الأنباط -
الأنباط - دينا محادين
تعيش مدينة العقبة ضعف غير مسبوق بالحركه التجارية والسياحية وذلك بسبب الأثر النفسي الذي يعيشه المواطنين في المحافظة اثر الحرب على قطاع غزة، حيث تشهد الأسواق عزوف عن الإقبال على مراكز التسوق وتباطؤ الاستهلاك.
ولا يخفي الأردنيين والمقيمين في المحافظة مشاعر الغضب والتنديد بـالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة .
ومن المعروف ان قطاع السياحة والحركة التجارية خاصة تنشط خلال هذه الفترة من العام حيث تعتبر "موسم السياحة الشتويه" أفضل مواسمها لاسيما وأن العقبة تمتاز باعتدال موسم الشتاء وطقسها الدافئ، ما يجعلها قبلة لسياح من الخارج و الداخل، فضلا عن الرحلات السياحية إلى البترا ووادي رم و ايضا بفضل حركة الطائرات السياحية المنخفضة التكاليف ،وسياح البواخر وقدوم آلاف الزوار من المحافظات للتسوق والتنزه، ما يساهم في تنشيط الحركة التجارية بالمدينة .
وقالت مديرة صناعة وتجارة العقبة المهندسة سهيلة البدور ل"لانباط " انه ومن خلال الجولات الرقابية الميدانية على الأسواق والمحال التجارية في المحافظةتشهد الأسواق عزوف الناس عن الإقبال على مراكز التسوق وتباطؤ الاستهلاك وذلك حسب تجار في المحافظة كما تشهد الاسواق انخفاضا ملموسا علما واننا نشهد دخول فصل الشتاء ومن المعتاد ان تكون الحركة نشطة ما جعل شراء ملابس جديدة ليست حاجة أو أولوية، وتأجيل ذلك ترقبا لما ستؤول إليه الأمور.
وأكد رئيس غرفة تجارة العقبة بدوره ل"الأنباط"
ان الأثر النفسي للمواطنين جراء الأحداث في قطاع غزة انعكس في تراجع النشاط التجاري في المحافظة كما انخفضت وتيرة الإنفاق لديهم تخوفا من أي امتدادات لهذه الحرب، وكذلك الاحتفاظ بالسيولة النقدية في مواجهة أي طارئ.
مشيرا الى ان العامل النفسي يلعب دورا كبيرا ولا يخفى علاقة الشعب الاردني والفلسطني بطبيعة الحال فهم مرتبطين حيث لا يستطيع الأردني ان يخرج للسياحة الداخلية في ظل الاوضاع الصعبة الحالية سواء أكان ذلك للاسواق او فنادق او المطاعم ، معتقدا أن اكثر القطاعات المتضررة هو القطاع السياحي رغم انه حقق ارقاما جيدة العام الماضي وبعد ازمة كورونا وعودته باتجاه التعافي، الا ان ازمة الحرب على غزة أثرت على القطاع السياحي بشكل كبير على العقبة الاقتصادية الخاص، مشيرا ان نحو 70 % من الجروبات السياحية توقفت حاليا ، مبديا ثقته بالحكومة واجراءاتها الاحترازية وما خرجنا به خلال ازمة كورونا .
وأشار نائل الكباريتي انه من المتوقع أن تكون للحرب انعكاسات سلبية ايضا على أسعار النفط الخام والغاز مما سينعكس سلبا على ارتفاع أجور الشحن البحري، مما سيسهم برفع كلف الاستيراد والتصدير، وزيادة أسعار الوقود والغذاء واجور الشحن .
وأكد الكباريتي ان القطاع السياحي والتجاري هما الأكثر تأثرا في المحافظة ما يستدعي على الحكومة ان تشكل خلية أزمة اقتصادية ما بين القطاعين العام والخاص، وتعقد اجتماعات دورية لمراقبة الأسواق وتسرع وتسهل اتخاذ بعض الإجراءات والقوانين بما يخص الضريبة على السلع كما يسهم بالمحافظة على وتيرة الإنفاق لدى التجار .
"الأنباط" جالت في الاسواق واستمعت الى التجار في المحافظة وقال احد التجار في قطاع الملابس م.ش ل"الأنباط" إن الطلب حاليا في أقل مستوياته رغم اننا بدئنا الموسم الشتوي حيث أن الطلب عادة ما يكون ملحوظا في هذا الوقت على الألبسة الشتوية. وأضاف ان المحلات شبه فارغة من المتسوقين مما يجعلهم يغلقون ابوابها مبكرا جراء تداعيات الحرب على غزة ومشاهد القتل والترويع التي يعانيها سكان القطاع .
وقال أحد المواطنين ل " الأنباط" ان المحلات التجاريه في العقبه أصبحت تغلق أبوابها مبكراً ، بعد أن كانت تستمر في عملها حتى ساعات الفجر الأولى، نظراً للإقبال الكبير الذي كان عليها من السياحة الداخلية والخارجية ، لكن ذلك تراجع منذ أندلاع الحرب على القطاع لاعتبارات تتعلق بالتظاهرات التي تنظم يومياً في المدن، تضامناً مع قطاع غزة ورفضاً للعدوان على الأشقاء، وتضامناً معهم قام مواطنون بالمحافظة بتأجيل مناسباتهم الاجتماعية، وبعضهم قام باختصارها في إطار العائلات، ما أدى إلى تدني الطلب على صالات الأفراح والحلويات وغيرها، كما أن العديد من المحلات المعتاد أن تشهد ازدحاماً على أبوابها تبدو فارغة إلى حد كبير من الزبائن مثل المطاعم ومدن الألعاب الترفيهية.
وذكرت الأنباط في تقرير سابق بما يخص القطاع السياحي في العقبه حيث أقدم الكثير من المجموعات السياحية على إلغاء التأشيرات السياحية التي كانت مقررة إلى الأردن ودول المنطقة بسبب تصاعد الإحداث على القطاع وانخفاض نسبة حجوزات الفنادق الى ٥٠%
وعن الحركة في المطاعم قال أحد مالكي المطاعم الكبرى في المحافظه ل"الأنباط" ان صالات المطاعم شبه خالية، لما يعانيه الناس من حزن يجعل ارتياد المطاعم خارج أولوياتهم أو مخططاتهم حيث
انخفضت الحركة في المطاعم بما لا يقل عن ٥٠ – ٧٠ في المئة منذ بداية الحرب على غزة، نظرا لحالة الغضب والإحباط في نفوس المواطنين .