الأنباط -
على هامش حفل الاستقبال الذي جرى في قصر الحسينية بمناسبة زفاف ولي العهد، أسر لي أحد الضيوف العرب بالقول: كم غريبة هذه البلد!
ما كان يرمي إليه الضيف العربي فسره بأن طالما وسائل إعلام عربية تناقلت أخبار عن وجود احتجاجات في أغلب محافظات الأردن، وأن الشعب الأردني يتعرض لضغوطات سياسية واقتصادية كبيرة تؤثر على قدرته على الإيفاء بالتزاماته الحياتية، وأنه رغم الفجوة الكبيرة بين المواطنين والحكومات ومؤسسات الدولة كبيرة، إلا أن ما نشاهده في الشارع من مشاركة واسعة بحفل زفاف ولي العهد يجعل الانسان في حيرة من أمره!
واستطرد، أن هذه الحيرة تأتي بأن الانطباع العام عند الشعوب العربية بأن فرح الحسين كان في كل منزل أردني، وكأنه فرح لأحد أفراد العائلة في كل مكان، حيث تجد الجميع منشغلا بالاستعداد لهذا الاحتفال.
الضيف العربي لم يبد استغرابه أبدا من نزول الناس للشوارع لمشاركة ولي العهد احتفاله أثناء مرور الموكب الأحمر وهذا يدل على تماسك هذه الدولة فيما بينها مهما اشتدت الأزمات الداخلية واختلف الجميع على بعض السياسات.
هذا الضيف قال أيضا "الآن فهمت لماذا صمد هذا البلد وسط تيارات من الأزمات المحيطة به خلال السنوات السابقة".
لا شك أن هناك من شكك ولو في سره بأن الأردنيين لن يحتفلوا بهذا اليوم، أو الاحتفال سيقتصر على فئة معينة، لنجد أن ما يحدث غير ذلك، ولنأخذ مقياسيين لذلك، الأول أن الفئات العمرية التي نزلت إلى الشارع من أجل الاحتفال كانت متنوعة، من الصغير حتى كبير السن، ومن الرجال والنساء، وهذا يدل على أن حب الهاشميين يورث في قلوب أبناء هذا الوطن، وأنه مهما كانت الأوضاع صعبة، إلا أن هناك اسرة ملكية تجمع الناس على حبهم والالتفاف حواليهم.
ثانيا، وهو يدل على ذات الأمر، أن المحافظات التي طالما كانت نقطة الانطلاقة لأي احتجاجات، هي ذاتها بدأت مبكرا بالاحتفال بالشبل الأردني الهاشمي، وكأنه جزء منهم، لا عليهم، وهنا حجر الرحى في اسكات كل من حاول ويحاول زعزعة الأردن واستقراره، وانتماء أبناءه إليه ولترابه ولقيادته.
حفل زفاف ولي العهد، أنعش قلوب الأردنيين، وزاد من روحهم الوطنية، وهو الأمر الذي يجب أن تبنى عليه الدراسات للوقوف على أسبابه والبناء عليه.
وكما الأردن والأردنيين احتفلوا بهذه المناسبة، نحتفل نحن هنا في "الأنباط" بزفاف سمو ولي العهد، بإصدار ملحق يوضح أبرز انجازات هذا الأمير الشاب التي فاقت عمره، ولنشاركه فرحته التي هي فرحتنا جميعا، فمن تزوج هو ابن هذا الشعب، ليس أميرهم فقط.
أدام الله الأردن، قيادة وشعبا وأنعم علينا بدوام الأمن والاستقرار والازدهار.