جريمة بشعة، غريبة عن المجتمع الصعيدي، مرتكبها سائق وبطلتها طليقته، حاول في البداية أن يعيدها إليه، بعد أن طلقها، عقب زواج استمر 5 سنوات، بسبب مشكلات عديدة، كان من أبرزها، عدم الإنجاب، ثم تزوج من أخرى، لكنه لم ينجب أيضا، فقررت طليقته الزواج من شاب آخر، وبعد أن تزوجت منه، أقدم طليقها على قتلها بعدة طعنات، بعد 15 يومًا من زواجها، عقب رؤيته لزوجها في واجب عزاء تابع لأسرته وأسرة طليقته، التي تربطهما صلة قرابة.
جريمة القتل هذه عاشتها قرية الحجيرات التابعة لمركز قنا في صعيد مصر،
بعد أن عثرت الأجهزة الأمنية على جثة سيدة تبلغ من العمر 25 سنة، عقب
زواجها بقرابة أسبوعين، غارقة في دمائها في غرفة نومها، وبها شبهة جنائية،
لتدور الشبهات حول الزوج في البداية، إلا أن الأجهزة الأمنية، كشفت غموض
الواقعة سريعًا، وألقت القبض على المتهم الحقيقي، الذي تبين أنه طليقها،
قتلها انتقامًا منها لزواجها من شخص آخر، بالرغم من أنه تزوج قبلها، عقب
فشل كل محاولات العودة مرة أخرى.
فمنذ قرابة 7 سنوات، تقدم شاب لخطبة ابنة خاله، ووافقت الأسرة على ذلك،
لصلة القرابة وطبقا للمقولة الشعبية الدارجة «أهو احسن من اللي منعرفهوش»،
وبالفعل أقيمت الأفراح، وتزوجت الفتاة منه، لتبدأ حياتهما بالفرحة، ولكنها
انتهت بعد 5 سنوات، بالطلاق، بعد خلافات استمرت كثيرا، كان من أهم أسبابها
عدم الإنجاب.
بدأت القصة عندما عثر الزوج على جثة زوجته أسماء فنجري، صاحبة الخمسة
وعشرين عاما، غارقة في الدماء، في غرفة النوم، بعد 15 يوما من زواجهما،
وأصيب وقتها بحالة من الذهول، ولم يصدق أن زوجته ماتت بهذا الشكل، حاول
انقاذها بشتى الطرق ومعه أقاربه، حتى أخبرهم الطبيب، أنها فارقت الحياة،
أصيب الجميع بالصدمة، ولم يتخيل أحد وقتها أنها قُتلت على يد طليقها.
بدأت الأجهزة الأمنية بتكثيف الجهود لكشف ملابسات الواقعة، وسرعان ما توصلت
إلى القاتل، بعد ساعات من ارتكابه الجريمة، واعترف بارتكابه الواقعة،
معللا ذلك بأنه ارتكب جريمته انتقامًا منها لارتباطها بزوجها الحالي أثناء
فترة زواجهما، مما أدى لطلاقهما.
واعترف المتهم أمام جهات التحقيق قائلا؛ أنه أثناء تواجده في مجلس عزاء
شاهد زوج المجنى عليها، فاختمرت في ذهنه فكرة الانتقام من المجني عليها
وزوجها، لعلمه بتواجدهما بالعزاء، فغادر العزاء متوجهًا لمسكنهما لإضرام
النيران به، انتقامًا منهما.
وأشار المتهم إلى أنه تسلل إلى داخل الشقة، إلا أنه فوجئ بوجود المجني
عليها التي شعرت به، ولدى محاولتها الاستغاثة بالأهالي، تعدى عليها بالضرب
والطعنات التي سددها في أنحاء جسدها ووصلت إلى 5 طعنات، حتى فارقت روحها
الحياة.
أسرة المجني عليها أعربت عن صدمتها لما حدث، سواء سقوط ابنتهم قتيلة على
يد طليقها، أو من اعترافات المتهم، التي وصفوها بأنها مسيئة لابنتهم، وأن
اعترافاته على خلاف ما حدث.
ويقول شقيق المجني عليها؛ إن المجني عليها هي البنت الوحيدة وسط 3 أشقاء،
ومنذ سنوات تقدم نجل عمتها لخطبتها، "كانت تربطنا علاقة قوية، كنا وكأننا
نعيش في منزل واحد، وافقنا عليه، لتبدأ حياتهما الزوجية".
ويضيف شقيق المجني عليها؛ "المتهم حاول أن يشوه سمعة شقيقتي، بعد أن طلقها
بعد كثرة المشكلات، بسبب عدم قدرته على الإنجاب، وبالرغم من محاولاتنا
المتكررة معه ومساعدته في الكشف والعلاج حتى وإن كان الأمر سيصل إلى إجراء
عملية حقن مجهري، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، ولهذا اضطررنا إلى
تطليقها".
واستنكر شقيق المجني عليها اعترافات المتهم بالتخلص من شقيقته بسبب أن
علاقتها بالشاب الذي تزوجته كانت قد بدأت قبل طلاقهما، قائلا: "ازاي ده
يحصل طيب لو كان كده كان طلب أكثر من مرة أنها ترجعله بعد ما طلقها ؟، ده
في مرة سألها تختاريني ولا تختاري الخلفة اختارته هو طيب ازاي يفتري عليها
كده ويقول كلام محصلش بنتنا أشرف من الشرف ومفيش حد صدق كلامه».
ويوضح شقيق المجني عليها؛ أن ابن عمته تزوج من شقيقته، وعاشا سويا لمدة 5
أعوام، ثم طلقها لكثرة المشكلات بسبب عدم قدرته على الإنجاب، وبعد أن طلقها
حاول أكثر من مرة أن يعيدها ولكننا رفضنا، وبعد قرابة عامين تزوجت من شاب
آخر.
ويضيف: كانت علاقتنا معه قوية، بالرغم من طلاق أختي منه، فنحن تربطنا
علاقة قرابة بصفته ابن عمتي، حتى بعد زواج شقيقتي من آخر، كنا نود بعضنا
البعض، حتى حدث ما لا يصدقه عقل.
ويشير شقيق المجني عليها: إنه بعد قرابة 15 يوما من زواجها، عثرنا على
جثتها في غرفة نومها، بها آثار طعن في الرأس والحاجب والأذن، كانت غارقة في
الدماء، لم نصدق ما حدث، ولم نصدق أو نتخيل أن المتهم في ذلك هو طليقها
وابن خالها.
ويضيف: كنا في عزاء وكان زوج شقيقتي معنا، وبعد أن ارتكب طليقها جريمته، جاء إلى العزاء في اليوم التالي، وكأنه لم يفعل شيئًا، واستغرب عندما سمع ما حدث لطليقته، في محاولة لإبعاد الشبهات عنه، إلا أن الأجهزة الأمنية كشفت الواقعة، وضبطت المتهم.