من داخل القبة: لماذا تفشل الأحزاب في تحويل التمثيل النيابي إلى سلطة رقابية وتشريعية مؤثرة؟ تأثير اللون الأزرق على شهيتك.. كيف يمكن للون أن يغير عاداتك الغذائية؟ كيف يمكن الوقاية من لدغات الأفاعي في فصل الصيف؟ ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة يليه انخفاض طفيف الملك يبحث هاتفيًا مع نائب الرئيس الأمريكي المستجدات بالإقليم والشراكة الاستراتيجية لا تشرب المياه قبل غليها.. تحذير بريطاني بعد اكتشاف خطير السر وراء تجاعيد أطراف الأصابع المبللة مفوض أممي: عودة نصف مليون لاجئ سوري لبلادهم مصر تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك فوراً لوقف العدوان على غزة الأمير الحسن بن طلال يرعى اختتام أعمال مؤتمر "مؤرخو القدس (2)" زيد الكيلاني نقيبا للصيادلة بالتزكية مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية يعتمد بند دعم السلام والتنمية في جمهورية السودان الجيش العربي عيون تسهر على الحدود وعيون توثق الجهود رئيس " العقبة الخاصة" يلتقي أعضاء لجنة المرأة وشؤون الأسرة في مجلس النواب وزيرة التنمية الإجتماعية وفاء بني مصطفى تلتقي الهيئة الإدارية المؤقتة لجمعية الأسرة البيضاء السعودية: تأشيرات الزيارة باستثناء "تأشيرة الحج" لا تخوّل حاملها أداء فريضة الحج الخارجية العراقية: عازمون على ترجمة جميع مخرجات القمة لمعالجة القضايا العربية أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع الذهب يرتفع محليا إلى 65.5 دينارا للغرام بحث التعاون بين البحوث الزراعية والخبير الصيني في مجال الجينات النباتية

عــمــان تكـرهـنـــا

عــمــان تكـرهـنـــا
الأنباط -
عمر كلاب
ربما تكون طرفة، لكن معانيها سوداء، وتجد على الأرض ما يبررها ويسندها، أحد الشباب في المحافظات يقول : " تكلفة الزيارة إلى عمان 35 دينارًا، عشرة دنانير بنزين وخمس وعشرون دينارًا لمخالفات السير، عمان تكرهنا "، تلك رسالة موجعة بحقيقتها، بعد انتشار ظاهرة انتشار مجموعات من صبايا وشباب دائرة السير وهم ممسكون بدفاتر المخالفات أو بأجهزتها الإلكترونية وعلى شكل جماعات كما هي الحال يوميًا في شارع جبل الحسين الرئيس مقابل مدرسة سكينة، وفي باقي شوارع العاصمة الفرعية والرئيسة، بدل اجتراح الحلول لأزمة السير الخانقة في العاصمة عمان وباقي المحافظات.
أبرز الحلول الموجعة التي اجتهدت إدارة السير في تنفيذها هي إلغاء مخارج الجسور الأردنية سواء جسر الصناعة أو جسر الاستقلال وجسر المدينة " الحراج "، وكل التكلفة المالية التي تحملها الأردنيون من أجل تلك الجسور ذهبت أدراج الرياح، وهذا يشي بشكل دقيق إلى نمط التفكير الرسمي في الحلول السهلة التي تستهدف المواطن نفسه وتضييق الخناق عليه سواء في مسعاه إلى رزقه أو في عوائد رزقه نفسها، فأنت تذهب إلى العمل متوترًا وتعود متوترًا وما بينهما توتر في احتساب نفقات الشهر التي تفوق حجم الراتب بكثير.
صدمة تصريح الشاب القاطن في محافظة أقرب إلى النائية منها إلى القريبة من العاصمة تعكس حجم الفجوة في التفكير بين أبناء المحافظات وأبناء العاصمة من غير سكان المحميّات العمانية " دير غبار وعبدون وباقي المحميات "، فأبناء المحافظات يسكبون الزيت على النار المشتعلة في صدور أبناء عمان الشرقية والوسطى والشمالية، ممن يعانون الأمريّن بسبب الاكتظاظ وقلة الحيلة وانعدام المتنفسات الحياتية، وبالمناسبة هم في معظمهم من أبناء المحافظات القاطنين في عمان والذين نجحوا في تمثيل عمان وأحيائها سواء في مجلس أمانة عمان أو في مجلس النواب، ومع ذلك تبقى صورة عمان في ذهنية أبناء المحافظات صورة لمدينة غريبة يسكنها الغرباء والمترفين وتحظى بكل أشكال العناية والرفاه رغم انحسار الخدمات في المحميّات ذاتها.
عمان ببساطة لم تعد لنا، أصبحت تحاسبنا على نسمة الهواء، وأصبحت منحازة إلى الأثرياء وسكان المحميات، تتفنن في جباية النزر اليسير الباقي في جيوبنا، تحمل هموم من يجلسون في قاع مدينتها برفاه ورخاء وتشرب من عرق الكادحين والبسطاء، فهي منحازة لغيرنا وتحمل هموم غيرنا وتفرح لفرح غيرنا، حتى شوارعها أصبحت كئيبة مهترئة مثل عجوز شمطاء، بعد أن منحت كل مساحيق التجميل للمحميات وساكنيها، فالشوارع هناك لا تعرفنا وأظنها غدًا سترفض أن ندوس بأقدامنا على اسلفتها أو بعجلات سياراتنا.
عمان أرخت جدائلها على أكتاف غيرنا وكحلّت أهدابها لغيرنا، بعد أن تحولت إلى مدينة هجين أو هايبرد، تسير على الكاز المحروق في عمان الشرقية وتسير على البنزين الخالي من الرصاص والكهرباء في المحميات السكانية.
*نشر قبل سنوات عشر وبالأمس سمعت نفس الملاحظة, فأعدت نشر المقال.
omarkallab@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير