البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل ملامح التعليم: فرص واعدة وتحديات حقيقية

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل ملامح التعليم فرص واعدة وتحديات حقيقية
الأنباط -

الدكتور احمد علي 


يشهد قطاع التعليم في السنوات الأخيرة تحولات جذرية بفعل التطورات التكنولوجية المتسارعة، ويأتي الذكاء الاصطناعي في طليعة هذه التحولات بوصفه أداة قوية قادرة على إعادة تشكيل طرق التعليم والتعلم. فالأنظمة الذكية التي تحاكي التفكير البشري باتت تلعب دورًا متزايد الأهمية في تحسين جودة التعليم، وتخصيص المحتوى، ودعم المعلمين، وتحقيق تعليم أكثر شمولًا وكفاءة.

أحد أبرز أدوار الذكاء الاصطناعي يتمثل في دعم المعلمين داخل البيئة التعليمية، حيث تُخفف التقنيات الذكية من الأعباء الإدارية مثل تصحيح الاختبارات، وجدولة الحصص، وإعداد التقارير، ما يمنح المعلمين وقتًا أكبر للتركيز على التفاعل مع الطلبة وتطوير تجربتهم التعليمية. كما تساعد أدوات التحليل الذكي في رصد أداء الطلاب بدقة، وتقديم توصيات تعليمية مخصصة تعزز من فعالية التعليم الفردي.
وفي جانب آخر، أصبحت تحليلات البيانات التعليمية مجالًا حيويًا لتطبيق الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن من خلال معالجة البيانات الضخمة التنبؤ بالمشكلات الأكاديمية المحتملة وتحديد اتجاهات التعلم بدقة. هذا التوجه يعزز من اتخاذ القرارات التعليمية بناءً على الأدلة، ويُسهم في تحسين المناهج وتطوير استراتيجيات التعليم وفقًا لاحتياجات الطلبة الفعلية.
ورغم هذه الفرص، يثير الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي تحديات تربوية وسلوكية لا يمكن تجاهلها. إذ قد يتحول الطالب إلى متلقٍ كسول للمعلومة نتيجة الاتكال على الأجوبة الجاهزة، ما يُضعف مهاراته النقدية والبحثية. كما قد يقع بعض أعضاء هيئة التدريس في فخ الاتكالية، فيعتمدون على الأنظمة الذكية في تقييم الطلبة دون ممارسة دورهم التربوي المباشر، مما يُهدد بفقدان البعد الإنساني في العلاقة التعليمية.

وفي ظل هذا التحول، بدأت العديد من الجامعات والمعاهد التعليمية حول العالم بتبني نمط التعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث تُستخدم منصات تعليمية ذكية تقدم محتوى مخصصًا حسب قدرات كل طالب، وتُعدّل المحتوى تلقائيًا بناءً على تفاعل المتعلم. كما يتم توظيف هذه التقنيات في عمليات التقييم والمتابعة، ما يجعل الذكاء الاصطناعي شريكًا أساسيًا في بناء منظومة تعليمية متطورة وأكثر تفاعلًا.

في الخاتمة في ظل التوسع المتسارع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، تبرز الحاجة الملحة لتحقيق توازن دقيق بين توظيف التكنولوجيا والاحتفاظ بالبعد الإنساني للعملية التعليمية. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة تمكين قوية لكل من الطالب والمعلم، إذا ما استُخدم بذكاء وتخطيط مدروس. أما الاعتماد المفرط عليه دون رقابة أو توجيه، فقد يؤدي إلى نتائج عكسية تهدد جوهر العملية التربوية. من هنا، يصبح تطوير السياسات التعليمية وتدريب الكوادر ضرورة لضمان توظيف الذكاء الاصطناعي كوسيلة للنهوض بالتعليم لا استبداله.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير