الأنباط -
يغيب عن بال الكثيرين أن الدماغ الذي هو العضو الأكثر أهمية في جسمنا، يحتاج منّا الى وعي دؤوب على مقتضيات الرعاية حتى يواصل عمله بالكفاءة نفسها تحت مختلف ظروف الصحة والعمر والمزاج. وأن الكثير من عادات الأكل والنوم والتواصل والقراءة في حياتنا اليومية، تعتريها سموم الروتين الضار، سواء كان مجهولا أو مسكوتا عنه.
فكما نراعي الموجبات الصحية للقلب والرئة والمعدة، كذلك للدماغ متطلباته من الرعاية التي تحفظ قدرته على القيادة المتوازنة للجسم كله وللمعيشة.
حول هذا الموضوع الذي قلما يجري الحديث عنه، نشر خبراء الصحة في موقع "بابا ميل" قائمة من 10 عادات شائعة أكدوا أنها تضر بالدماغ وقسموها إلى 3 أقسام ونصحوكِ بتجنبها.
العادات الصحية والغذائية
جاء التدخين في أعلى القائمة، حيث إن النيكوتين المسبب للإدمان على السجائر يمكن أن يتسبب بانكماش الدماغ وبالتالي تقليص فعاليات العقل والاستشعار، وما يستتبعه من توازن التفكير وقيادة الجسم.
ويذكّر التقرير بأن الانكماش الدماغي الذي يحدثه التدخين قد يتسبب بمرض الزهايمر مع مرور الوقت ناهيك عن ما هو ثابت من علاقة التدخين بمرض السرطان.
وذكرت القائمة عادات غذائية تطال فعالية الدماغ، منها عدم تناول طعام الإفطار وهو ما يتسبب في انخفاض نسبة السكر في الجسم، مثله في ذلك مثل عادة الإفراط في الأكل، كونهما يتصلان باحتمالات تصلب شرايين الدماغ والتسبب في انخفاض القدرات العقلية.
أما العادة الغذائية الثالثة التي كشف التقرير عن قابليتها للتأثير على الدماغ فهي الإفراط في تناول السكر، وهو الذي يؤثر على امتصاص المواد الغذائية والبروتينات، مؤديا إلى سوء التغذية الذي بدوره يعيق عمل الدماغ.
العادات العقلية والبيئية
وتحذّر الدراسة من آثار العزلة على فعاليات العقل. فالميل للتحدث بشكل أقل، جراء مزاج العزلة، يقلل كفاءة الدماغ؛ إذ إن المحادثات هي تمارين العقل وهي في ذلك تشبه صالة التمارين الرياضية.
كما حذّرت القائمة من الإحجام عن تحفيز الأفكار، كون هذا النكوص عن تحدي العقل يؤدي إلى استرخائه وإضعاف فعالياته؛ فكلما كان الدماغ نشطا كانت الأفكار أعمق.
ويُنصح هنا بقراءة كتاب بين الفينة والأخرى، أو مشاهدة فيلم وثائقي أو الانخراط في بعض ألعاب الألغاز لإدامة تحفيز الدماغ وتمرين عضلاته، إذا جاز التعبير.
ولم تنس القائمة الاشارة إلى ضرورة تجنب تلوث الهواء حيث إن تنفسه يحد من كمية الأوكسجين التي تصل للدماغ كشرط لتشغيله.
عادات العمل والنوم
ويربط التقرير ربطا وثيقا بين فعاليات العقل وبين النوم الذي هو ضروري للصحة الجسدية والعقلية.
وقد كشفت دراسات أخيرة أن الدماغ ينظف نفسه من السموم أثناء النوم العميق؛ بمعنى أن الحرمان من النوم يؤدي إلى تسريع موت خلايا الدماغ وضعف الذاكرة .
ونوهت قائمة المحذورات بضرورة تحاشي النوم مع تغطية رأسكِ، حيث يؤدي ذلك إلى تنفس ثاني أكسيد الكربون ويقلل من تنفس الأكسجين؛ بما قد يتسبب في تلف خلايا الدماغ أو تقليص فاعليتها.
نصيحة أخيرة أكدت عليها الدراسة وقالت إنه لا ينبغي المجاملة فيها، وهي الاعتذار عن العمل في حالة المرض. فالمزاوجة بين تحديات الإنجاز في العمل بوجود معيقات المرض، تقلل من كفاءة الدماغ وقد تؤدي إلى تلفه على المدى الطويل.