كتّاب الأنباط

حسين الجغبير يكتب:هل يستفيق بعض الأردنيين؟

{clean_title}
الأنباط -
حسين الجغبير
في تناقض واضح يخرج بعض الاردنيين في تحليلات لا تمت للعقل بصلة، ويسارعون لترك نسيج خيالهم يسبح في بحر اجنداتهم حتى لو كان ذلك على حساب الوطن حتى نصل الى مرحلة نعتقد فيها ان هؤلاء باتت انتماءاتهم الى خارج حدود هذه الدولة.
بعد خطبة امين عام حزب الله حسن نصر الهزيلة والتي ارى شخصيا انها قضت على الشارع العربي والفلسطيني نفسيا واعطت الضوء الاخضر لدولة الاحتلال واميركا من امامها ان تفعل في الاهل في غزة ما تريد، خرج البعض مدافعا عن نصر الله حاملين لواء ان تدخله في الحرب سيجر لبنان الى ويلات لا يقدرون عليها خصوصا وان البوارج العسكرية الاميركية تملأ البحر الابيض المتوسط.
تبرير اقبح من ذنب، لان هؤلاء نفسهم نجدهم على الصعيد الاردني يسارعون للضغط عليه من اجل الغاء اتفاقيات السلام الموقعة مع دولة الاحتلال، وطرد السفير، والغاء الاتفاقيات الاقتصادية وفتح الحدود امام الاردنيين، وانا واثق ان مثل هؤلاء سوف يختبئون في منازلهم اذا ما تم فتح الحدود حقيقة، بل نسمع اصواتهم منذ ايام مطالبين بإعلان العصيان المدني في الاردن.
من حق "ربهم الاعلى" حسن نصرالله ان يسمح بالدماء الفلسطينية ان تسال خوفا على لبنان ومنظومته الامنية، كما من حق ايران ان لا تناصر غزة بالقوة لان العرب هم احق بالدفاع عن فلسطين وتحريرها، لكن ليس من حق الاردن ان يفعل ذلك، بل نمارس عليه اقسى ادوات الضغط من اجل دفعه لاتخاذ موقف عسكري.
عجيب طرح هؤلاء غير الواقعي، والأبعد ما يكون عن العقل او المنطق.
ان لخلق الفوضى في الاردن ثمن باهظ لا نقوى عليه على المستويين الرسمي والشعبي، والنظر للمسألة من زاوية عاطفية سيؤدي الى أزمة لن تكون نتائجها محمودة، وان على جميع المنظرين ان يعلموا جيدا ان السياسة الخارجية الاردنية تقوم بما عليها من واجبات، على اكمل وجه، بلغة دبلوماسية وغير دبلوماسية، وليس من حق احد المزاودة عليها او التقليل من شأنها.
لهؤلاء من اصحاب الانتماء الفارغ، لن يسمح لكم احد محاولة تصغير الدور الاردني في الحرب على غزة، او التقليل من تأثير اهمية السياسة الخارجية الاردنية على المستويين العربي والعالمي، وان كنتم ترون في حزب الله وايران الأب الروحي لكم وتؤمنون بأنهم ملاذكم ونصرتكم، فلا ضير من ان نفتح لكم الحدود للمغادرة باتجاههم، لا باتجاه الاراضي المحتلة.
يكفي محاولات العبث بهذا الوطن، الذي سيبقى تاجا ناصعا طاهرا وسط عالم لم يعد يمتلك اخلاقا انسانية ولا يأبه بقوانين دولية، وبات مشهد الدم في عينيه سهلا لا يترك ندبا في ضميره.
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )