محليات

رصاص إسرائيل على الميداني الأردني لن ينال من موقف الأردن الداعم لصمود غزة

{clean_title}
الأنباط - رانا النمرات وإيمان المومني- تغرق إسرائيل كل دقيقة بوحل الإجرام بحق كل ما هو حي على أرض فلسطين وتحديدًا قطاع غزَّة، ووصل بها الامر إلى أن تستهدف الطَّواقم الطِّبية الأردنية للمرة الثَّانية على التَّوالي، بيد أنَّ الأردن لن يتراجع خطوة واحدة إلى الوراء في الدفاع عن فلسطين وأهلها وإغاثتهم وتلبية ندائهم.
بعد الاستهداف الجديد لطواقم المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزَّة، قال رئيس لجنة فلسطين النيابية، المهندس فراس العجارمة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إنَّ الاحتلال الاسرائيلي يتحمل كامل المسؤولية عن سلامة طواقمنا في غزه، مؤكدا أن هذا العمل لن يثني الأردن عن الوقوف مع الأهل في غزة وتخفيف آلامهم.
وأضاف إن العمل يجري وبكل قوة على زيادة المساعدات الطبية عبر الإنزالات الجوية والمعابر من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية، مشيرا إلى الوقوف التَّام خلف قيادتنا الهاشمية وقواتنا المسلحة والتي ما توانت يوما عن مساعدة الأشقاء وعن الحفاظ على حدودنا مصونةً محمية.
وأكد أنَّ الأردن يقف بكل إمكاناته مع غزة والضفة الغربية إلى أن يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المتمثلة بقيام دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
وقال أستاذ القانون في معهد الإعلام الأردني، المحامي الدكتور صخر الخصاونة، إنَّ المستشفيات وكوادرها تحظى بحماية خاصة في اتفاقية جنيف الرابعة؛ إذ لا يجوز بأي حال شن هجوم على المستشفيات المدنية المعنية بتقديم الخدمات الطبية للمدنيين من كبار السِّن والعجائز والنساء والأطفال، حيث أفرد القانون مواد خاصة لحماية هذه الأعيان.
وبين أنَّ القانون الدولي يضمن حماية عامة وخاصة للمواقع المدنية وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة، والبروتوكولين الإضافيين الأول والثاني لاتفاقيتي جنيف لعام 1977 ولاهاي لعام 1954.
وأضاف أنَّ الاتفاقية أسبغت الحماية القانونية لكافة الأطراف من جرحى ومرضى، وفي عام 1970 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قانون ينص على أن منطقة المستشفى أو أي ملجأ مماثل يمنع أن يكون محلاً للهجمات العسكرية.
وبين أنَّ أي هجوم مماثل على أي مكان معلن أنه يحمي المرضى أو الجرحى يعد جريمة بموجب نظام روما الأساسي ويعد مخالفة جسيمة للقوانين والأعراف المتعلقة بالحرب.
المحلل السياسي منذر الحوارات قال إنها رسالة توجهها دولة الاحتلال لمحاربة والنيل من الدور الأردني النشط والفعال فيما يتعلق بموقفه ضد الإجراءات الإسرائيلية والعدوان على غزة أولها محاولة تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير حينما رفضوا تماما فكرة التهجير، وثانيهما حينما رفضت الأردن تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف وقبل ذلك دعم الأردن في نشر الرواية الفلسطينية الحقيقية ودحر الرواية المزيفة التي رغبت إسرائيل ترويجها وتسويقها للعالم، بالإضافة إلى الموقف الأردني من الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية بحق دولة الاحتلال وارتكابها جرائم شنيعة ضد الإنسانية حيث أعلن الأردن موقفه العلني و دعمه للدعوى ضد دولة الاحتلال.
وأكد أن الاحتلال لديه موقف ضد الدولة الأردنية بمواقفه الداعمة لفلسطين وقطاع غزة وهو دور يغضب إسرائيل محاولةً ثني الأردن عنه.
وتابع: إن رسالة الأردن من خلال بيان القوات المسلحة- الجيش العربي، والتي حملت إسرائيل كامل المسؤولية، عما يجري بحق المستشفيات فهي المسؤولة عن أمن وحماية هذه المؤسسات الإنسانية ومسؤولة عن حماية دورها وحماية أدائها.
وأوضح أن الأردن يعلم تماما أن إسرائيل تستهدف دوره والنيل منه بدايةً بالإشاعات التي تبث بين الحين والآخر، وثانيا بالرسائل العسكرية التي توجه للمستشفى الميداني، مشددا على ما جرى في المستشفى الميداني اليوم ليست طلقة طائشة انما فعل مقصود الغاية منه إيصال رسالة للأردن، مؤكدا أن الأردن لن يتوقف عن تقديم العون للأشقاء الفلسطينين واعتبار أن القضية الفلسطينية تمس الشعب الشقيق الذي له الحق في العيش بسلام والوقوف على دوره في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية بالإضافة إلى موقفه من المسجد الأقصى ورعايته والوصاية عليه في محاولة من إسرائيل لتهويد المسجد وهدمه ومحاولة بناء ما يزعم أنه الهيكل.
