البث المباشر
التربية والتعليم تدعو إلى تأنيث مدارس البنين للصفوف الأولية مباراتان بدوري كرة السلة غدا نقابة الصحفيين الفلسطينيين: استشهاد 15 صحفيا منذ بداية العام صندوق الائتمان العسكري يرفع سقف تمويل السيارات مدير التربية والتعليم لمنطقة البادية الشمالية الشرقية يتفقد عددا من المدارس الذكاء الاصطناعي وعلم الطب الوقائي: حين يصبح التنبؤ بديلاً عن التشخيص المتأخر بدء أعمال المؤتمر الوطني لدعم فاقدي السند الأسري "من صمت الآثار إلى صدى الزوار: رحاب تفتح ذراعيها للسياحة والتنمية" مؤتمر الأورام يوصي بتوفير فحوصات طبية مبكرة بأسعار معقولة أو مجانا مذكرة تفاهم بين تنظيم الاتصالات وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا " الشؤون الفلسطينية" و "الأونروا " تبحثان مشروعات البنية التحتية في المخيمات الجغبير: كاتب العدل يباشر مهامه في "صناعة عمان" ضمن خدمة المكان الواحد ‏تحت شعار (نسافر لنغيث) ‏فريق متطوعي رحلات غيث الإماراتي ينفذ أولى الأعمال التطوعية في الأردن جامعة البلقاء التطبيقية تحقق المركز الثاني محليًا والثالث عشر عربياً في برنامج التبادل الطلابي العربي فى وداع البابا فرنسيس ؛ حزب عزم يؤكد على ضرورة المواقف الوطنية الصريحة ويستنكر الخلايا الإرهابية أيلة تجدد اتفاقية التعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة / مرصد العقبة للطيور لتعزيز السياحة البيئية في مدينة العقبة العمل: 7818 زيارة تفتيشية في الربع الأول للعام الحالي وزير العمل يوجه إلى الإعداد لليوم "الوطني للتشغيل 2025" الأردن يحصل على اعتراف ماليزي بشهادات الحلال الغذائية

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل ملامح التعليم: فرص واعدة وتحديات حقيقية

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل ملامح التعليم فرص واعدة وتحديات حقيقية
الأنباط -

الدكتور احمد علي 


يشهد قطاع التعليم في السنوات الأخيرة تحولات جذرية بفعل التطورات التكنولوجية المتسارعة، ويأتي الذكاء الاصطناعي في طليعة هذه التحولات بوصفه أداة قوية قادرة على إعادة تشكيل طرق التعليم والتعلم. فالأنظمة الذكية التي تحاكي التفكير البشري باتت تلعب دورًا متزايد الأهمية في تحسين جودة التعليم، وتخصيص المحتوى، ودعم المعلمين، وتحقيق تعليم أكثر شمولًا وكفاءة.

أحد أبرز أدوار الذكاء الاصطناعي يتمثل في دعم المعلمين داخل البيئة التعليمية، حيث تُخفف التقنيات الذكية من الأعباء الإدارية مثل تصحيح الاختبارات، وجدولة الحصص، وإعداد التقارير، ما يمنح المعلمين وقتًا أكبر للتركيز على التفاعل مع الطلبة وتطوير تجربتهم التعليمية. كما تساعد أدوات التحليل الذكي في رصد أداء الطلاب بدقة، وتقديم توصيات تعليمية مخصصة تعزز من فعالية التعليم الفردي.
وفي جانب آخر، أصبحت تحليلات البيانات التعليمية مجالًا حيويًا لتطبيق الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن من خلال معالجة البيانات الضخمة التنبؤ بالمشكلات الأكاديمية المحتملة وتحديد اتجاهات التعلم بدقة. هذا التوجه يعزز من اتخاذ القرارات التعليمية بناءً على الأدلة، ويُسهم في تحسين المناهج وتطوير استراتيجيات التعليم وفقًا لاحتياجات الطلبة الفعلية.
ورغم هذه الفرص، يثير الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي تحديات تربوية وسلوكية لا يمكن تجاهلها. إذ قد يتحول الطالب إلى متلقٍ كسول للمعلومة نتيجة الاتكال على الأجوبة الجاهزة، ما يُضعف مهاراته النقدية والبحثية. كما قد يقع بعض أعضاء هيئة التدريس في فخ الاتكالية، فيعتمدون على الأنظمة الذكية في تقييم الطلبة دون ممارسة دورهم التربوي المباشر، مما يُهدد بفقدان البعد الإنساني في العلاقة التعليمية.

وفي ظل هذا التحول، بدأت العديد من الجامعات والمعاهد التعليمية حول العالم بتبني نمط التعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث تُستخدم منصات تعليمية ذكية تقدم محتوى مخصصًا حسب قدرات كل طالب، وتُعدّل المحتوى تلقائيًا بناءً على تفاعل المتعلم. كما يتم توظيف هذه التقنيات في عمليات التقييم والمتابعة، ما يجعل الذكاء الاصطناعي شريكًا أساسيًا في بناء منظومة تعليمية متطورة وأكثر تفاعلًا.

في الخاتمة في ظل التوسع المتسارع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، تبرز الحاجة الملحة لتحقيق توازن دقيق بين توظيف التكنولوجيا والاحتفاظ بالبعد الإنساني للعملية التعليمية. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة تمكين قوية لكل من الطالب والمعلم، إذا ما استُخدم بذكاء وتخطيط مدروس. أما الاعتماد المفرط عليه دون رقابة أو توجيه، فقد يؤدي إلى نتائج عكسية تهدد جوهر العملية التربوية. من هنا، يصبح تطوير السياسات التعليمية وتدريب الكوادر ضرورة لضمان توظيف الذكاء الاصطناعي كوسيلة للنهوض بالتعليم لا استبداله.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير