الفيصلي يودع مغير السرحان بثلاثية رئيس هيئة تنظيم الاتصالات يشارك في مؤتمر القادة البريديين الثاني في المنطقة العربية 2025 ويدعو إلى تعزيز التحول الرقمي في الخدمات البريدية ‏جنبلاط يختتم محادثاته مع الشرع في دمشق ويتجه إلى السويداء ‏الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية يستقبلان رئيس مجموعة GKSD الإيطالية لتعزيز التعاون في الاستثمار الصحي الرئاسة السورية تدين الاعتداء الاسرائيلي الذي طال القصر الجمهوري ليل أمس الخميس “الأنباط”.. عشرون عاماً من الحرف النزيه والكلمة الوازنة حين يكون الوفاء للكلمة هو عنوان المسيرة ‏مصادر للانباط : 700 مقاتل من فصائل السويداء ينضمون إلى الأمن العام… وتوقعات بتشكيل لواء خاص بالمحافظة تلفريك عجلون يسجل رقما قياسيا في أعداد الزوار أسعار الذهب تتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي في أكثر من شهرين بكين تدرس طلباً أميركياً لمحادثات حول الرسوم الجمركية د. حازم قشوع يكتب:ترامب 100 يوم ! الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى ألبانيا ومونتينيغرو والولايات المتحدة أجواء لطيفة الحرارة في أغلب المناطق اليوم ومعتدلة غدا سوريا : توقع عقدا لمدة 30 عاما مع شركة فرنسية لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية بعد تصفية الذمم السابقة المترتبة على الطرفين خلال العقد الماضي... الأنباط تحتفل بعشرين عامًا من الحضور والعطاء الصحفي دراسة تكشف العوامل الحاسمة في خفض احتمالات العقم عند النساء مدير مدرسة في الصين يسرب أسئلة امتحانات لعشيقته مصري يرفع دعوى تطليق ضد زوجته بسبب الإنفاق المفرط الارصاد : أجواء ربيعية معتدلة مع نشاط نسبي في الرياح التفاصيل... ‏الاعيان ماضي والفاخري يلتقون ذوي الاحتياجات الخاصه بالعقبة

القطاع الزراعي.. حاجة لخطة إنقاذ عاجلة للقطاع

القطاع الزراعي حاجة لخطة إنقاذ عاجلة للقطاع
الأنباط -

مزارعون يشتكون لـ"الأنباط" تراجع العائدات وارتفاع التكاليف
المصري: ضرورة تبني نهج مرحلي واستراتيجية متكاملة لدعم القطاع

الأنباط – رزان السيد

في ظل التحديات المتراكمة التي يعاني منها القطاع الزراعي في الأردن، جدد مزارعون مطالبهم لوزارة الزراعة، بضرورة توفير دعم مباشر، مؤكدين أن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التأخير أو التسويف.
وأشار المزارعون إلى أنهم يعيشون حالة من القلق، مع تراجع العائدات، وارتفاع التكاليف، وتقلبات الطقس التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج.
ومن أبرز القضايا التي يطرحها المزارعون في مطالبهم هي مسألة ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي، مثل الأسمدة والبذور والمبيدات، التي تضاعفت تكلفتها خلال السنوات الأخيرة، في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي.
ودعا عدد من المزارعين إلى إعادة النظر في السياسات الاقتصادية المتعلقة بالقطاع، والمطالبة بإعفاءات ضريبية وتوفير دعم مباشر لتخفيف الأعباء عنهم، لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.
وفي هذا السياق، أكد وزير الزراعة الأسبق، سعيد المصري ضرورة أن يتم تحديد مدد زمنية واضحة لتقديم الدعم المالي المباشر للمزارعين، بحيث يكون هذا الدعم مرتبطًا بخطط تطوير البنية التحتية الزراعية وإدخال التقنيات الحديثة.
وأشار إلى أن هذا الأمر يتطلب تبني نهج مرحلي واستراتيجية متكاملة، بحيث توازن بين الحاجة الماسة للدعم الفوري، وبين ضرورة تحقيق تحول مستدام في القطاع الزراعي، موضحًا بأنه يمكن اعتماد خطة زمنية مكونة من ثلاث مراحل رئيسية، تمتد ما بين ثلاث إلى سبع سنوات.

الدعم السريع والمباشر
وأوضح المصري، أنه يمكن البدء بالمرحلة الأولى، وهي الدعم السريع والمباشر والتي تحتاج إلى مدة من سنة إلى سنتين، إذ تهدف هذه المرحلة إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية الفورية على المزارعين، بما يضمن استمرار العملية الإنتاجية الزراعية، وتشمل الإجراءات الرئيسية تقديم دعم مالي مباشر، سواء نقدي أو عيني، لتغطية جزء من كلفة المدخلات الزراعية مثل الأسمدة، البذور، والمحروقات.
وتتضمن هذه المرحلة توفير قروض ميسرة بفترات سماح تصل إلى 12 شهرًا، إضافة إلى الشروع في تنفيذ مشروعات صيانة عاجلة للبنية التحتية المتدهورة، كصيانة الطرق الزراعية وحفر وصيانة الآبار، مؤكدًا بأن المخرجات المتوقعة من هذه المرحلة تشمل الحفاظ على مستويات الإنتاج القائمة، ومنع خروج المزارعين من القطاع نتيجة ارتفاع التكاليف.

