الأنباط -
أثارت طحالب الكلوريلا، خلال الفترة الأخيرة، الكثير من الضجة، وأصبحت حديث الناس، بسبب فوائدها الصحية الكثيرة، خصوصاً بعد ظهورها على شكل مكمل غذائي يساعد على تحسين مستوى الكولسترول، وتخليص الجسم من السموم.
والكلوريلا عبارة عن طحالب خضراء وحيدة الخلية تعيش في المياه العذبة، ولها أكثر من 30 نوعاً، إلا أن هناك نوعين فقط هما الأكثر شهرة، ويتم استخدامهما في الأبحاث الطبية، وهما "كلوريلا فولغاريس"، و"كلوريلا بيرينواديسا".
ولأن هذه الطحالب تحتوي على جدار خلوي صلب، يصعب هضمه، فإنها تقدم سواء على شكل أقراص، أو كبسولات، أو مسحوق.
الكلوريلا.. مصدر مهم للفيتامينات والمعادن
حسب ما نشره الموقع الطبي "healthline"، استناداً إلى عدة أبحاث ومصادر طبية، فإن طحالب الكلوريلا لها مجموعة من المنافع والعناصر الغذائية المفيدة للجسم.
إذ إن الكوريلا مصدر مهم وكامل للبروتين، كونها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة التي يحتاجها الجسم خلال اليوم.
كما أنها غنية بفيتامين ب، وفيتامين ب 12، والحديد، وفيتامين ج، وفيتامين سي، ومضادات الأكسدة، وكميات صغيرة من المعادن، وهي: المغنيسيوم، والزنك، والنحاس، والبوتاسيوم، والكالسيوم، وحمض الفوليك.
زيادة على ذلك، فإن الكلوريلا يوفر للجسم كميات مهمة من الأوميغا 3، إذ إن تناول 3 غرامات فقط منها يوفر 100 مغم من أوميغا 3.
إضافة إلى أنها مصدر مهم للألياف الغذائية، لأنها تتوفر على كميات كبيرة منها، إلا أنه في حال تم استهلاكها على شكل مكملات غذائية، غالباً ما توفر أقل من غرام واحد في كل جرعة.
تخليص الجسم من المواد السامة
حسب مجموعة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات، تبين أن استهلاك طحالب الكلوريلا يساعد الجسم في التخلص من المعادن الثقيلة والمركبات الضارة الأخرى من الجسم.
وتحتوي المعادن الثقيلة على بعض العناصر الضرورية للجسم بكميات صغيرة، مثل الحديد والنحاس، ولكن هذه المعادن الثقيلة مثل الكادميوم والرصاص يمكن أن تكون سامة بكميات أكبر، لذلك فالكلوريلا تعمل على التخلص منها.
ومن النادر أن تحتوي المواد الغذائية على المعادن الثقيلة، والسموم التي تدخل الجسم، إذ إن المصدر الأول لها هو التعرض للتلوث، أو العمل في مجال التعدين.
علاوة على ذلك، فقد ثبت أن الكلوريلا تساعد في تقليل كمية المواد الكيميائية الضارة الأخرى التي توجد أحياناً في الطعام، أبرزها الديوكسين، والذي يسبب أحياناً اضطراب الهرمونات.
تعزيز الجهاز المناعي
تساعد طحالب الكلوريلا على تعزيز جهاز المناعة، حسب مجموعة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والإنسان، وذلك بفضل قدرتها على محاربة الالتهابات.
إذ تبين أن تناول الكلوريلا يساعد في إنتاج أجسام مضادة، مساعدة على تقوية المناعة، أكثر مما يمكن إنتاجه عند تناول الأدوية، مما يعني أنها فعالة من أجل مقاومة الأمراض الناتجة عن ضعف المناعة.
وفي دراسة أخرى صغيرة مدتها ثمانية أسابيع، أظهر البالغون الأصحاء الذين تناولوا الكلوريلا علامات على زيادة نشاط المناعة.
فيما أشارت دراسة جديدة على أن الكوريلا تساعد في تعزيز المناعة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 و55 سنة، ولكن ليس أولئك الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً.
لذلك يمكن أن يكون لطحالب الكلوريلا تأثيرات على فئة عمرية معينة غير الأخرى، وكذلك الحاجة إلى مزيد من الدراسات.
تعمل على خفض نسبة الكوليسترول
قد يساعد تناول الكلوريلا في خفض نسبة الكوليسترول في الجسم، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن تناول 5-10 غرامات من الكلوريلا يومياً يخفض الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول المرتفع قليلاً.
وذلك لأنها تحتوي على فيتامين ب، والألياف، والكاروتينات، وكلها معروفة بقدرتها على المساعدة في خفض الكوليسترول بشكل طبيعي.
إضافة إلى أن مضادات الأكسدة تساعد على منع أكسدة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، المعروف بإسهاماته بشكل كبير في الإصابة بأمراض القلب.
مضادات الأكسدة للوقاية من أمراض مزمنة
تعمل مضادات الأكسدة التي تحتوي عليها الكلوريلا، من بينها الكلوروفيل وفيتامين ج، على الوقاية من الإصابة بعدة أمراض مزمنة خطيرة.
من بينها التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري، وتحسين مستوى السكر في الدم، وزيادة حساسية الأنسولين لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي.
ثم الحماية من الإصابة بمرض سرطان الرئة، وذلك بفضل قدرتها على زيادة إنتاجيتها، عند الأشخاص المدمنين على تدخين السجائر، الأمر الذي يحارب الخلايا السرطانية.
كما أنها تعمل على تعزيز صحة القلب، وخفض ضغط الدم، والحفاظ على صحة الكلى، حسب ما أشارت إليه بعض الدراسات حول طحالب الكلوريلا.
فيما كشفت دراسة أخرى أن تناول الكلوريلا من طرف أشخاص أصحاء ساعدتهم على التقليل من خطر تصلب الشرايين، وهو العامل الذي يؤثر على ارتفاع ضغط الدم.
التقليل من أعراض أمراض الجهاز التنفسي
يمكن أن يكون استهلاك طحالب الكلوريلا عاملاً مساعداً في إدارة مشاكل أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، من خلال السيطرة على الالتهاب.
وذلك بفضل احتواء الكلوريلا على العديد من المكونات التي تقلل من الالتهاب، زيادة على نسبة مهمة من مضادات الأكسدة.
ووجدت إحدى الدراسات أن مكملات الكلوريلا تحسن حالة مضادات الأكسدة لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن.
فيما أشارت دراسة أخرى إلى أن تناول الكلوريلا بشكل مستمر يساعد على تحسين القدرة على التحمل الهوائي، عن طريق تشبيع الرئة بالاوكسجين.
هل هناك آثار جانبية للكلوريلا؟
هناك مجموعة من الفوائد الأخرى التي تم الإشارة إليها عند بعض مستهلكي طحالب الكلوريلا، والتي تحتاج إلى مزيد من الدراسات، من بينها تعزيز صحة العينين، وتقليل خطر الإصابة بالتنكس البقعي.
وكذا تحسين الهضم بفضل الألياف الغذائية، والتقليل من الأعراض ما قبل الدورة الشهرية، ودعم صحة الكبد.
أما فيما يخص الآثار الجانبية المحتملة عند استهلاك الكلوريلا، فهي الشعور بالغثيان، أو عدم الراحة في البطن، لكنها في العموم معترف بها على أنها آمنة.