وأشار إلى وجود ضغينة كبيرة على الأردن تحاول تصفيتها، مؤكدا تواصل إصرار الأردن على تقديم الدعم للأشقاء الفلسطينين.
من جهته أكد اللواء المتقاعد عبدالله الحسنات وجود عدو غاشم صهيوني متعجرف يستخدم قوة هائلة من النار وكل ما لديه من قدرة قتالية عالية جدا، بإستخدام كافة الأسلحة لقتل المدنيين والتدمير الشامل، موضحا انه لا يحترم المواثيق والأعراف واتفاقية جنيف.
واكد ان الاحتلال يعلم يقيناً أين يقع المستشفى الميداني الأردني والذي وجد لعلاج أهل غزة من مصابين وجرحى وليس لديه أي تدخل في العمليات العسكرية.
وأضاف كما يعلم ايضا وبموجب القوانين الدولية كما ورد في اتفاقية جنيف التي تمنع اي عدوان على المستشفى الميداني، لكن ليس غريبا على هذا العدو فقد دمر معظم المستشفيات والمراكز الصحية والبنية التحتية للقطاع الصحي، فلذلك ليس بغريب عليه التعرض أيصا للمستشفى الميداني العسكري الأردني فهي مخالفة وخرق واضح لكل الاتفاقيات الدولية.
وبين الحسنات أن المساس بالمستشفى الميداني الأردني قد يعتبر مساسا بالسيادة الأردنية، لأن المستشفى الأردني يمثل الأردن هناك، لذلك يتوجب محاسبة هذا العدو كما يجب عليه أن يتحمل مسؤوليته الكاملة تجاه ما حدث.
وحث الحسنات على توجيه رسالة جديدة جدا لإيقاف العدو الغاشم عند حده والتعريف بحجمه لأنه تمادى كثيرا، مشددا على عدم تفويت الفرصة دون أن يحاسب بما تراه الدولة الأردنية قانونيا وأمام المحاكم الدولية والقانون الدولي.
واشار الى أن هذه هي المرة الثانية، كما يتوجب عليه الاعتذار عن هذا العدوان، بالإضافة إلى وضع ضمانات واضحة أمام الجميع.
وأظهر أهمية الدور الذي يقوم به المستشفى الميداني من تقديم العلاج والوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، مبينا أن هذا العدوان لا يمثل حقا و واجب احترام المساعدات الإنسانية والكوادر الطبية التي تقوم بمهام صعبة جدا في ظل الظروف الحالية الصعبة، لافتا إلى أن العدو يركز في هذا الوقت على العمليات القتالية في جنوب غزة، في خان يونس، ودير البلح، ومنطقة رفح.
فيما أوضح الدكتور إنيس قاسم المتخصص في القانون الدولي أنه يعد ما ورد في البيان العسكري للقوات المسلحة اعتداء على المؤسسة العسكرية الأردنية طبقا للقانون الدولي الإنساني وعلى إسرائيل أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار والعناية اللازمة، استنادا للقانون الدولي لا سيما ما ورد في اتفاقية جنيف الرابعة التي تحض على حماية المنشآت الطبية والمؤسسات والمركبات الطبية ولا سيما إذا كانت موجودة في منطقة نزاعِ ساخن، كما يحق للدولة الأردنية المطالبة بالتعويض المادي الذي وقع على عاتق الدولة من علاج ونقل المصابين وغيره من خسائر مادية.
من جهته قال المحلل والخبير الدكتور عامر السبايلة أنه يحق للأردن اليوم إدانة فكرة استهداف المستشفى الميداني بالذات لأنه مستشفى أردني تحديدا ويخدم المدنيين في قطاع غزة.
وأكد أن الموقف الأردني واضح ولن يتخلى عن غزة برمزية الإبقاء على المستشفى الميداني وتعريض المستشفى أن يكون خط مواجهة أول يمر بكل هذه الأخطار.
بدوره اكد استاذ الاعلام في جامعة الزرقاء الدكتور تحسين الشرادقة ان الاردن بقيادة جلالة الملك لن يتراجع عن اسناد الاشقاء في قطاع غزة والضفة الغربية حتى ينالوا حقوقهم المشروعة في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الشرادقة ان ارسال القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي - المستشفيات الميدانية إلى غزة والضفة الغربية هو دليل ساطع على التزام الأردن بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق لمساندته ودعمه لمواجهة آلة الحرب الاسرائيلية الغاشمة .
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )