محليات

انتعاش الحركة الحزبية..هل تستطيع الأحزاب البرامجية منافسة الأيدولوجية؟

{clean_title}
الأنباط -
زمن احياء الأموات انتهى ٠٠والمطلوب الخروج من النمطية الذهنية

أحزاب لا تؤمن بأهمية الإعلام بالتأثير الإتصالي على الجماهير وتفضل الرسمي الجامد

الأنباط – خليل النظامي

إنتعشت مؤخرا الحركة الحزبية بشكل جيد نسبيا مقارنة بـ فترة الكسل السياسي والبرامجي التي سبقتها، هذه الملاحظة تؤشر أن الأحزاب الجديدة تمارس نشاطا جيدا في حاضنة العمل السياسي، ما يشير إلى أن الأحزاب البرامجية يمكن أن تحدث شكلا من أشكال التنافسية مع الأحزاب الأيدلوجية القديمة وهذا أمر مطلوب حاليا على أقل تقدير.

"الأنباط" بدورها قامت برصد عددا من الملاحظات المرتبطة بدائرة عمليات الإتصال السياسي، أبرزها أن هناك الكثير من الأحزاب لا تؤمن بـ أهمية الإعلام في دائرة التأثير الإتصالي على الجماهير، وهذا يختلف تماما مع الفلسفة العامة لـ نجاح العمل السياسي الذي لا يمكن الوصول إليه بدون الفكر والثقافة والادوات الإعلامية والكوادر الإتصالية المتخصصة إعلامية ومحدثة على المجالات الإعلامية الرقمية الحديثة.

ومن الواضح جدا أن غالبية الأحزاب الأردنية ما زالت تستخدم نمطية الإعلام الرسمي ذو القالب الأسمنتي الجامد في تعبيرها وتغطيتها لـ نشاطاتها وبرامجها، النمط ذاته الذي تستخدمه المؤسسات الحكومية عند الحديث عن نشاطاتها وبرامجها، وهذا يعتبر في دائرة الإتصال خلل جسيم في نمطية تصدير شكل ومضمون الرسالة الإعلامية، ويعود السبب في ذلك إلى تسليم مهام الإعلام في الأحزاب لغير المتخصصين إتصاليا، فضلا عن أن الكثير من قيادات الأحزاب لا يؤمنون بـ أهمية الإعلام في دائرة الإتصال السياسي مع الجماهير والقواعد الشعبية.

الأمر الآخر يتمثل بـ طبيعة البيانات التي تصدرها بعض الاحزاب النشطة، حيث يتضح أن أنها تصدر رسائل إعلامية صاعدة بإتجاة النظام السياسي فقط، متناسين خط الإتصال الجماهيري المرتبط بـ القواعد الشعبية، وهذا يكشف خللا في طبيعة صياغة الرسالة الإعلامية لـ الأحزاب التي من المفروض أن تصاغ بطريقة تستهدف النظام السياسي والقواعد الجماهيرية في آن واحد، حتى يكون لها تأثير وأثر على المدى المتوسط والبعيد.

علاوة على طبيعة عمل وحدات ودوائر العلاقات العامة في بعض الاحزاب النشطة، والتي يبدو من الواضح جدا انها تعمل وفقا للوائح الأنظمة والتعليمات فقط كوحدات العلاقات العامة التقليدية في المؤسسات الحكومية، الأمر الذي يكشف عن طبيعة البرامج والنشاطات التقليدية في الحزب، بعيدا عن أي عمليات تطوير أو تحديث للبرامج والنشاطات التي يقوم بها الحزب خدمة لاهدافه والصالح العام.

هذه ملاحظة تتطلب من هذه الوحدات الإطلاع على تجارب الدول المتقدمة في طبيعة وشكل ومضمون البرامج والنشاطات التي تنفذها الحواضن السياسية، والإستفادة منها بشكل جاد وفعال، نظرا لأن الغالبية العظمة من المجتمع الأردني ومن منتسبي الأحزاب هم من فئة الشباب، وهذا يتطلب الخروج عن النمطية التقليدية في تصدير النشاطات والبرامج، خاصة أن زمن إعادة إحياء الأموات سياسيا قد إنتهى...
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )