الأنباط -
كشفت دراسة نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن الإحساس بالملل الذي يراه كثيرون قاتلا وخطرا على الصحة النفسية ينطوي ـ على النقيض من ذلك ـ على عديد من الفوائد لا سيما على الصحة العقلية للإنسان.
واستندت الدراسة الطبية النفسية التي أجريت في فرنسا، إلى ما عاشه الفرنسيون خلال فترة العزل الصحي، عقب تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث لازم الجميع بيوتهم وسط اعتقاد سائد بأن القلق سيتمكن منهم ويدمر الصحة النفسية للغالبية منهم.
وقالت الصحيفة إنه "منذ تصاعد موجة كورونا الأولى في أواخر الثلاثية الأولى من العام 2020، بدأ الفرنسيون يديرون عملهم من خلال اجتماعات بالفيديو، معلنين على شبكات التواصل الاجتماعي أنهم سيعيدون قراءة كتبهم المفضلة، ويشرعون في التدريب عبرالإنترنت، وحتى تعلم لغة أجنبية".
وأضافت أنه "في حين كان الاعتقاد أن فترة العزل الصحي المسببة لكثرة الكسل والملل والفراغ، ستكون عواقبها الصحية وخيمة بما يعطي الانطباع بأن الدقائق تمر متشابهة إلى ما لا نهاية له، كان رأي الطبيب النفسي باتريك ليموين، مخالفا تماما لتلك المقاربة".
وذكر ليموين في تقريرنشره مؤخرا أنّه "لم تكن مكافحة الملل مجدية بمثل الفعالية التي توقعها الكثيرون، بل تواصل القلق حتى حين استعمال الهواتف المحمولة والتزود بالمعلومات أو الترفيه أو تمضية الوقت، ومع ذلك، فقد أثبتت تلك التجارب أن الملل له جوانب جيدة".
وأضاف: "ما الذي يدور في أذهاننا عندما نشعر بالملل؟ لا شك أن العقل سيظهر وكأنه يطير، وتنفتح بذلك الفجوات بين الدماغ الأيمن والأيسر.. ويمكن أن يظهر وميض العبقرية".
وتابع التقرير في هذا الباب أنّه "عندما تسلك طريقًا مألوفًا، أو تؤدي مهمة متكررة، أو تغرق في التفكير أثناء الانتظار في محطّة قطار، يمكن للدماغ أن يبطئ ويستوعب اللحظات الماضية".
من جهته، المعالج النفسي أوديل شابرلايك قائلا: "نحن لسنا آلات! إذا لم نمنح أنفسنا وقتًا لقضاء الإجازة فسينتهي الأمر بجسمنا إلى فرض ذلك علينا، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق".