البث المباشر
الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية

بين الأسف والإعتذار ...

بين الأسف والإعتذار
الأنباط -
بين الأسف والإعتذار ...

وقفت طويلا عند هذين المصطلحين ولماذا يشكل فارق عند الكثير من زعماء الغرب .

ولماذا يرفض ماكرون وليوبولد الأخير والقيصر الألماني سابقا وعد ما شئت بعد ذلك من زعماء الغرب الإعتذار ويكتفون بالأسف لما أصاب شعوب العالم بسبب أفعالهم. 

فليوبولد هذا جد من جدود هذا الأخير،  وكانت بلجيكا في أيامه في منتصف القرن الثامن عشر ، دولة استعمارية تتجاوز كل حدود الإنسانية والأخلاق ، فقط تخيل ان الملك اعتبر هذا البلد الذي تتجاوز  مساحة عشرين ضعف بلاده ، وعدد شعبها حوالي عشرين مليونا. 

اعتبرها بمرسوم منه ملك له وحده ، بل طالب أهلها يقدم كل واحد منهم كمية من المطاط الذي كان سلعة مميزة وغالية في ذلك الزمن ، ومن لم يستطع تقطع يده ثم في الثانية اعضاؤه وفي الثالثة يقتل .

بل أنه امر بقتل كل من الأطفال والعجزة الذين يملكهم بأمر منه لأنهم حمل وتكلفة ولا يستطيعون العمل ، وفي النهاية قتل عشرة ملايين إنسان ففط ما يعادل مائة مليون إنسان اليوم،  وهذا لا يحتاج إلى إعتذار بل يكفي شعور الأسف مع هذه المخلوقات ( وعفوا اذا كان مصطلح مخلوقات يزعج السيد المستعمر الذي يدعي الحضارة )التي تعرضت لكل هذا العذاب .

بل إن ألمانيا مارست نفس التصرفات وأعتبرت كل ما على الأرض في ناميبا ملكا لها ، بل أنها ابادت قبائل كاملة يتجاوز تعدادها مئات ألاف من المخلوقات شبه البشرية. 

ناهيك عما قامت به سيدة العالم المتحضر في وقته فرنسا في الجزائر،  وإيطاليا في ليبيا،  وامريكا وأستراليا وكندا ، وتلك الدولة المارقة التي غرستها بريطانيا في خاصرة العالم الإسلامي،  ناهيك عما قامت به بريطانيا نفسها في العالم العربي. 

وحركة الإستعباد التي نقلت حوالي ثمانين مليون مخلوق ( وعفوا مرة أخرى أيها الإنسان الغربي الذي تدعي الحضارة ) ومات نصفهم خلال النقل والنصف الأخر في معسكرات التعذيب التي كانت تسمى مزارع القصب. 

لكن ما جعلني أقف حائرا هو ما الفرق بين الأسف والإعتذار،  ولماذا لا ينزعجون من إظهار الأسف مع هذه المخلوقات البشرية ، ولا يريدون الإعتذار لها وما كانوا السبب فيه كن عذاب وقتل وتهجير واستعباد وسرقة للأرض وما فوقها وما تحتها،  حتى جماجم هؤلاء المخلوقات البشرية نقلوها إلى بلادهم ، واستعملوها تذكرات وهدايا وأدوات عرض في المتاحف .

ثم أدركت أن الفرق في الإعتبار هم لا يعتبرونهم بشرا مساوون لهم ، بل فقط مخلوقات بشرية،  ولذلك الشعور بهم وبمعاناتهم منطلق ففط من شعور الأسف فقط بما أصابهم،  ولن يصل إلى مفهوم الإعتذار. 

فالاعتذار منحصر فقط بمجموعاتهم البشرية ، وليس بالمخلوقات البشرية ، والشعور بالألم والمعاناة التي يتعرض لها البشر،  وليس المخلوقات البشرية. 

فهم لا يعتبروننا بشرا مساوون لهم بفكر ومشاعر ومعاناة،  بل مخلوقات وجدت لتشاركهم هذه الحياة،  واظن أن هذه الفكرة حرص رجال الدين المنحرفون على غرسها في عقول الساسة والمؤسسات الدينية حتى أصبحت في جيناتهم. 

مجرد رأي ...

إبراهيم أبو حويله...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير