في سوريا حيث ستضطر موسكو الى اباء قواتها في سوريا فترة اخرى وما ينجم عنه من خسائر مادية وبشرية لحماية النظام السوري ... خذت تذت لك يجدث صدتك روسي امريكي قد يخلط الاوراق ويسحب الملف السوري من روسيا التي احتفظت به طوال سني الحرب وقد يكون دائما لجلب المزيد من القوات الامريكية الى المنطقة سيما وان الجانب يجري عن تجريد حزب الله من سلاحة وفق المطالب الامريكية وسحب الميليشيات الايرانية من سوريا والعراق بعد هزيمة تنظيم داعش وانتحار الارهاب في هذه المنطقة من العالم بالاضافة الى التصعيد في منطقة الخليج واعلان نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي بان اسرائيل ستتصرف في سوريا في ضوء مصالحها الامنية دون اعتبار لوجود روسيا وانها ستضرب اي هدف يهدد امنها واستقرارها في سوريا ولبنان وعلى الحدود مع روسيا.
الخلاف بين موسكو وواشنطن حول الحل السياسي في سوريا قد يعيد خلط الاوراق في المنطقة ويدفع بامريكا الى اعادة النظر بموقفها من النظام السوري ... !!!