التحول نحو تقنيات تخفيض الكلفة
وتابع المصري أن المرحلة الثانية تتمثل في التحول نحو تقنيات تخفيض الكلفة، والتي تحتاج من سنتين إلى ثلاث سنوات، حيث تركز هذه المرحلة على تمكين المزارعين من تخفيض كلفة الإنتاج تدريجيًا من خلال تبني تقنيات حديثة، ويشمل ذلك دعمًا حكوميًا جزئيًا لاقتناء أنظمة ري متطورة مثل الري بالتنقيط، وأجهزة استشعار التربة، كما تتضمن تمويلًا جزئيًا لشراء معدات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية لاستخدامها في ضخ المياه أو حفظ المنتجات.

وأوضح أن هذه المرحلة تشمل إطلاق برامج تدريبية عملية للمزارعين، تهدف إلى تعريفهم بممارسات الزراعة الذكية والميكنة، وتشجيعهم على تبني زراعات مقاومة للظروف المناخية وتستهلك كميات أقل من المياه، مشيرًا أنه من المتوقع أن تؤدي هذه الجهود إلى انخفاض تدريجي في استهلاك المياه والطاقة، وزيادة كفاءة العمل الزراعي، مع تحسين جودة المنتجات، ما يعزز من فرص تسويقها داخليًا وخارجيًا.

الاستدامة والاعتماد الذاتي
كما أضاف أن المرحلة الثالثة تتمثل في الاستدامة والاعتماد الذاتي، بفترة تبلغ السنتين إلى ثلاث سنوات، وأوضح بأنه في هذه المرحلة، ينتقل التركيز إلى تحقيق زراعة مستدامة ومربحة، وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي المباشر، ويتم ذلك عبر ربط استمرار الدعم بمدى التزام المزارعين باستخدام التقنيات الحديثة، وتحويل جزء من الدعم إلى صناديق تمويل زراعية مستدامة بالشراكة مع القطاع الخاص.
كما تتضمن هذه المرحلة تطوير منظومة تسويق متكاملة، تشمل التسويق الرقمي وحماية المنتجات المحلية عند الضرورة، بالإضافة إلى استكمال مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية مثل خزانات المياه والمراكز اللوجستية.
وأشار إلى أنه من أبرز النتائج المتوقعة من هذه المرحلة هو انخفاض تدريجي وملحوظ في الحاجة للدعم المباشر، وبناء قطاع زراعي أكثر تنافسية ومرونة في مواجهة التغيرات المناخية والاقتصادية.
كما نوّه المصري إلى ملاحظات تنفيذية مهمة، إذ يجب أن يكون الدعم مشروطًا بخطط عمل واضحة لكل مزارع أو تجمع زراعي، كما أنه من المفيد تطوير مؤشرات أداء محددة لقياس الالتزام، مثل خفض استهلاك المياه بنسبة معينة أو استخدام الطاقة المتجددة، إضافة إلى أنه يمكن اعتماد نظام التمويل المشروط (Conditional Cash Transfers) كأداة فعالة لربط الدعم بتحقيق الأهداف التطويرية.
ومن جانب آخر، أشار المزارع يزيد الخلف في حديثه لـ "الأنباط"، إلى أن ضعف آليات التسويق المحلي، وغياب آفاق التصدير المنتظمة، يؤديان إلى خسائر كبيرة في بعض المواسم، في حين تهدر كميات كبيرة من المحاصيل نتيجة تدني الأسعار أو عدم القدرة على تصريفها، مطالبًا بإنشاء شركة وطنية متخصصة في تسويق المنتجات الزراعية داخل الأردن وخارجه، تكون قادرة على توفير أسواق مستقرة وعادلة للمزارعين، إذ قال: "بدنا سوق يشتري ومحاصيل ما تروح عالفاضي".
وأكد أن مشكلة شح المياه، تعد من أبرز التحديات التي تعرقل توسع الزراعة في العديد من المناطق، وخاصة في الأغوار والمناطق الشرقية، موضحًا ضرورة أن تقوم الوزارة بتوفير كميات مياه كافية للري، والعمل على تطوير شبكات الري التقليدية إلى أنظمة حديثة أكثر كفاءة، مع تشجيع استخدام تقنيات الري بالتنقيط والحصاد المائي.
وتابع الخلف، أن غياب منظومة فعالة لتعويض المزارعين عند وقوع الكوارث الطبيعية أو الحرائق، والتي أدت إلى خسائر فادحة دون تعويضات تذكر، لا بد أن يتم النظر إليها من قبل الوزارة بصورة أفضل، كما طالب بتفعيل صندوق المخاطر الزراعية وتوسيعه ليشمل جميع المناطق الزراعية، مع تسريع إجراءات التعويض عند الكوارث، حفاظًا على استمرارية عمل المزارعين.
من جهته، تحدث المزارع أحمد الفهد عن غياب واضح للإرشاد الزراعي في كثير من المناطق، ما يؤدي إلى ضعف التوعية بالتقنيات الزراعية الحديثة والأساليب المستدامة، مؤكدًا أن تطوير هذا الجانب من شأنه رفع كفاءة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل، وطالب الوزارة بتعيين كوادر فنية مؤهلة، وتنظيم دورات تدريبية دورية للمزارعين.
وكانت وزارة الزراعة أكدت في تصريحات سابقة أنها تعمل على تنفيذ خطة شمولية تهدف إلى دعم القطاع الزراعي، تشمل تطوير البنية التحتية، وتحديث السياسات التسويقية، وتحفيز استخدام التكنولوجيا الزراعية، إلا أن المزارعين يرون أن هذه التصريحات لا تزال بعيدة عن التطبيق الفعلي، ويطالبون بسرعة تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع.
وسط هذه المطالب المتكررة، يبقى الأمل لدى المزارعين بأن تعود الزراعة إلى موقعها الطبيعي كأولوية وطنية، باعتبارها ركيزة أساسية في منظومة الأمن الغذائي، ومصدر رزق لآلاف الأسر في الريف الأردني.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير