الأنباط -
هل نستطيع إعادةة برمجة أنفسنا وضبط سلوكنا وعاداتنا بحيث ننتصر على المستوى الفردي والجماعة والأمة.
هل نقدر على تخصيص جهد نافع ضمن علمنا وقدرتنا ليكون لنا دور مهم في التخفيف عن غزة وعن الأمة، الكلمة مهمة والصدقة مهمة والموقف مهم .
ولكن نريد الفاعلية تلك الفاعلية التي تجمع الجهود وتحدث الأثر، الدينار الإسلامي وحده ضعيف ولكن لو تجمع في مكان بإدارة وتوجيه يصبح قوة مؤثرة وسيل جارف يحقق الكثير .
الصوت الإسلامي وحده ضعيف ولكن العمل على تجميعه وتوجيهه يخلق تيارات إجتماعية يحسب لها ألف حساب .
الفرد المجرد قادر وفعال وليس كلّ فارغ خال من القدرة والفعالية ، فهذا الإنسان الذي يقضي فترة أحدى عشر شهرا وهو أسير عاداته اليومية في الأكل والشرب وغيرها يصبح قادر على إيقاف كل ذلك دفعة واحدة والتحكم بهذه العادات وفرض توقيت ونمط معين على هذه العادات بعد أن كانت هذه العادات هي المتحكمة فيه .
أرى أن من مسؤولية العقلاء في كل زمان إعادة التوزان والإتزان إلى العادات والمجتمع. وضبط المجتمع بحيث لا تصبح هذه العادات سببا في الإنحراف المادي الذي يثقل على الأسر والمجتمع ، و من حيث التصرفات التي لا تعود بفائدة وتضيع الأوقات وترهق الفرد والمجتمع ، وبين ترشيد تلك العادات بحيث تعود بالخير على الجميع .
شهر رمضان هو شهر عبادة بامتياز ولعل من أهم ما يميز هذا الشهر ولا نلتفت إليه في الأغلب هو الفاعلية والقدرة ، نعم فهذا شهر الذي يسعى لخلق التقوى في النفوس هو شهر يركز بشكل كبير على أن الإنسان .
بإعتقادي هذا هو باب التقوى هنا ، لإن إتقاء ما حرم الله تستوجب القدرة على عدم الفعل ، عدم الوقوع فيما حرم الله ، والصيام له قدرة عجيبة على إحياء وتفعيل هذه القدرة في النفوس ، وفرض نمط من السيطرة على البيئة المحيطة بعد أن كان الإنسان مستسلم لعاداته بل قد يكون عبدا لها .
لكن للإسف نقع في عادات جديدة نفرضها على إنفسنا بهدف الترابط والتواصل وبرّ الأرحام والأقارب ولكن التصرف هو الخاطىء ، فمن حيث العزائم من الممكن أن يتم التوافق على صيغ لا ترهق كاهل الأسر وتجعل الشهر الفضيل عبء على الكثيرين ، من خلال الإتفاق بين الأسرة على عزيمة واحدة يقوم بها الجميع ويتشارك أعباءها الجسدية والمالية ، ومن الممكن أن يتولى رب العائلة القيام بهذا الواجب ويجمع الجميع إذا كان الوضع المالي له يسمح بذلك ، ومن الممكن توزيع التكاليف ، أما ما يحدث اليوم من تبادل الأدوار والتكرار والنفقات والهدر فلا أراه مقبولا .
أما على المستوى الفردي فكثيرة هي العادات التي لا تتفق مع الشهر الفضيل من حيث السهرات التي تضيع الأوقات ولا تعود بفائدة ، نعم الإسلام ليس ضد السعادة والفسحة في الحياة ، وأن يكون للإنسان ساعة تستريح بها النفس من الأعباء والتكاليف ، ولكن أن تكون هذه الساعة هي ملهاة فيها تجاوزات ومحرمات فهذا أمر غير مقبول .
إبراهيم أبو حويله ...