البث المباشر
الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية

بين مكافحة المخدرات والتصعيد السياسي: قراءة في التحرك الأمريكي تجاه فنزويلا

بين مكافحة المخدرات والتصعيد السياسي قراءة في التحرك الأمريكي تجاه فنزويلا
الأنباط -
بين مكافحة المخدرات والتصعيد السياسي: قراءة في التحرك الأمريكي تجاه فنزويلا

تعيش العلاقة بين الولايات المتحدة وفنزويلا مرحلة توتر غير مسبوقة، حيث تتداخل فيها الذرائع الأمنية مع الحسابات السياسية. فبينما تبرّر واشنطن تحركاتها العسكرية والبحرية بضرورة مواجهة شبكات تهريب المخدرات المرتبطة – حسب اتهاماتها – بمسؤولين في حكومة نيكولاس مادورو،لكن الهدف الحقيقي قد يتجاوز ذلك نحو ممارسة ضغط مباشر على النظام الفنزويلي لإضعافه أو دفعه إلى تقديم تنازلات سياسية. الاتهامات الأمريكية القديمة بشأن "تحالف المخدرات والإرهاب” في كاراكاس أعيد تفعيلها مؤخراً لتشكّل غطاءً قانونياً وأداةً لتعبئة الرأي العام، لكنها تتقاطع بوضوح مع رغبة واشنطن في إعادة رسم الخريطة السياسية في أمريكا اللاتينية ومنع خصومها من تعزيز نفوذهم في المنطقة.

يبدو أن مسار التصعيد الأمريكي يسير وفق تدرج مدروس يبدأ بالضغوط الاقتصادية والدبلوماسية التي مثّلت المرحلة الأولى من المواجهة، عبر العقوبات المالية وتجفيف مصادر العملة الصعبة وتقييد تصدير النفط الفنزويلي. ثم انتقل الضغط إلى مستوى أمني استخباراتي تمثّل في دعم شبكات معلومات داخلية وجمع بيانات دقيقة عن الجيش والأجهزة الأمنية في فنزويلا.

وبعد ذلك، طُرحت خيارات محدودة للتدخل العسكري الخاص. وشملت هذه السيناريوهات عمليات تنفذها وحدات صغيرة أو قوات خاصة تستهدف مواقع قيادية أو منشآت عسكرية محددة، بهدف إرباك الدائرة الأمنية لمادورو دون الدخول في مواجهة شاملة. وتشير تقارير إعلامية غربية إلى أن هذه السيناريوهات وُضعت ضمن خطط طوارئ يجري تحديثها باستمرار، لكنها تبقى رهينة التقدير السياسي في واشنطن وإمكانية السيطرة على تبعاتها الإقليمية.

ورغم أن الخطاب الأمريكي يبدو أكثر حدة من أي وقت مضى، إلا أن المؤشرات الواقعية ترجّح استبعاد خيار الحرب الشاملة لعدة أسباب أساسية. أولها الكلفة البشرية والاقتصادية الضخمة لأي غزو بري، خاصة في ظلّ الإرهاق العسكري الأمريكي في مناطق أخرى من العالم. ثانيها أن أي تدخل واسع سيؤدي إلى موجات نزوح كبرى وأزمة إنسانية حادة، وهو ما سيحمّل الولايات المتحدة تبعات سياسية وأخلاقية أمام المجتمع الدولي. وثالثها غياب توافق إقليمي ودولي يمكن أن يمنح شرعية لمثل هذا العمل، في ظل تحفظ دول الجوار – كالبرازيل وكولومبيا – التي تخشى تحوّل أراضيها إلى ساحة صراع مفتوح. يضاف إلى ذلك إدراك واشنطن أن النظام الفنزويلي ما زال يمتلك ولاء قطاعات من الجيش والأجهزة الأمنية، وقد بادر إلى تعبئة الميليشيات الشعبية على نطاق واسع استعداداً لأي غزو محتمل، وأن أي هجوم شامل قد يوحّد الداخل الفنزويلي بدلاً من تفكيكه.

من هنا يتضح أن الاستراتيجية الأمريكية توازن بين استعراض القوة والاستخدام المحدود لها. فالتصعيد الجاري ليس مقدمة لحرب واسعة، بل وسيلة ضغط متعددة المستويات تهدف إلى إنهاك النظام من الداخل وتقويض قدرته على الصمود، مع الإبقاء على خيار العمليات الخاصة متى رأت الإدارة الأمريكية أن الظروف الدولية تسمح بذلك. في المقابل، عزّزت كاراكاس من تواصلها مع حلفائها (روسيا والصين وإيران) طلباً لدعم عسكري يوازي التهديد، مؤكدة أن الهدف الحقيقي لواشنطن هو "نهب الثروات”. وهكذا يبقى المشهد محكوماً بتوازن دقيق بين منطق الأمن ومنطق السياسة، حيث تحوّل ملف المخدرات إلى أداة ضغط توظفها واشنطن لخدمة أهدافها في الإقليم دون الانزلاق إلى مواجهة لا يمكن التحكم بنتائجها.

ويبدو أن مستقبل هذا الصراع سيبقى رهيناً بمدى قدرة الطرفين على الموازنة بين التصعيد والحوار، في ظل تحولات متسارعة في النظام الدولي، واحتمال إعادة ترتيب موازين النفوذ في أمريكا اللاتينية خلال المرحلة المقبلة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير