خلال مؤتمر "الأردن في بيئة إقليمية متغيرة...سيناريوهات المرحلة المقبلة2"
العناني:التفاهم مع الحكومة الاسرائيلية الحالية صعب
توق: الدولة القوية هي التي تترعرع فيها الديمقراطية
يجب على الأردن أن يكون يقظا حيال اسرائيل وسلوكياتها
نوعية التعليم تشهد تراجعا مخيفا على عكس التقديرات
عمان-الانباط-فرح شلباية
في اليوم الثالث على التوالي لمؤتمر "الأردن في بيئة إقليمية متغيرة...سيناريوهات المرحلة المقبلة2"،أكد متحدثو الجلسة الثانية على أن العوامل السياسية والاقتصادية والامنية ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا،فمن الصعب اقصاء واحدة عن الاخرى.
وأكد الوزير السابق الدكتور جواد العناني ان امكانية التفاهم مع الحكومة الاسرائيلية الحالية صعبة، فهناك أدبيات اسرائيلية من الأحزاب المتطرفة تسعى إلى زعزعة الأمن الأردني ،في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الاردن..
واضاف العناني ان الاقتصاد الاردني والاسرائيلي أكثر اشتباكا الان ويوجد تبادل تجاري وخدمي متزايد وعمالة اردنية في اسرائيل،مضيفا ان هذا التشابك يستدعي ان يبقى الاردن يقظا حيال اسرائيل وسلوكياتها..
واستعرض العناني الواقع القائم في العراق وسوريا والعلاقات الاردنية مع الولايات المتحدة وروسيا،مضيفا ان العلاقات مع الاطراف الاقليمية مهمة مثل تركيا وايران،منوها الى العلاقة مع ايران والتي يشوبها الحذر ،وتطرق العناني للعلاقة الاردنية مع دول الخليج والتوازن في التعامل مع الازمة الخليجية الاخيرة مع قطر..
واشار إلى ان احتمالات استفادة الأردن من دول الخليج آخذه بالتراجع بسبب أعبائها العسكرية،والاردن يتأمل ان يكون له نصيب في عودة الحياة واعادة الاعمار فيها .
بدوره قال وزير الداخلية الأسبق،العين حسين المجالي،أن الدين هو السلاح الأوحد في مكافحة ومحاربة التطرف ،لذلك يجب على الدول أن تحارب التطرف ،لا الدين.
وتحدث عن عادات دخيلة غزت المجتمع الأردني،كان على رأسها العنصرية والعصبية ،واستذكر تجربته الشخصية داخل مدرسته التي التحق بها منذ عقود والمدارس الاردنية بشكل عام ،والتي مثلت الوحدة بين الطلبة بعيدا عن الطائفية،فحصة التربية الاسلامية هي التي ميزت بين الطلبة المسيحيين والمسلمين،عدا عن ذلك كان الجميع مزيجا واحدا.
وأشار إلى نوعية ما تقدمه بعض وسائل الاعلام في الوقت الحالي،فقد بات بعضها يتناول انجازات رجال الأعمال والجاهات والمناسبات الاجتماعية، فبعضها لم يعد يتحدث عما هو مهم.
وربط المجالي التحديات الخارجية والداخلية ببعضها البعض،وأكد أن التحديات الخارجية لها انعكاساتها على الشؤون الداخلية، فعودة الأقطاب القوية في العالم ،وبروز دول اقليمية قوية، لعبت دورا كبيرا في المناخ السياسي في المنطقة، أما التحديات الداخلية كالبطالة، والتمحور الديني والعرقي والطائفي، والاضطرابات الداخلية ،جميعها أدت إلى انتكاسات على الأمن الأردني.
وقال المجالي ان قرار اغلاق الحدود مع سوريا،وتحديدا المعابر،ليس قرارا سياسيا وانما قرار امني بحت،للحفاظ على سلامة المواطنين.
من جانبه، أكد المفوض العام الاسبق للمركز الوطني لحقوق الانسان الدكتور محي الدين توق ان الاردن اليوم في امس الحاجة الى تطوير مؤسسات الحكم لتصبح أكثر فاعلية وقوة وعدالة، وإلى تطوير مشاركة الأفراد والجماعات في رسم السياسيات واتخاذ القرارات المتعلقة بحياتهم ومستقبلهم من خلال نظام ديمقراطي حقيقي قائم على الحرية والعدالة والمساواة .
وأشار في حديثه إلى وجود ثلاثة عوامل دفعت بعض الدول لتكون ناجحة في الاصلاح والتطوير،و كان في مقدمة تلك العوامل،الحوكمة الرشيدة في ادارة الدولة ومؤسساتها المختلفة، والتعليم الملائم ذو النوعية العالية، والمجتمع المدني النشط الذي يشارك بقوة في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر توق أن الدولة القوية والفاعلة والواثقة من نفسها هي ليست الدولة القادرة على حماية مواطنيها وتزويدهم بالخدمات الضرورية فحسب،بل هي الدولة التي تترعرع فيها الديمقراطية ،ويطبق فيها حكم القانون بصرامة وبعدالة، وتحترم حقوق الانسان وحرياتهم.
ونوه إلى أهمية التعليم في بناء المواطنة ، حيث قال انه لاتوجد دولة تقدمت في العصر الحديث الا وكان التعليم شريكا حقيقيا لها ،فالتعليم الجيد يهيئ التلاميذ لدخول سوق العمل بسلاسة ويزودهم بالمهارات اللازمة،حيث اظهرت دراسات ان زيادة سنة دراسية في المتوسط للسكان تسهم بزيادة النمو الاقتصادي من 5-12% .
وفيما يتعلق بنوعية التعليم،كشف توق أن التعليم في الأردن شهد تراجعا مخيفا ،فقد بينت نتائج الاختبارات الوطنية التشخيصية أن 85% من طلبة الصفوف الثلاثة الاولى لا يستطيعون القراءة بفهم أو حل المسائل الحسابية باستيعاب.
مشيرا إلى وجود ظاهرة مقلقة بجانب التعليم،وهي عدم قدرة النظام التعليمي الأردني على التعامل الفعال مع فجوة اللامساواة في التعليم،وانتشال الفقراء والمهمشين،ومما يفاقم هذه الظاهرة تقديم تعليم نوعي لابناء المقتدرين وتعليما عاديا لغيرهم من المواطنين .
واختتم حديثه بالقول:"أننا ان رشدنا الحكومة في بلدنا ، وارتقينا بمستوى تعليم ابنائنا،وبنينا شراكة حقيقة مع المجتمع المدني قائمة على الثقة والمصداقية ،فاننا نستطيع أن نزيد من منعة وقوة وطننا العزيز بالقدر الذي نحب".
يذكر ان المؤتمر اختتم اعماله ،أمس الاثنين ،والذي استمر على مدى 3 أيام متتالية،وشهد مشاركة واسعة من سياسيين واكاديميين ونواب وحزبيين والعديد من الجهات المعنية،وتناول المؤتمر العديد من التوصيات والمقترحات.//