د. محمد طالب عبيدات
شخصية أبو العُريّف تتجسّد في شخصيات كثير من الناس ويتقمّصها كثيرون هذه الأيام، وربما أُعزو ذلك لمرض إجتماعي أساسه عدم الثقة بالنفس ليزعم هؤلاء بمعرفتهم بكل شيء، وليتصدّروا المجالس ويتحدّثوا كخبراء من معين لا ينضب:
1. أبو العُريّف شخصية جدليّة لأنها تعرف وتحلل وتستنبط وتستقرئ وتعبّر عن رأيها ورأي غيرها، فهي شخصية فضولية ومتابعة ومراقبة ومثقفة ودارسة ومحللة وأكثر من ذلك.
2. أبو العُرّيف طبيب أكثر من الأطباء ومهندس أكثر من المهندسين ومعلّم أكثر من المعلمين وخبير أكثر من الخبراء وفنان أكثر من الفنانين، وأكثر من ذلك.
3. أبو العُرّيف أبو قراط في الطب ،وسيبويه باللغة العربية، وإبن ماجه في علم الحديث، والخوارزمي في الرياضيات، والرازي في علم الأدوية، وأكثر من ذلك.
4. أبو العُرّيف مدرسة لا بل جامعة بحالها، وموسوعة ومعاجم وإنترنت وشبكة إتصالات، وأكثر من ذلك.
5. أبو العُرّيف لديه الكذب سيناريوهات مختلفة كل مرّه تختلف عن الأخرى، ولا يكلّ ولا يملّ، ويفتح موضوعا ويخرج من آخر، ويُجبر الآخرين الإستماع له ليس لحبّهم لحديثه بل لرغبتهم بأن ينهي حديثه.
6. أبو العُريف شخصية نحتاج لأن نجتثّها من مجتمعنا كي نؤمن بالتخصصية والعطاء والإبداع ونبتعد عن العموميات والمعرفة السطحية والفضول وحشر الأنوف فيما لا يعنينا!
بصراحة: شخصية أبو العُرّيف تنتشر كثيراً هذه الأيام في الحي ومكان العمل والشارع والجامعة والمدرسة والسوق وكل مكان كمؤشر على فراغ وعدم معرفة أو خواء فكري عند البعض، ولا بُدّ من القضاء على هذه الشخصية الجدليّة لنكبح جماح المنافقين والفارغين ونُعزّز المبدعين والمتميزين في مجال تخصصاتهم.//
صباح أبو العُرّيف في مجال التخصص فقط