طريقتان بسيطتان وسريعتان لتخفيف التوتر والضغط الارصاد : ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة البنك العربي ينظّم فعاليات المنتدى الاقتصادي في سنغافورة المطران عطا الله حنا: يطلق نداء من كنيسة القيامة في القدس سياسة التجويع الصهيونية.. من الأدبيات التوراتية الى العقيدة العسكرية والخطاب السياسي كيف يبدو مستقبل قطاع الكهرباء في المملكة؟ هل تتفوق العملات الرقمية على أدوات التحوّط التقليدية؟ "جمعية الأمن الغذائي".. شغف مجتمعي يتحول إلى رافعة وطنية لمواجهة التحديات أرباح السوشال.. تهديد للوظائف التقليدية أم مرحلة مؤقتة؟ اللوم على الجميع، خطة مثالية لإخفاء المُدان الحقيقي القبيلة والطائفة: بين الولاء الوطني والارتهان الإقليمي الأغذية العالمي: إطلاق نار على قافلة مساعدات بشمال غزة يخلف قتلى وجرحى حسين الجغبير يكتب : في مواجهة قرارات صهيونية بالقدس "التعليم العالي" يرفع معدّل القبول في تخصصات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي عراك علني بين زوجة نائب سابق ومساعدته داخل مجمّع تجاري في بيروت… والسبب “مكالمة هاتفية”! الكاتبة صمود غزال تتقدم بطلب الزواج من جورج عبدالله "الشباب والرياضة النيابية" تلتقي المشاركين بمعسكر التدريب المهني في جرش بحضور سمو وزير الطاقة، وضمن قيادتها لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، المملكة تُعزّز شراكاتها الدولية في مجال تصدير الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر إلى أوروبا العودات: الشباب هم العمود الاساسي للتنمية والتحديث قرارات مجلس الوزراء

"تمغط" حكومي

تمغط حكومي
الأنباط -

 حسين الجغبير

 

17  شهرا وبضعة أيام مرت على تشكيل حكومة رئيس الوزراء هاني الملقي الأولى، وما يزال معظم الوزراء "يتمغطون" خلف مكاتبهم، لم يكلفوا أنفسهم عناء النزول إلى الميدان، للقاء الناس، وسماع همومهم، والوقوف على المعيقات التي يواجهونها في مؤسسات الدولة عند مراجعتهم إليها لإجراء أي معاملة.

وفي خضم حالة التردي والتراجع النفسي والمعيشي والاجتماعي التي يقبع تحت وطأتها المواطن الأردني، فإنه بأمس الحاجة للتواصل المباشر مع المسؤولين للحصول منهم على إجابة على أسئلة بشأن العديد من القضايا سواء المحلية المرتبطة بالوضع الاقتصادي، أو العربية المتعلقة بحالة التصعيد غير المفهومة بالمنطقة، في ملفات السعودية وإيران وموقف الأردن منها، أو الأزمة السورية، وخطة أميركا للسلام، وملف العراق، وغيره.

حالة الاشتباك التي تعيشها مؤسسات الإعلام مع الشارع الأردني، تعكس مدى سخط المواطن على المسؤول المتقوقع في مكتبه، جالسا على كرسي من جلد، في قاعة واسعة، لا يأبه بمشاكل المواطن، ولم يلتق به، حتى ولو كان لقاء صدفة، حيث يطالب الأردنيون بأن يقتدي هؤلاء بقائد البلاد الذي طالما كان على تماس مباشر مع أبناء شعبه.

ان نزول الوزير من برجه العاجي، وخلع تاج السلطة من على رأسه، يعني أنه يستطيع أن يقف على أبرز الإشكاليات في وزارته، ومعالجة الاخطاء، ومعرفة احتياجات المواطن، حيث يشعر من هم أدنى درجة من الوزير في الهيكل التنظيمي لوزارته أن هناك من يراقب عملهم، ويتابع أدق التفاصيل بما يعود بالنفع على المواطن بالدرجة الأولى، فهناك الكثير من قضايا الأردنيين الهامة لا يسمع بها الوزراء إلا من خلال وسائل الإعلام، حيث يبقى غائبا أو مغيبا عن كل شيء.

اعتاد الأردني أن يشاهد الوزير في الميدان في حالة واحدة فقط، هو عندما يكون هناك حديث عن تغيير وزاري، حيث الكل يتسابق لأن يثبت نفسه، في مسعى منه لأن يحافظ على موقعه، ليس لأنه مؤتمن على عمله، وليس لأنه حريص على الصالح العام.

لا شك أن هناك بعض الوزراء يقومون بمهام ميدانية، لكن في أغلبها تكون ذات طابع رسمي، لا علاقة لها بالمواطن بشكل مباشر، ولا شك أن هناك وزراء لا نسمع عنهم شيئا إلا في حالة سافروا خارج البلاد للمشاركة في مناسبات مختلفة.

المواطن الأردني مل الوجوه المليئة بالكريما، كما مل مشاهدة البدلات من أفخم الماركات، والأحذية الإيطالية، وربطات العنق الفاخرة، والمركبات الألمانية الحديثة، مل من سماع الأحاديث، مل من كلمة "معالي"، المواطن الأردني لديه الكثير ليقوله، ويستفسر عنه، لديه مشكلات طارئة، لديه معاناة، المواطن الأردني ما يزال ينتظر من يسمع له بوحه.

رئيس الوزراء، الذي يقوم أحيانا بجولات ميدانية مشكورا، مطالب بمحاسبة وزرائه على بقائهم خلف أسوار من ورائها حراس، وان يجبرهم على الالتقاء بالمواطن، والسماع منه، وحل ما يمكن من مشاكله.//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير