البث المباشر
"ثقافة الأعيان" تنظم مناظرة برلمانية شبابية تحت القبة صناعة اربد و"اليرموك" تؤكدان تعزيز ربط التعليم الأكاديمي بالواقع العملي حين تتحول العدسة إلى ضمير وطن المحور الاقتصادي هو الأبرز خلال الزيارة الملكية إلى فيتنام ضمن جولة العمل الآسيوية الأشغال تؤكد جاهزية التعامل مع الأحوال الجوية وغرف الطوارئ تعمل على مدار الساعة صرف أجور المراقبة للعاملين في امتحان الثانوية العامة الأحد المقبل الشبكة العربية للإبداع والابتكار تشارك في الملتقى الثالث لتوأمة الجامعات العربية سلطة المياه تواصل برنامجها التوعوي في مدارس المملكة البدور: نعمل على خلق بيئة علاجية متكاملة تُعنى بالجسد والعقل معاً … العليا الإسرائيلية تصادق على تهجير قرية "راس جرابة" بالنقب وزير الزراعة يبحث مع السفيرة التونسية سبل التعاون الزراعي الملك يجتمع بممثلين عن شركات فيتنامية رائدة في قطاع المحيكات توقيف مواطن 15 يوما زور أوراقا رسمية ما بين الزمن المستعمل والمستقبل...قراءة في المشهد الأردني 85.6 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الأمن العام يدعو إلى الحيطة والحذر خلال حالة عدم الاستقرار الجوي المياه : حملة ضبط الاعتداءات توفر 31,5 مليون متر مكعب خلال 2025 الملك يحضر الجلسة الافتتاحية لملتقى الأعمال الأردني - الفيتنامي في هانوي وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظيره الفيتنامي الملازم محمد باسل ابو جارور مبارك الترفيع

المصافحة التي قالت الكثير ، الجينات الهاشمية في وجه الاستعراضات السياسية .

المصافحة التي قالت الكثير ، الجينات الهاشمية في وجه الاستعراضات السياسية
الأنباط -
عماد عبدالقادر عمرو 

لم تكن المصافحة التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجرد لقطة عابرة من بروتوكول سياسي، بل لحظة ناطقة بلغةٍ أبلغ من الكلام.
فيها ظهر جلالة الملك بثباتٍ لافت، وهدوءٍ يعكس عمق التجربة ووضوح الموقف، فيما بدت على ترامب سمات الشخصية التي اعتادت الاستعراض وإظهار التفوق الجسدي في اللقاءات الرسمية.
لكن ما بين هاتين اليدين، كان هناك فارق في الرسالة والمضمون.

لغة الجسد كانت واضحة لمن يقرأها:
جلالة الملك عبدالله الثاني يمدّ يده بثقة القائد الذي يعرف قدر نفسه ومكانة وطنه، يقف مستقيماً، متوازنًا، ونظرته مستقرة دون انفعال أو تكلّف.
لا ميل مفرط في الجسد ولا حركة مبالغ فيها، بل اتزان ملكيّ هادئ يحمل في طيّاته رسالة سياسية عميقة تقول :

هذا هو موقف الأردن… ثابت، لا يتبدل بالضغوط ولا ينحرف بالمغريات .

في المقابل، بدا ترامب بوضعيته المعهودة، يمدّ ذراعه للأمام أكثر من اللازم، وكأنه يحاول أن يفرض هيمنة رمزية أو يلتقط زمام المبادرة في المشهد، كما يفعل مع معظم القادة الذين يلتقيهم .
لكن في تلك اللحظة بالذات، لم يكن في الواجهة من ينصاع لتلك الإشارات الجسدية، بل ملكٌ هاشميٌّ يعرف متى يصافح ومتى يُرسل الرسالة دون أن يتكلم. 

إن الثبات الذي أظهره جلالته في تلك المصافحة لم يكن وليد الموقف، بل نتاج إرثٍ هاشميٍّ عميق يجري في عروقه، جينات ملكية تعلّمت أن الهدوء لا يعني الضعف، وأن الاحترام لا يُمنح إلا بموقفٍ مبدئيٍّ صادق.
ومن خلف تلك اليد الممتدة، كان صوت السياسة الأردنية واضحًا:
نحن مع السلام العادل، لا سلام الإملاء.
نحن مع فلسطين والقدس، ومع مصالح الدولة الأردنية العليا التي لا تقاس بالضغوط ولا بالمصالح اللحظية.

لقد اختصر جلالة الملك في تلك اللحظة تاريخ الأردن السياسي كله:
بلد صغير في حجمه، كبير في قراره، ثابت في مواقفه.
فاليد التي امتدت كانت يد احترام، لكنها أيضًا حدّدت المسافة بين السلام والخضوع، بين المجاملة والمبدأ.

وهكذا، لم تكن الصورة بروتوكولًا دبلوماسيًا باردًا، بل مشهدًا وطنيًا مكتمل المعنى؛
ملكٌ هاشميٌّ يواجه عالمًا متغيرًا بثباتٍ وكرامة،
يصافح لا ليُرضي، بل ليؤكد أن الأردن ماضٍ في طريقه المستقل،
وأن قوة الموقف أصدق من أي استعراضٍ للقوة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير