الأنباط - د.حازم قشوع
منذ عهد نبوخذ نصر وأنظمته الكلدانية وقوانين حمورابي البابلية وتشريعات جنكيزخان المغولية مرورا فى سليمان القانوني في الدولة العثمانية ونابليون فى بيان أحكامه الحربية لم يشهد كاتب التاريخ على غطرسة مقرونه باستبداد كالتى يقف عليه نتنياهو في فرض أحكامه البابيدينيه "بايدن" عندما اخذ يتصرف بتصرفات خارجة عن المألوف ويفرض سياسات خارجة عن الأصول وتقدم حكومته مبررات دبلوماسية لا سياق لها بالأعراف لا عند فلاسفة الإغريق في نظريات اللامنطق والعقلانية الوجودية ولا عند أباطرة روما و فرضياتهم السلطوية.
والغريب أن نتنياهو تفوق بعنجهيته على هؤلاء ليس لما يحمله من قوة بل لما يتمتع به من دور وظيفي يقوم عنوانه على محراك الشر الذي يؤديه ليس بالأصالة عن نفسه بل نيابة عن دول المركز الذين كانوا لوقت قريب يقوموا بتأنيب كل خارج عن القانون الدولي، أو غير ملتزم بالقانون الإنساني ويتعاملون معه باعتباره متطرف خارج عن النص وتشريعاته ويصفون من تطاول على المؤسسات الأممية بالارهابي ومن يقوم بفرض صوته بالقوة بالدكتاتور ومن ينتهج سياسة توسعية بالمجرم الذي يقوض السلم الإقليمي والأمن الدولي.
وهو ما تستوجب محاكمته كما بينت محكمة لاهاى وما يقتضي نبذه وحكومته كونه ينتهج معاني ايدولوجيه شمولية وأخرى اثنية مغلقة تستوجب عليه العقوبة القانونية و العقاب السياسي بالعزل اثر قيام حكومته بفعل هذه الافعال و مع ذلك تقف الادارة الديموقراطية بشكل مستهجن لتحميه وتسانده وهى التى جاءت من أجل إرساء قيم المواطنة والليبرالية وتقوم أدبياتها على قواعد الحداثة والعصرية التى من المفترض أن تنبذ التطرف وتقوم على مواجهة الغلو ومجابهة الإرهاب.
وهى جميعها يجسدها نتنياهو في سياساته الأمر الذى جعل الكثير من المتابعين يكفرون بكل هذه الممارسات التى تكفر الحقيقية وتقفز فوق القيم الإنسانية التي اجتمع حولها الجميع من أجل إرساء سيادة القانون والابتعاد عن محتوى استخدام القوة كوسيلة لفرض غاية هو ما جعل الكثير من النخب السياسية في العواصم الدائره فى بيت القرار الدولي تستنكر هذه المواقف وما ظهر فيها نموذج لمجتمعات متقدمة من سمات لا تنسجم مع المحتوى الثقافي الذي تقف عليه هذه الدول وعلى تقدم الصورة الحقيقية لهذه المجتمعات المميزة بثقافتها المعرفية وعمق قيمها الانسانية.
وهو ما يجعلنا نتساءل عن المحتوى القانوني الذي يجب أن يصان وعظيم المنظومة الدولية التي باتت الدول النامية تريد استعادة مكانتها وهيبتها بعد أن تم خدش سياسة عدم الالتزام التي تبديها الحكومة الاسرائيلية التى لم تخرج من القانون فحسب بل أوجدت قانون مصدره نتنياهو وغايته نتنياهو وعنوانه نتنياهو يدمر كما يشاء ويتهكم على المؤسسات الدولية كيفما يشاء كونه عنوان الحقيقة كيف لا وهو القانون الذي يعرف به ويعرف حيث مصلحة اسرائيل تكون كما يدعي بل الأصح مصلحته الشخصية والتوراتيه أين تكون.
الأمر الذي جعل الكثير من أصحاب الرأي يخالفون لأول مرة بيت النخب السياسية صاحبة اليد الطولى في بيت القرار الأمريكي في مسألة تقديم صورة الولايات المتحدة بهذه الطريقة أثر دعمها لتمكين منهجية "قانون نتنياهو" الذي أخذ يرسم صورة يشكل فيها "هو القانون والقانون هو" وجعل نفسه يشكل صفحة بالتاريخ عنوانها "هو" فما يراه نتنياهو صحيح هو الصح بعينه ومن يقف ضد حكومته وممارساتها الانسانيه هو ذلك إلأرهابي الذي يقف ضد السامية والانسانية معا.
الأمر الذي أثر على النسق العام للحالة الانتخابية وأحدث شرخ بين النخب السياسية واصحاب الرأى والحواضن الشعبية وأخذ يؤثر على حاله الصورة النمطية فى مؤتمر الحزب الجمهوري ومؤتمر الحزب الديموقراطي في بيان رأى المندوبين بأختيار القيادات الرئاسية للبيت الأبيض، فهل ستحمل الأشهر القادمة مفاجئة فى الانتخابات الأمريكية اثر استخدام قانون نتنياهو بفجاجة هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.