مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، رعى وزير الزراعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة التعاونية انطلاق أعمال المؤتمر الوزاري التعاوني لدول آسيا والمحيط الهادي، اليوم الأحد، في البحر الميت، بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، ووزير الاتصال والإعلام الحكومي الدكتور مهند المبيضين، بمشاركة 30 دولة ومنظمات دولية وحركات تعاونية عالمية.
وتستضيف وزارة الزراعة والمؤسسة التعاونية الأردنية بالشراكة مع التحالف التعاوني لدول آسيا والمحيط الهادي (ICA-AP) المؤتمر تحت عنوان "الشراكات بين الحكومة والتعاونيات من أجل الصمود والمرونة التعاونية والتنمية المستدامة والنمو الشامل في آسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا".
وقال الحنيفات، إن هدف المؤتمر الذي يعقد لأول مرة في الشرق الأوسط منذ 34 عاما من بدء انطلاقته عام 1990، تعزيز الشراكات بين الحكومات والتعاونيات من خلال العمل المشترك على تحقيق التنمية المستدامة على الصعد كافة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، والتأكيد على أهمية تعزيز الهوية التعاونية في المجتمعات ونشر الثقافة والفكر التعاوني.
وأضاف أن استضافة الأردن بدعم من الحكومة والشركاء المحليين والدوليين لهذه التظاهرة الدولية يعد فرصة لتعزيز شراكات المملكة مع جميع الدول الصديقة من منطقة آسيا والمحيط الهادي المشاركة بالمؤتمر، ومع الدول العربية الشقيقة.
وأشار إلى أهمية وجود سياسات تنموية مستدامة وبيئة تنظيمية تشريعية مواتية للحركة التعاونية، تتوافق مع معايير التعاون الدولية وبما يعـزز من مساهمة التعاونيات في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وفتح آفاق التعاون المشترك بين الدول المشاركة في مجالات الاستثمار ضمن القطاع التعاوني.
وأكد الحنيفات أن المؤتمر نافذة رحبة لالتقاء الوزراء المعنيين بالتعاونيات في بلادهم؛ لبحث تعزيز الشراكات والعلاقات الثنائية بين دولهم من جهة والتعاونيات من جهة أخرى، والوقوف على الفرص المتاحة لبناء نهج مشترك للتعاون بين ممثلي الحكومات والتعاونيات، إضافة إلى تعزيز العلاقات العربية والدولية.
وأشار إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي بإعلان عام 2025 عاما للتعاونيات" للمرة الثانية بعد عام 2012، تأكيدا على دور التعاونيات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولزيادة الوعي حول مساهمتها في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة.
بدوره، هنأ رئيس التحالف التعاوني الدولي الدكتور أرييل غواركو، جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية، معتبرا أن الأردن كان على الدوام واحة للاستقرار في المنطقة، الأمر الذي انعكس إيجابا على مختلف القطاعات والمجالات.
وقال إن المؤتمر الذي ينظم كل أربع سنوات، هو منبر للتعاونيات والحكومات للمشاركة في حوار هادف حول القضايا الراهنة والمستجدة ومحفل دولي لوضع جدول عمل مشترك بهدف إنشاء أفضل أشكال التعاون بين الحكومات والتعاونيات.
وأكد غواركو أهمية إقامة شراكات مثمرة بين الحكومات والتعاونيات، وتعزيز البيئة التعاونية والداعمة لذلك، من خلال إنشاء أطر قانونية تمكينية، ووضع سياسات تعترف بقيمة وأهمية المشاريع التعاونية كمكونات أساسية للاقتصاد والمجتمع.
ولفت إلى أهمية تعزيز التعاون عبر الحدود بين التعاونيات من خلال تبادل المعرفة والموارد والابتكارات، والتصدي للتحديات العالمية بقوة موحدة، معربا عن تطلعه أن يخرج المؤتمر بخارطة طريق واضحة للعمل على اتخاذ خطوات ملموسة تمكن الحكومات والتعاونيات من العمل معا نحو مستقبل أكثر عدلا ومساواة وشمولا واستدامة.
من جهته، قال مدير عام المؤسسة التعاونية عبدالفتاح الشلبي، إن جهود وزارة الزراعة، والمؤسسة بالشراكة مع التحالف التعاوني الدولي لدول آسيا والمحيط الهادي، وبدعم مميز ومشكور من الجهات الداعمة والمانحة، المحلية والدولية، تضافرت للعمل على استضافة الأردن لهذا لمؤتمر؛ نظرا لما يحظى به بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة من مكانة متقدمة واحترام وتقدير على المستويين الدولي والإقليمي، إضافة إلى تمتعه بنعمتي الأمان والاستقرار.
وأكد أن التعاون بين الحكومات والتعاونيات أمر بالغ الأهمية، مشيرا إلى الحاجة إلى تعزيز البيئة التعاونية الداعمة، ووضع إطار قانوني واضح، ووضع سياسات وتشريعات تعترف بقيمة وأهمية التعاونيات كمكون حيوي للاقتصاد والمجتمع من خلال العمل معا وبناء شراكة قوية.
ودعا إلى إيجاد بيئة مواتية للحركات التعاونية من خلال تشريعات متوائمة مع المعايير والقيم الدولية وإيجاد فرص عمل وإحداث تنمية اجتماعية، بما يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي للدول وجميع أفراد المجتمع.
وأكد أن انعقاد المؤتمر الوزاري فرصة في ظل هذا الحضور للبحث في تعزيز الشراكات والعلاقات الثنائية بين الجانبين وتقريب وجهات النظر بشكل يلبي تطلعات جميع الأطراف في خدمة المجتمعات والأفراد على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب تعزيز العلاقات العربية والدولية في مجالات العمل التعاوني.
ودعا الشلبي إلى استلهام ومحاكاة المشاركين لتجارب شراكات حكومية وتعاونية ناجحة، وبناء جسور دائمة من الاتصال والتواصل للاتفاق على آليات عمل مشتركة تسهم في النهوض بالقطاع التعاوني، وتعزيز إسهاماته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات، وتعزيز دوره في تمكين المرأة والشباب اقتصاديا.
فيما قال رئيس التحالف التعاوني الدولي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي شاندرل ياداف، إن الأردن شهد خلال السنوات الماضية تطورا كبيرا في شتى المجالات ونجاحا متميزا في الحفاظ على أمنه واستقراره رغم الظروف الإقليمية المحيطة، مهنئا جلالة الملك بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية.
وأكد أن التعاونيات في واقع الأمر مؤسسات تعمل على تغيير حياة الناس، وتمنح بشكل عادل فرص التقدم والرفاهية لهم، لكن لا يمكنها التعبير عن كامل امكانياتها ما لم تكن لديها أطر تنظيمية وسياسات عامة مناسبة.
وقال ياداف، إن النموذج الاجتماعي الاقتصادي للتعاونيات أهم ابتكار جماعي في العصر الحديث، موضحا أن النظام الاقتصادي التعاوني يقدم فرصا كبيرة لتمكين المجتمعات المحلية، وتسريع عملية التنمية المستدامة محليا، ووطنيا واجتماعيا.
وأضاف أن "الاقتصاد التعاوني هو مفتاح العالم المستدام لذلك نحتاج إلى سيناريوهات مناسبة لتعزيز توجهاتنا"، معربا عن أمله أن يتمكن هذا المؤتمر من توحيد الجهود المبذولة على نحو أفضل وأن تظهر نتائجه على الحركة التعاونية الإقليمية والعالمية.
يشار إلى أن الدول المشاركة بالمؤتمر إلى جانب الأردن هي مصر، والكويت، والسعودية، والإمارات، ولبنان، وفلسطين، وليبيا، وسوريا، والمغرب، وإيران، وتركيا، وماليزيا، والصين، وفيجي، والهند، واليابان، وكوريا، ونيبال، وبابو الجديدة، والفلبين، وتايلند، وفيتنام، وكينيا، وهولندا، والأرجنتين، والولايات المتحدة الأميركية.
--(بترا)