‏من هي زهرة البرازي التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي ! الارصاد: تراجع تأثير الكتلة الحارة وأجواء معتدلة تدريجياً خلال الأيام القادمة ‏الرئاسة السورية تصدر المرسوم رقم (19) الخاص بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين ‏الرئاسة السورية تصدر المرسوم رقم (20) الخاص بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية عهد اقتصادي جديد.. الخليج العربي رئة الاقتصاد الأمريكي المستنزف حقوق العمال.. ذوبان بين نصوص القانون وواقع الانتهاكات المقاصف المدرسية.. تعزيز للثقافة الاقتصادية والاستثمارية بين الطلبة وصول طلائع الحجاج المصريين إلى العقبة عبر اسطول الجسر العربي البحري بين الثانوي والمصيري، هل يختبر "اليسار" قدراته بعد حظر "الإخوان"؟ الحوسبة الكمومية في اكتشاف الأدوية: حين تسبق المعادلات الكيميائية نبض المرض قمة بغداد: بين الاستضافة والإضافة السياسية الترخيص المتنقل بالأزرق الأحد والاثنين وفد من كلية القادسية يزور الديوان الملكي الهاشمي المنتخب الوطني يبدأ معسكره الداخلي استعدادًا لمباراتي سلطنة عمان والعراق الأرصاد الجوية: ذروة الكتلة الحارة أثرت على المملكة نهار السبت البيان الختامي للقمة العربية يؤكد دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس وفداً إعلامياً ألمانياً يزور العقبة شي جين بينغ يرسل التهاني إلى القمة الـ34 لجامعة الدول العربية أمين عام وزارة الشباب يلتقي بشباب مليح ويؤكد دعم البرامج في مأدبا اقتراحات لحماية الوظائف للأردنيين

د.مؤيد عمر تكتب: لماذا نتابع السفهاء ونجعلهم نجوماً؟ هل هناك دوافع نفسية؟

دمؤيد عمر تكتب لماذا نتابع السفهاء ونجعلهم نجوماً هل هناك دوافع نفسية
الأنباط -
لماذا نتابع السفهاء ونجعلهم نجوماً؟ هل هناك دوافع نفسية؟
د.مؤيد عمر 

في عصر وسائل التواصل الإجتماعي الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، أصبحنا نلاحظ ظاهرة غريبة: متابعة الأشخاص الذين قد يصفهم البعض بالسفهاء أو غير المؤثرين. هؤلاء الأشخاص الذين يتصرفون بشكل استفزازي أو يقدمون محتوى غير هادف يحققون شهرة واسعة، بل ويصبحون نجوماً في وقت قياسي. فما الذي يدفعنا لمتابعة هؤلاء الأشخاص؟ هل هي مجرد ظاهرة سطحية أم أن هناك دوافع نفسية وراء هذا السلوك؟

الهروب من ضغوطات الحياة والعمل هو أحد الأسباب النفسية الأساسية التي تفسر لماذا نتابع السفهاء من المشاهير. الضغوط اليومية التي نواجهها في حياتنا تتنوع بين متطلبات العمل، العلاقات الشخصية، والمسؤوليات العائلية، مما يجعلنا نبحث عن وسائل للتخلص من هذا الضغط المستمر. الكثير من الناس يجدون في متابعة الشخصيات السطحية والسخيفة نوعاً من "الهروب النفسي". هؤلاء المشاهير لا يقدمون محتوى يتطلب تفكيراً عميقاً أو تأملاً، بل يقدمون تسلية سريعة وبسيطة تساعد على الهروب من ضغوط الحياة. المتابعون يجدون فيهم وسيلة للهروب من الواقع لعدة دقائق أو ساعات، مما يوفر لهم مساحة للاسترخاء الذهني.

البشر بطبعهم فضوليون، وهو دافع نفسي أساسي يقودنا لمتابعة كل ما هو غريب أو خارج عن المألوف. السفهاء من المشاهير غالباً ما يقدمون سلوكيات استثنائية أو مثيرة للجدل، مما يثير داخلنا رغبة قوية في اكتشاف دوافعهم وراء هذه التصرفات. سواء كان التصرف استفزازياً أو غير تقليدي، فإننا نتساءل: "لماذا يفعلون ذلك؟". هذا الفضول البشري يثير اهتمامنا ويجعلنا نتابعهم لنكون جزءاً من القصة التي تتكشف أمامنا، ما يعزز من رغبتنا في متابعتهم.

في عالم مليء بالضغوط والمشاغل، يبحث الكثيرون عن وسائل سريعة للتسلية والترفيه. المشاهير السفهاء يقدمون نوعاً من المحتوى البسيط الذي لا يتطلب فهماً عميقاً أو تفكيراً مكثفاً. يقدمون مواقف غريبة أو استفزازية يكون من السهل الاستمتاع بها دون أن تطلب منا مجهوداً فكرياً. هذا النوع من التسلية يجذب أولئك الذين يبحثون عن ترفيه سريع لا يشغلهم عن واقعهم المليء بالتحديات.

المحتوى الذي يثير الجدل أو الاستفزاز قد لا يكون محبوباً من الجميع، لكن في بعض الأحيان يحقق شهرة من خلال التفاعل السلبي. المتابعون قد لا يتابعون هؤلاء المشاهير بدافع الإعجاب، بل للتفاعل مع تصرفاتهم الغريبة من خلال النقد أو السخرية. وعليه، فإن هذا التفاعل السلبي يساهم في زيادة شهرتهم. التعليقات الساخرة أو الهجوم على هؤلاء الأشخاص يعزز من انتشارهم الإعلامي، لأن التفاعل مع المحتوى السلبي غالباً ما يثير المزيد من الانتباه، مما يعزز من شهرتهم بشكل غير مباشر.

البحث عن الانتماء الاجتماعي هو دافع نفسي قوي. في بعض الأحيان، يتابع الأشخاص السفهاء من المشاهير ليس فقط لأنهم يعتقدون أن المحتوى ممتع، بل لأنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من ثقافة اجتماعية معينة. هؤلاء المشاهير قد يمثلون فئة معينة أو حركة اجتماعية يرغب الأفراد في أن يكونوا جزءًا منها. الانتماء إلى هذه المجموعات يوفر شعوراً بالهوية الجماعية ويعزز من الروابط الاجتماعية، مما يجعل المتابعين يشعرون بأنهم جزء من شيء أكبر.

أحد العوامل النفسية المؤثرة هو التأثير الاجتماعي. عندما يصبح شخص ما مشهوراً، حتى وإن لم يكن يقدم محتوى هادفاً، يتأثر البعض بذلك ويسعى لتقليده. قد يرون في هؤلاء المشاهير نموذجاً للمخاطرة أو التمرد على القيم التقليدية. في بعض الأحيان، يكون التفاعل مع هؤلاء المشاهير وسيلة للشعور بالحرية والتفرد، أو حتى الانحراف عن المألوف. تقليد هذا النوع من السلوكيات يصبح وسيلة لإظهار الشخصية أو التمرد على القيود الاجتماعية.

ظاهرة متابعة السفهاء من المشاهير وتحقيقهم الشهرة الواسعة ليست مجرد حالة سطحية أو عبثية، بل هي نتيجة لدوافع نفسية عميقة تتعلق بالهروب من ضغوط الحياة، الفضول البشري، الحاجة للتسلية السريعة، التفاعل السلبي، والانتماء الاجتماعي. إذا كان هؤلاء المشاهير يقدمون محتوى قد يبدو تافهاً أو غير هادف، فإنهم ينجحون في جذب الانتباه وتحقيق شهرة واسعة من خلال استغلال هذه العوامل النفسية. وفي النهاية، يتعين علينا أن نكون واعين لاختيار المحتوى الذي نستهلكه وأن نفهم الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير