يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية أحمد الضرابعة يكتب : عملية الرابية.. فردية أم منظمة ؟ حسين الجغبير يكتب : بهذا لا نسامح زراعة الوسطية تدعو أصحاب آبار تجميع مياه الأمطار لتجهيزها بلدية الكرك تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض عربيات : سلامة رجال الأمن واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي واجب مقدس مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية نتائج مثيرة في البريميرليغ والليغا.. فوز ليفربول القاتل وتعادل فياريال مع أوساسونا صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا .. الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن المولدوفي قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم القطاع الاجتماعي والتنمية البشرية "المقاولين" تدين الاعتداء على الأمن العام وتدعو لدعم الأجهزة الأمنية الامير علي يجدد ثقته بالمدرب سلامي امين عام حزب عزم وكتلة عزم النيابية يزورون مصابي الأمن العام. جواد الخضري يكتب :حادثة الرابية لا تزعزع الأمن الوطني الصفدي يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية عشيرة المعايطة تعلن رفضها وتجريمها لاي فعل يصدر من اي فرد منها يستهدف رجال الأجهزة الأمنية أورنج الأردن تتوج جهودها في نشر الثقافة الرقمية بالفوز بجائزة "بناء المهارات الرقمية" في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024 الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة

الزغاريد عنوان للفرح وتعبير عن السرور

الزغاريد عنوان للفرح وتعبير عن السرور
الأنباط -
فرح  الموسى
    تؤدي الزغرودة/ الزغرتة  دوراً حيوياً في حياة المرأة العربية وبخاصة في الافراح، وتنقله من جيل إلى آخر عبر النقل المباشر، و تطلق في العديد من المناسبات وهي دليل على السعادة والفرح وأحيانًا تكون دلالة على القوة، وهي جزء لا يتجزأ من هوية تراثية أصيلة خاصة بالمجتمعات العربية وبلحظات سعادتهم على وجه التحديد. 
  وتطلق عادة في المناسبات والافراح وتكثر في حفلات الزواج، وتسبقها  عادة المهاهاة المكونة من أربع مقاطع من الكلمات الرنانة تطلقها بصوت جهوري من اكثر النساء خبرة ... تتبعها أصوات الزغاريد من اغلب النساء السامعات لتضيف جو الحماسة على العرس تعبيرا عن الفرح، واولها "اويها" واخرها "لولولولولوليش" !!! . 
  وكل امرأة تستطيع الزغردة، لكن هناك مزغردات خاصات يعرفن بالاسم ويتمتعن بسمات خاصة كجمال الصوت وقوته وارتفاعه.
      أويها يا ناس صلوا على النبي         أويها صلاة بصلاتين
     أويها صلاة لمحمد                     أويها صلاة ترد عن فرحنا العين

   وتستعمل الزغرودة للفرح وللحزن، وفي الزفاف والنجاح في الدراسة وحفلات الطهور واستقبال مولود جديد و مسافر عائد، وتقديم الطعام: 
   اويها. سِمْسم بْرِسمُه... اويها.  حلّ اليوم قِسمُه
اويها. الله يمَسيكوا بالخير...  اويها. كل واحد بِاسْمُه... لولولولولوليش".

   والزغاريد موسيقى خاشعة، لها لحن مميز تخرج من حناجر النساء، حين تشتبك كلمات الفرح بداخلهن، أو حين يكسرهن الحزن في أحيان أخرى، وهي مخزون هائل من المشاعر يفيض إلى حد لا يمكن التعبير عنه بالكلمات. 

 والزُغْرُودة جمعها زَغارِيدُ، وتسمى بعدة أسماء أخرى منها: الزغروطة أو الزغرودة، والهلهولة، والغطرفة، والتزغريته، وهي صوت خاصّ فيه صفير تصدره المرأة بتحريك لسانها بسرعة في فمها مع التصويت في المناسبات السارَّة؛ تعبيرا عن الفرح وابْتِهاجا في حَفْل العُرْس ولها موسيقى غريبة تخرج من حناجر النساء عادة، وأحياناً الرجال تعبيرا عن البهجة، وترجع الزغاريد إلى التقاليد القديمة حيث كانت النساء يستخدمنها عند الغناء للآلهة عند التضرع وطلب المساعدة أو نزول الأمطار.
وللزغرودة دلالات ومعانٍ تاريخية واجتماعية تؤثر في العمق النفسي للفرد والجماعة في مجتمعاتنا، فهي مليئة بالعواطف وحاملة لقدر كبير من حقيقة الأمنيات والأفكار والدوافع العميقة والمزاج العام للمرأة على وجه الخصوص. اويها .طولِك طول الزرافة  ...   اويها .والخصر كله نحافة     ...
            اويها. والوِجِه بنَقّط عسل ...   اويها . وفوقه صحن كنافة...  لولولولولوليش".
في كتابها «زغاريد الأعراس في بلاد الشام» تقول الدكتورة كاترين صادر، إن أصل زغرودة هي الفعل «زغد» ويُقال زغد البعير وزغدب وزغرد بمعنى الهدير الذي يصدر من حلقه. ويُقال زغردت النساء بمعنى أطلقت أصوات من حناجرها.
وتشير الى  أنّ أصل" الزغرودة" يعود إلى العصر الجاهليّ، اذ كانت النساء يطلقنها أثناء الحروب والغزوات لرفع معنوياتهنّ أثناء القتال، اذ كن يرافقن أزواجهن إلى ساحة الحرب ويطلقن الزغاريد ويستخدمن الطبل والدفوف لإثارة الحماس فيهم، ومنها أرجوزة نسائية أنشدتها النساء في معركة أُحُد لحثّ المقاتلين على الصمود، والاستبسال في المعارك، وهن يقرعن الطبول:"نحن بناتُ طارِق/ نَمشي على النّمارِق/ الدُرُّ في المَخانِق/ والمِسكُ في المَفارِق/ إن تُقبِلوا نُعانِق/ أو تُدبِروا نُفارِق/ فِراقَ غيرِ وامِق".
وقيل ان الزغاريد ها بدأت في مصر حين رحل الملك "سقنن رع الثاني"، لتحرير مصر من الهكسوس، فودّعته نساء مصر بالطبول والزغاريد، وهناك من يرجعها الى الموروث الشعبيّ الهندي، لاعتقاد الهنود أنّ الزغرودة تطرد الطاقة السلبية من الجسم وتمنع الحسد، اوللهنود الحمر، الذين كانوا يطلقونها أثناء الصيد.
 
والمهاهاة نوع من الغناء.. وكل أغنية منها تُقال في مناسبة معينة، وفي الأعراس تُصاحب المهاهاة والزغاريد جميع مراحل العرس، من طلبة العروس حتى انتهاء مراسيم الزواج بزفاف العروس الى بيت العريس. وكل مهاهاة تتلاءم في معناها مع المناسبة التي تُقال فيها.
وجميع أغاني المهاهاة تُغنّى بنفس اللحن، وتُردّدها النساء للتعبير عن عاطفة أو شعور معيّن، نابع من مناسبة مفرحة، ولأغراض مختلفة: الافتخار بالحسب والنسب، الجود والكرم، الشجاعة والنخوة، الجاه والغنى، الصيت الحسن، الترحيب بالضيوف والأصدقاء، والتباهي بجمال العروس، وصفاتها الحسنة، وحُسن تربيتها، وامتداح أهل العريس، والتفاخر بأهل العروس.
  وقد تتحول الى مبارزة بين طرفين من النساء  يطلق كل طرف الزغاريد بعد المهاهاة
 لمدح العريس والعروس او المولود  او الناجح.
وتتكون المهاهاة من أربعة ابيات بحرف روي واحد وتُغنيها عادة امرأة حيث تبدأ تُهاهي بلفت انتباه السامعين قائلة( هاي يا) بصوت ممطوط ومرتفع، ثم تغني الأشطر الأربعة وبعد الانتهاء تُزغرد ومعها جمع من النساء، وذلك بتحريك اللسان داخل الفم بحركة دائرية، أو الى أعلى وأسفل، مع نفخ مقدار كافٍ من الهواء من الرئتين الى خارج الفم، لتُطلق ما يُسمى الزغرودة( لو لو لو لو لو لو . . . ليش) وكلما كانت كمية الهواء أكبر، كان استمرار الزغروتة لمدة أطول.
 يقول المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض إن "المهاهاة" نوع من المطارحة الإبداعية، كما أنها تعبر عن الذكاء الفطري عند النساء وسرعة نتاجهن الفكري المرتجل في اللحظة نفسها خاصة لدى الأميات منهن.
ويعود أصل "إيها" كمفردة إلى السريانية وهي مصدر (هأ) و(هأهأ)، فعل رباعي يفيد الدعاء والزجر ولفت النظر.
أما كلمة "ليش" – محط نهاية الزغرودة -، والتي تشترك النساء بإطلاقها بشكل جماعي، تعود إلى تقليد وثني قديم يتمثل بالغناء الجماعي للآلهة طلباً للرحمة والنجاة ومنح السعادة.
 وعلى الرغم من الارتباط الشديد بين الزغرودة والفرح، فإن صوتها قد يصدح أحيانًا في الجنائز، على الرغم من أن الصوت قد يبدو واحدًا، فإن لحن زغرودة الحزن يختلف كلية عن لحن زغرودة الفرح؛ فإذا سمعت صوت الزغرودة ينطلق من أحد البيوت ستتمكن على الفور من معرفة  هل في البيت فرحة جديدة أم فقد عزيز، وزغرودة الجنازة تكون مثقلة بالحزن، ولهذا فهي أكثر رقة وشجنًا، أما زغرودة الفرح فهي الأعلى صوتًا والأكثر زهوًا.

وفي فلسطين تحمل الزغاريد مضمونا سياسيا مقاوِما بتمجيد الثورة والفدائيين:
"آويها. يا حارث الأرض أحرثها وقدّها/ آويها. يا طالب الرئاسة مَنتش قدّها/ آويها.لاجل تعود القدس لأهلها/ آويها.أعطوها للفدائي صاحبها وجدّها" لولولولولوليش".
وارتبطت الزغاريد  والمهاهاة بالشهداء؛ إذ كانت تأتي في خلفية الأغاني مثل أغنية «جابوا الشهيد جابوه، جابوا العريس جابوه، في علم بلده لفوه، يا فرحة أمه وأبوه»، و تطورت الزغاريد في المجتمع الفلسطيني من كونها وسيلة لزف الشهيد لمثواه في الجنة، إلى صرخة في وجه المحتل وطريقة للمقاومة، اذ كانت زغاريد الأمهات تصدح في جو يشوبه الحزن والفخر والاعتزاز في الوقت نفسه:
اويها .. قولوا لغزة تسلم أياديها
اويها .. يا رافعة روس العرب بمدنها وبواديها
اويها .. يا رادين الفرحة بمدينتكم
اويها.. زيدوا الفرح تاترجع أراضيها
لولولولولوليش".
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير