الأنباط -
-افتتحت جامعة اليرموك، اليوم الأربعاء، فعاليات مؤتمر بعنوان: "تطوير منهاج مبتكر للقوانين والأخلاق الطبية"، الذي يستمر لمدة يومين، تنظمه كلية الطب في الجامعة.
وأكد رئيس الجامعة، الدكتور إسلام مساد، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة، الدكتورة رويدا المعايطة، والعين الدكتور يوسف القسوس، خلال الافتتاح، أن التعليم الطبي المتميز في الأردن لن يبقى متميزا إذا تقوقعنا على أنفسنا وبقينا بالأسلوب الذي تعلمنا به سابقا، لا سيما ومع التغير الحاصل في المجتمع، والتطور العلمي والتكنولوجي الهائل في كل العالم بالمجالات كافة، والتغير في وسائل التواصل الاجتماعي، والتعديل المستمر في التشريعات وخاصة القانون المدني، وتشريع قانون المساءلة الطبية، والتشاركية في التخصصات الطبية الأخرى، والعمل بروح الفريق والتغير في أفكار الأجيال، حيث يعتبر كل هذا مدعاة لأن نغير طريقة تعليمنا في الكليات الطبية وحاجتنا الماسة للتعليم الطبي المستمر.
وأضاف أن الهدف من عقد المؤتمر هو أن يكون العمل في هذا الموضوع مستمرا، لكون الأخلاق والقيم تعتبر شيئا متغيرا، وأن النظام العام متغير تبعا للزمان والمكان، مشددا على أن الأخلاقيات الطبية لا توضع ضمن إطار ثابت نظرا لاعتمادها على متغيرات متعددة.
وأشار إلى أن طلبة الطب والأطباء: مقيمون وممارسون، يحتاجون إلى التعليم والتوجيه المستمر، وورش عمل حول أخلاقيات المهن الطبية، مشددا على ضرورة أن تكون ممارسة طلبة الطب في مرحلة العلوم الطبية الأساسية مرتبطة بأخلاقيات معينة لا يتنازل عنها نظرا لأن هذه المهنة تتطلب تعاملهم مع حياة وكرامة الإنسان، وأما في مرحلة العلوم السريرية فيعتبر هذا المنهج غير كاف، مشيرا إلى أن ما يدرس في مختلف الكليات الطبية في الجامعات الأردنية هي دروس نظرية فحسب، الأمر الذي يحتم علينا إدخال موضوع الأخلاقيات الطبية لطلبة المرحلة السريرية من خلال كفايات تدرس بعناية ويمكن قياسها وتدخل في كل تخصص من تخصصات الطب.
وأشار مسّاد أن التشريعات مرتبطة ارتباطا وثيقا بأخلاقيات المجتمع، بالإضافة إلى القيم الأخرى فيه، مشيرا إلى أن الأردن قطع شوطا لا بأس به في مجال الأخلاق الطبية ولكن لم تتواكب مع التطور والتسارع الكبير في ما يتعلق بهذا المجال.
بدورها، أشارت المعايطة إلى أن الأخلاقيات الطبية مداها واسع وإذا ما أردنا العمل عليها فيتوجب علينا النظر إلى المستقبل وإلى النهضة التكنولوجية الحديثة في مختلف المجالات وكيفية التعامل معها.
كما أكدت ضرورة توافر المصداقية والجودة في التعامل مع البيانات للهيئات الصحية والمستشفيات، لافتة إلى أهمية توافر الملفات الطبية الصحية والعمل ضمن الأخلاقيات الطبية.
وقالت المعايطة إن إجراء التحديثات على مناهج الكليات الطبية والصحية بشكل عام يعتبر أمرا ضروريا ومطلبا أساسيا لمواكبة التطورات في مختلف القطاعات، وخاصة الاقتصادية، نظرا إلى أنه إذا وجد إنسان خال من الأمراض فسيكون أكثر إنتاجية، وبالتالي فسيلعب دورا مهما في النمو الاقتصادي.
من جانبه، أوضح القسوس مفهوم الأخلاقيات الطبية، التي تتمثل في تحقيق المنفعة للمريض وحمايته من الخطر، وتحقيق مبدأ عدم الإيذاء، ومبدأ الاستقلالية بتحقيق الأفضل للمريض بصرف النظر عن تأمينه الطبي، ومبدأ العدالة بتقديم رعاية طبية قائمة على الجودة وإمكانية الوصول، موضحا أن "قَسَم أبقراط" هو نص عادة ما يقسمه الأطباء قبل مزاولتهم لمهنة الطب والذي يعنى بأن تكون صحة المريض هي الأولوية للطبيب.
واستعرض القسوس رموز الأخلاقيات الطبية المتمثلة في التكامل، والموضوعية والكفاءة المهنية والسرية والسلوك المهني والأمانة والوفاء، والعدالة والرعاية والالتزام بالقانون، واحترام الآخرين.
بدورها، قالت عميدة كلية الطب في الجامعة، الدكتورة منار اللواما، إن الهدف من عقد هذا المؤتمر يأتي من أجل التعاون لتطوير منهاج مشترك بين كليات الطب في الأردن للقوانين والأخلاق الطبية، ومن أجل تصميم منهاج تتبناه كليات الطب في الأردن في ضوء التطور الكبير والمستمر الذي يشهده القطاع الطبي بالعالم وتشابكه مع العلوم والتقنيات الحديثة، الأمر الذي يحتم علينا في كليات الطب تطوير الخطط الدراسية وتصميم المساقات من أجل إعداد أطباء قادرين على التواصل مع المرضى والتعاون مع الباحثين للدفاع عن صحة الإنسان والمجتمع، ويتمتعون بمهنية عالية في تقديم التشخيص والعلاج الملائم.
وشددت على أننا في الأردن بحاجة إلى تبني هيكل شامل للكفايات الطبية تُبنى عليه المناهج الدراسية لكليات الطب في جامعاتنا الأردنية يحقق التوازن والتناغم بين الكفايات والأدوار المناطة بالأطباء، لاسيما وأن المساقات الدراسية في خططنا الدراسية مصممة لتحقيق بعض من الكفايات وليس جميعها.
وتضمن برنامج المؤتمر عقد جلسة حوارية، شارك فيها عمداء كليات الطب في جامعات الأردنية والعلوم والتكنولوجيا والهاشمية والبلقاء التطبيقية بعنوان: "تعليم الأخلاق والقوانين الطبية في كليات الطب الأردنية: الواقع، الحاجة، التحديات".
كما تضمن برنامج المؤتمر في يومه الأول عقد جلسة علمية ناقشت عدة موضوعات تناولت "الطب بين الأخلاق والقانون"، و"المسؤولية الطبية في القانونين المدني والجزائي"، والمسؤولية الطبية في الفقه الإسلامي"، والأخلاق الطبية".
--(بترا)