البث المباشر
سميرات للأنباط: الذكاء الاصطناعي يصنع وظائف المستقبل ولا يلغيها البنك العربي يجدّد تعاونه الاستراتيجي مع تكية أم علي وجمعية دار أبو عبدالله إلغاء إلزامية إنهاء الخدمة: قرار يجمّد الوظائف ويدفع ثمنه الشباب مذكرة تفاهم بين "صناعة عمان" ومجلس الأعمال الأردني الأمريكي أورنج الأردن تواصل دعم الشباب وتختتم جولة خطوطYOمعاك بتجارب تفاعلية في الجامعات مبادرة "نون للكتاب" على موعد مع سمر الزعبي وروايتها "وانشق القمر" لبنان 2025: صراع الإرادات فوق فوهة «المهل الزمنية» السميرات: اعتماد الهوية الرقمية في البنوك قريبًا غرفة تجارة الأردن: منحة تدريبية في إيطاليا لخريجي الجامعات وزير العدل يترأس اجتماع اللجنة الوطنية لمنع الاتجار بالبشر تخصيص 10 ملايين دينار لتغطية رسوم طلبة المنح والقروض المجالي مدينة عمرة نموذج للاستثمار المستدام والتخطيط العمراني المتوازن الفنان عيسى السقار يغني لنادي الهلال السعودي " بشت الزعامة " واحة أيلة تجري تمرين حريق مشترك لتعزيز معايير السلامة ورفع الجاهزية للطوارئ رئيس مجلس الأعيان يتسلم تقرير ديوان المحاسبة 2024 رئيس مجلس النواب يتسلم تقرير ديوان المحاسبة ختامه مسك ما بين الجامعات الحكومية والخاصة، هل ستتكر التجربة الامريكية؟ بلدية الطيبة تمدد دوامها للاستفادة من إعفاءات المسقفات بلدية اربد: 2000 حاوية جديدة لتعزيز مستوى النظافة

كيف يستطيع المنتخب توحيد الأردنيين وضبط بوصلتهم فيما نفشل جميعا؟

كيف يستطيع المنتخب توحيد الأردنيين وضبط بوصلتهم فيما نفشل جميعا
الأنباط -

جاء كأس العرب في وقت حساس يكثر فيه الحديث عن مفاهيم الهوية والسردية، تلك المصطلحات المجردة التي يحاول كثير من كتابنا وسياسينا تفسيرها وتقديمها في قوالب مختلفة، ولكن.. كيف نجح المنتخب في تحقيق المفهوم بصمت مطبق؟!
   تجمع الأردنيون بالعشرات والمئات خلف الشاشات يتقاسمون الهتافات والصرخات، لا بل واتحدت أمانيهم وخاضوا نقاشات فنية موسعة حول أداء اللاعبين جماعيا وكلا على حدا؛ ويلاحظ المتبصر في المشهد كم كان وطنيا ويحقق مفهوم المواطنة في نفس الوقت، حتى يشتهي أحدنا لو كان هذا السلوك موجها نحو قضايا أخرى ذات أولوية مثل متابعة جلسات مجلس النواب أو القضايا الوطنية والمصيرية؛ حيث يكون من اللازم هناك المتابعة والعمل على التغيير وتحقيق المصلحة العامة. 
   الأردنيون لم يتراشقوا التهم حول المباريات، ولم يشكك أحد في الأداء بناء على انطباع فئوي، ولم تفتش قلوب الناس للبحث في نواياهم، فالكل كان على رؤوس أصابعه محملقا في الشاشة متناغما مع مجريات المباراة.
   وللإجابة على السؤال الذي طالت مقدماته فأشير رأسا إلى الشرعية التي حصل عليها المنتخب، فللشرعية السياسية أو العامة في حالتنا أشكال متعددة: (الدستورية، التاريخية، الديمقراطية.. إلخ) ومنتخبنا حصل على شرعية الإنجاز وهي من أشكال الشرعية الأكثر رواجا في النماذج النهضوية؛ حيث تتغاضى الشعوب عن كل العيوب بناء على ما يلمسوه من إنجازات مباشرة في حياتهم اليومية، والمنتخب استطاع تحقيق هذه الشرعية بالطريقة الاحترافية التي كانت تدور فيها مستويات البطولة، حيث يخرج كل لاعب طاقاته الإبداعية في منظومة متناغمة ومحوكمة يبقى فيها الأجدر ويستبعد ويعاقب المقصر، وبالتالي استطاعت هذه المنظومة عبور التحديات وتجاوز الأزمات داخل الفريق وفي الملعب الذي حققنا فيه انتصارات سببت التوحد خلفه.
   أما في الشق السياسي، فتحقيق شرعية الإنجاز يكون بالمشروعات التنموية الكبرى، تصويب الأخطاء وتجاوزها، محاسبة المقصرين والفاسدين، ضبط الترهل الإداري وتصحيح المواقف السياسية لتتواءم مع الإرادة العامة. 
   إن حققنا هذه الإنجازات، وقفزنا القفزة السليمة بما أصطلح له الثورة البيضاء؛ حيث تعيد الحكومات والأنظمة هيكلة نفسها فسنقدر بلا شك على تقويم كل شيء، وسنجد العامة تلتئم في مفهوم المواطنة وسيادة القانون والشعور بالانتماء والهوية، وستتضح عندها أيضا "السردية" ويكون المصير حتمي النجاح والنهضة في طريقها.
   فهل سنعتبر من منتخبنا الوطني، أم سنبقى في حلقة الكلام والكلام على الكلام؟

يزن عيد الحراحشة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير