البث المباشر
نشر نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة الإدارة المحلية للشؤون الفنية "أورنج الأردن" تواصل تطوير بنيتها التحتية الرقمية ميناء حاويات العقبة يحقق إنجازا تاريخيا بمناولة مليون حاوية نمطية "صناعة عمان" و"التربية" تبحثان توفير فرص تدريب لطلبة التعليم المهني والتقني أمنية تعزز الأنظمة الأمنية لحماية المنشآت التلفزيون والعنف: حين يتقاطع التعرض الإعلامي مع السلوك المجتمعي تحليل أمني وأستراتيجي للأخطار والتهديدات الأمنية 2025. مدير الأمن العام يتفقد الدفاع المدني ومركز القيادة والسيطرة (911) التأمين حين يصبح عبئاً لا حماية الامطار نعمه وخير حين تختبرنا الأمطار… وتُحرجنا الجاهزية أمين عام سلطة وادي الأردن يتفقد سدَّي ابن حمّاد والكرك بعد وصولهما للامتلاء الكامل ويؤكد سلامتهما التشغيلية المياه : امتلاء 6 سدود بكامل سعتها التخزينية خلال المنخفض الأخير أمنية، إحدى شركات Beyon، تعزز أنظمة UGuard الأمنية لحماية المنشآت من خلال ربط مباشر مع مديرية الأمن العام "التنمية" تتعامل مع 513 حالة أسرية خلال الظروف الجوية وتوفر الإيواء لـ 102 أسرة متضررة 88.2 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية 2093 من مرتبات إدارة السير و558 آلية لتأمين الحركة المرورية ليلة رأس السنة رئيس مجلس النواب يهنئ الحلبوسي برئاسة البرلمان العراقي إطلاق النسخة التجريبية لنظام معلومات سوق العمل المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة بواسطة بالونات

التلفزيون والعنف: حين يتقاطع التعرض الإعلامي مع السلوك المجتمعي

التلفزيون والعنف حين يتقاطع التعرض الإعلامي مع السلوك المجتمعي
الأنباط -

مع كل التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي، ما يزال التلفزيون يحتفظ بدور مؤثر في تشكيل وعي الأفراد، خاصة لدى فئات الأطفال والمراهقين. ومن بين القضايا التي أثارت جدلًا واسعًا بين الباحثين وصنّاع القرار مسألة العلاقة بين التعرض المكثف لمحتوى التلفزيون (التقليدي والرقمي) وانتشار مظاهر العنف في المجتمع، وهي علاقة تفسرها إلى حد كبير نظرية التعرض للتلفزيون (Cultivation Theory).
تقوم هذه النظرية، التي طوّرها الباحث جورج جربنر، على فكرة مفادها أن المشاهدة الطويلة والمتكررة للتلفزيون تؤدي إلى "غرس” تصورات معينة عن الواقع في أذهان المشاهدين. فالأفراد الذين يتعرضون لساعات طويلة من المحتوى التلفزيوني، وخصوصًا البرامج التي تتضمن مشاهد عنف، قد يبدؤون في إدراك العالم على أنه أكثر خطورة وعدوانية مما هو عليه في الواقع.
ويشير باحثون في مجال الإعلام إلى أن التلفزيون لا يعلّم العنف بشكل مباشر، لكنه يطبع حضوره كأمر مألوف أو متوقع. فحين يُقدَّم العنف في المسلسلات والأفلام كوسيلة فعالة لحل النزاعات، أو حين يُصوَّر دون عواقب حقيقية، يصبح المشاهد أكثر تقبّلًا له، وربما أقل حساسية تجاه آثاره الإنسانية والاجتماعية.
وتظهر النتائج الي تنص عليها نظرية التعرض للتلفزيون بشكل واضح مع انتشار العنف لدى الفئات العمرية الصغيرة. فالأطفال والمراهقون، الذين ما تزال منظومتهم القيمية في طور التشكّل، قد يتأثرون بالصور النمطية والسلوكيات العدوانية التي يشاهدونها بشكل متكرر. ومع غياب التوجيه الأسري أو التثقيف الإعلامي، تتحول الشاشة من وسيلة ترفيه إلى مصدر غير مباشر لتطبيع العنف.
مع ذلك، يؤكد مختصون أن التلفزيون ليس العامل الوحيد المسؤول عن انتشار العنف، بل يتداخل تأثيره مع عوامل أخرى مثل البيئة الاجتماعية، والوضع الاقتصادي، والتنشئة الأسرية. إلا أن خطورته تكمن في كونه حاضرًا يوميًا وبشكل كثيف، ما يمنحه قدرة تراكمية على التأثير في المواقف والسلوكيات. وفي مواجهة هذا التحدي، تبرز الحاجة إلى سياسات إعلامية أكثر وعيًا، تشجع على إنتاج محتوى مسؤول يوازن بين الجاذبية الدرامية واحترام القيم الإنسانية. كما تبرز أهمية دور الأسرة والمدرسة في تعزيز التربية الإعلامية، ومساعدة النشء على التمييز بين الواقع والخيال، وفهم الرسائل الضمنية التي تبثها الشاشات.
في النهاية، يبقى التلفزيون أداة ذات حدين: فكما هو قادرًا على التثقيف والبناء، فهو قادر على التأثير السلبي إن غابت الرقابة والوعي. ومن هنا، فإن فهم تداخل نظرية التعرض للتلفزيون مع ظاهرة العنف يشكّل خطوة أساسية نحو إعلام أكثر مسؤولية ومجتمع أكثر توازنًا.


رشا سفيان الأحمد
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير