ترمب: ما زال هناك الكثير من الأهداف وإما أن يكون هناك سلام أو مأساة لإيران من بينها فوردو .. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران سفير الفاتيكان يرعى حفل تخريج الفوج الثالث من (سفراء الأمل) على مسرح الراهبات الوردية إيران تعلن شن هجوم كبير بالمسيرات على إسرائيل الأندية تجهز العتاد لموسم استثنائي.. تعاقدات متوازنة وحراك كبير يقلب الموازين الحسين إربد يطلق علامته التجارية الجديدة بهوية بصرية تعكس تاريخه وطموحاته تعديل مؤقت على ساعات العمل في جسر الملك حسين الأسبوع المقبل مؤشر الأداء يدعو إلى تفعيل خطة طوارئ سياحية في الأردن تحدي إقتصادي جديد ... منظومة الطاقة مستقرة نسيبا والبدائل كلفتها عالية لماذا تجاهل معهد التمويل الدولي التأثيرات الاقتصادية على الأردن في ظل الحرب الإقليمية؟ بسبب غياب منهاج متكامل.. التربية الإعلامية الحاضر الغائب في المدارس انحسار النفوذ الإيراني: هل نستطيع أن نكون نحن البديل؟ العرب في صراع المشاريع الإقليمية مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل جابر الجامعة العربية تشدد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية "حرير" تطلق حملة "لوحة أمل" في جرش تلعثُم "ChatGPT" في الأردن: كواليس الأزمة تسدل الستار عن قيمة الذكاء البشري وتُسقط عري الأقنعة الرقميّة العيسوي: الأردن بقيادة الملك صوت للعقل والعدالة وسط إقليم مضطرب وثوابته راسخة مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين يقر برنامج عمل للأعوام 2025 – 2028 الايباك وحرب إيران وإسرائيل: بين النفوذ والواقع

بين الأسف والإعتذار ...

بين الأسف والإعتذار
الأنباط -
بين الأسف والإعتذار ...

وقفت طويلا عند هذين المصطلحين ولماذا يشكل فارق عند الكثير من زعماء الغرب .

ولماذا يرفض ماكرون وليوبولد الأخير والقيصر الألماني سابقا وعد ما شئت بعد ذلك من زعماء الغرب الإعتذار ويكتفون بالأسف لما أصاب شعوب العالم بسبب أفعالهم. 

فليوبولد هذا جد من جدود هذا الأخير،  وكانت بلجيكا في أيامه في منتصف القرن الثامن عشر ، دولة استعمارية تتجاوز كل حدود الإنسانية والأخلاق ، فقط تخيل ان الملك اعتبر هذا البلد الذي تتجاوز  مساحة عشرين ضعف بلاده ، وعدد شعبها حوالي عشرين مليونا. 

اعتبرها بمرسوم منه ملك له وحده ، بل طالب أهلها يقدم كل واحد منهم كمية من المطاط الذي كان سلعة مميزة وغالية في ذلك الزمن ، ومن لم يستطع تقطع يده ثم في الثانية اعضاؤه وفي الثالثة يقتل .

بل أنه امر بقتل كل من الأطفال والعجزة الذين يملكهم بأمر منه لأنهم حمل وتكلفة ولا يستطيعون العمل ، وفي النهاية قتل عشرة ملايين إنسان ففط ما يعادل مائة مليون إنسان اليوم،  وهذا لا يحتاج إلى إعتذار بل يكفي شعور الأسف مع هذه المخلوقات ( وعفوا اذا كان مصطلح مخلوقات يزعج السيد المستعمر الذي يدعي الحضارة )التي تعرضت لكل هذا العذاب .

بل إن ألمانيا مارست نفس التصرفات وأعتبرت كل ما على الأرض في ناميبا ملكا لها ، بل أنها ابادت قبائل كاملة يتجاوز تعدادها مئات ألاف من المخلوقات شبه البشرية. 

ناهيك عما قامت به سيدة العالم المتحضر في وقته فرنسا في الجزائر،  وإيطاليا في ليبيا،  وامريكا وأستراليا وكندا ، وتلك الدولة المارقة التي غرستها بريطانيا في خاصرة العالم الإسلامي،  ناهيك عما قامت به بريطانيا نفسها في العالم العربي. 

وحركة الإستعباد التي نقلت حوالي ثمانين مليون مخلوق ( وعفوا مرة أخرى أيها الإنسان الغربي الذي تدعي الحضارة ) ومات نصفهم خلال النقل والنصف الأخر في معسكرات التعذيب التي كانت تسمى مزارع القصب. 

لكن ما جعلني أقف حائرا هو ما الفرق بين الأسف والإعتذار،  ولماذا لا ينزعجون من إظهار الأسف مع هذه المخلوقات البشرية ، ولا يريدون الإعتذار لها وما كانوا السبب فيه كن عذاب وقتل وتهجير واستعباد وسرقة للأرض وما فوقها وما تحتها،  حتى جماجم هؤلاء المخلوقات البشرية نقلوها إلى بلادهم ، واستعملوها تذكرات وهدايا وأدوات عرض في المتاحف .

ثم أدركت أن الفرق في الإعتبار هم لا يعتبرونهم بشرا مساوون لهم ، بل فقط مخلوقات بشرية،  ولذلك الشعور بهم وبمعاناتهم منطلق ففط من شعور الأسف فقط بما أصابهم،  ولن يصل إلى مفهوم الإعتذار. 

فالاعتذار منحصر فقط بمجموعاتهم البشرية ، وليس بالمخلوقات البشرية ، والشعور بالألم والمعاناة التي يتعرض لها البشر،  وليس المخلوقات البشرية. 

فهم لا يعتبروننا بشرا مساوون لهم بفكر ومشاعر ومعاناة،  بل مخلوقات وجدت لتشاركهم هذه الحياة،  واظن أن هذه الفكرة حرص رجال الدين المنحرفون على غرسها في عقول الساسة والمؤسسات الدينية حتى أصبحت في جيناتهم. 

مجرد رأي ...

إبراهيم أبو حويله...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير