الأونروا: نحو 400 ألف نازح في غزة منذ استئناف القتال منافسات مثيرة في الجولة الثالثة من الدوري الأردني للجولف على ملاعب أيلة وفيات الجمعة 11-4-2025 نبيل الكوفحي يكتب:الصغائر والفتن … والصمت والحكمة اللواء المتقاعد محمد بني فارس يكتب:الأمن العام: قرنٌ ونيفٌ من الوفاء ومسيرة لا تنحني العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للوزير الطراونة بالشفاء العاجل 12شهيدا جراء قصف الاحتلال في خان يونس وبيت لاهيا أجواء باردة نسبيا في أغلب المناطق حتى الأحد 8 حلول علمية فعالة لإنهاء مشكلة النوم المتقطع جهاز استشعار جديد يراقب الصحة دون لمس الجلد بينها تخطي الفطور.. 8 أخطاء شائعة قد تضعف الذاكرة من بينها تفادي حب الشباب.. فوائد مذهلة للاستحمام في المساء إجراء أول عملية زراعة نخاع عظمي ذاتي لمريض تصلب لويحي في الخدمات الطبية الملكية قشوع: وحدتنا الوطنية تجسد صلابة الموقف الأردني الموحد خلف القيادة الهاشمية ودعماً لفلسطين مصادر خاصة لـ “الأنباط”: جهاد مقدسي إلى الواجهة من جديد… مرشح لمنصب سفير سوريا في الأمم المتحدة 14 نصيحة لتخفيف آثار حساسية العين في الربيع الصحة العالمية: الدخول الفوري للمساعدات إلى غزة ينقذ الأبرياء الصين وسلاح السندات الحكومية الصين تؤكد رغبتها في تجنب الحروب التجارية مباحثات أردنية عراقية في مجال التعاون الصحي

من المستفيد من الحملات المتكررة ضد الأردن ومصر؟

من المستفيد من الحملات المتكررة ضد الأردن ومصر
الأنباط -

حاتم النعيمات

 

تَزامُن الظواهر في العلوم الطبيعية لا يعني بالضرورة أن هناك ارتباطًا بينها، أما في السياسة، فالوضع مختلف، فتكرار تزامُن الأحداث يعني بالضرورة أن هناك علاقةً بينها. وهذه العلاقة إما أن تكون عكسيّة من ناحية المصالح، أو إيجابيّة بحيث تتحقّق مصالح الطرفين.

 

يمكن لأي مراقب أن يرصد العلاقة بين وضع "حماس” سواء على الأرض أو على طاولة المفاوضات من جهة، وبين تصاعد دعوات التثوير التي تستهدف الأردن ومصر من جهة أخرى. لدينا مثلًا دعوات لعصيان مدني في الأردن، يقابلها دعوات لفتح معبر رفح من قبل السلطات المصرية، في الوقت الذي تخسر فيه "حماس" جل أوراقها بدليل عودة الحرب من طرف واحد للأسف!

 

لا أعلم بأي فقهٍ سياسي يتم الضغط على الدولتين الوحيدتين اللتين تقفان في وجه التهجير؟ فالبديهي أن يتم دعم هاتين الدولتين، لأن الدعوة لإضعاف الأردن لن تخدم سوى تهجير السكان من الضفة، وبطبيعة الحال، فإن المطالبة بفتح معبر رفح تعني تهجير أهل غزة.

 

العقليةُ الجمعية التي تسيطر على الفضاء العام في المنطقة لا تملك الكثير من مبادئ النقد والتحليل، فهي عقليةٌ انفعالية في مجملها تُسقِط العقلَ الناقد في حضرة رأي الأغلبية، وما نراه اليوم في التفاعل مع نكبة الأشقاء في فلسطين هو شكلٌ من أشكال ضعف هذا العقل الناقد؛ ولعلّ أهم دليل على ذلك هو الخلاف الذي اشتعل حول تعريف النصر في معركة غير متكافئة يخوضها جيش مجرم مدجج بالسلاح ضد مدنيين عُزّل. الحملات ضد الأردن ومصر تخاطب هذا العقلَ الجمعي الانفعالي وتهاجم أي محاولة للنقد والتفنيد.

 

جزء من هذه العقلية الجمعية يدّعي أيضًا أنه يتضامن مع غزة، وفي الوقت نفسه يضغط باتجاه كل ما يصبّ في صالح التهجير؛ فالعصيان المدني في الأردن يعني إضعاف تلك الدولة التي قالت "لا” للتهجير في عقر البيت الأبيض، في المقابل فالضغط على مصر لفتح معبر رفح يعني السعي لتحقيق الحلم الإسرائيلي وهدف الحرب الأبرز المتمثل بإخراج أهل غزة باتجاه سيناء. تكرار هذا السلوك السياسي مع الأردن ومصر يعني أمرين لا ثالث لهما: الأول، أن هناك جهلًا سياسيًا وعدم إدراكٍ للمشهد لدى من يستغل هذا العقل الجمعي المنفعل، والثاني، أن هناك من يعمل لصالح إسرائيل بالفعل داخل هذه التيارات واللجان الإلكترونية.

 

قد يقول قائل إن الأردن ومصر هما الدولتان المجاورتان لفلسطين، وعليهما واجب الإسناد، وهذا صحيح إذا اتفقنا أولًا على شكل هذا الإسناد الذي مطلوب منهما. فهل المطلوب تدخل أردني أو/و مصري عسكري يقفز بالدولتين أو إحداهما إلى المجهول؟ أم يُراد منهما الغرق في الفوضى لتصبحا لقمة سائغة لأي مشروع قادم؟ أم المطلوب أن يكون إسنادهما على الطراز الإيراني بتقديم أسلحة خفيفة لا تحسم المعارك، مضاف إليها الكثير من الشحن العاطفي؟ العقلانية تقول إن أهم شيء هو تقديم دعمٍ يساعد في صمود الفلسطيني على أرضه وتهيئة الظروف لتخفيف آثار مأساته مع استمرار الضغط السياسي واستغلال تقلب التحالفات في العالم.

 

لا يمكن أخذ دعوات التأزيم في الأردن ومصر على محمل التضامن البريء، والقصد هنا أن تكون هناك استراتيجيّة واضحة للتعامل مع هذه الاختراقات، وليس تعاملًا آنيًا، فالخاصية الأخطر لهذه التيارات التأزيمية هي أنها تستطيع استعادة شعبيتها بسرعة فائقة دون أدنى مجهود فكري. لذلك فالمطلوب هو تعزيز كل فكرٍ واعٍ أمام هذا النوع من الهجمات الخطيرة، فالقادم مفتوح على جميع الاحتمالات.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير