أكد مواطنون ومقيمون من الباحثين عن عمل تعرّضهم لمحاولات تصيّد واحتيال إلكتروني متنوعة، من قبل أشخاص أو جهات مجهولة، تستغل المعلومات الشخصية التي يرفقها الباحثون عن وظائف ضمن السيّر الذاتية الخاصة بهم، إلى مواقع التوظيف المعروفة محلياً وعالمياً، موضحين أن بعض المحتالين ينتحلون أسماء شركات شهيرة تتناسب مع تخصصات الضحايا، ويرسلون رسائل هاتفية أو عبر البريد الإلكتروني، تتضمن رابطاً «احتيالياً»، يطلبون النقر عليه بزعم استكمال معلومات ما قبل مقابلة العمل، بهدف الحصول على حساباتهم وصورهم وملفاتهم الشخصية، فيما حذّر موقع «بيت دوت كوم» من مثل هذه الرسائل، محدداً خمسة إجراءات يمكن من خلالها الكشف عن رسائل التوظيف «الوهمية والاحتيالية».
وقال المواطن سعيد عامر أبوعمّار: «قبل عامين حصل ابني على بكالوريوس تجارة، ومنذ ذلك الحين يسعى للحصول على فرصة وظيفية مناسبة، ويحصل على دورات تدريبية في تخصصه، ويشترك في معارض التوظيف في مختلف إمارات الدولة، ويقدم السيرة الذاتية الخاصة به إلى جميع الجهات المشاركة، كما أنه كثير التفاعل مع مواقع التوظيف، مثل (نافس) والمواقع التابعة للحكومات المحلية ووزارة الموارد البشرية والتوطين، لكن إلى الآن لم يحالفه التوفيق في الحصول على عمل مناسب».
وأضاف: «في إحدى المرّات، عقب زيارته أحد معارض التوظيف، تلقى اتصالاً من هاتف محمول، يخبره بأنه تم قبوله في العمل محاسباً لدى إحدى شركات البترول الوطنية، وخلال المكالمة وصلته رسالة نصية، وقال له المتصل إنها من إدارة الموارد البشرية في الشركة، ويجب عليه الضغط على الرابط أدناه لبدء تسجيل طلب التوظيف، وبعدما نفّذ ابني المطلوب، فوجئ بأنها عملية احتيالية للاستيلاء على حسابه البنكي»، مؤكداً أنه منذ هذه الواقعة أصبح حريصاً في التعامل المباشر والموثوق مع جهات العمل.
فيما أفادت أميرة سامي، مهندسة إلكترونيات، بأنها كثيرة التفاعل مع منصات التواصل الاجتماعي المعنية بالتوظيف، مثل «لينكد إن» و«بيت دوت كوم»، وغيرهما، وتحمّل سيرتها الذاتية عليها باستمرار، إضافة إلى أنها دائماً ما تدوّن آراءها المهنية، وتسوّق أفكارها على هذه المنصات، إلى أن تلقّت رسالة بريد إلكتروني، تفيد بترشيحها للعمل لدى إحدى الشركات العالمية الموجودة في الدولة، وتطلب منها ملء استمارة البيانات الخاصة بها لإتمام الإجراءات الإدارية، وتحديد موعد مقابلة العمل.
وقالت: «فور أن تلقيت هذه الرسالة انتابتني شكوك كثيرة، لاسيما أن الوصف الوظيفي المعروض أكبر من خبراتي العملية، وغير منطقي بالنسبة لشركة بهذا الحجم، فقررت التواصل مباشرة مع الشركة، وأخبرتهم بالبريد الذي تلقيته، وكانت المفاجأة أنهم لم يرسلوا أي شيء بخصوص الوظائف منذ أكثر من سنة».
وهي الخدعة نفسها التي تعرّض لها المواطن صالح عبدالله بن عمر (موظف بجهة اتحادية)، الذي أكد أنه دائم التفاعل مع منصات التواصل الاجتماعي المهنية، ولديه سيرة ذاتية مفصّلة على هذه المواقع، ليس لأسباب تعود للبحث عن العمل، بل بهدف التواصل المهني مع ذوي تخصصه، لافتاً إلى أنه كان يستشهد في معظم مداخلاته وتعليقاته على هذه المنصات باحترافية جهة عمله، وجودة رواتبها ومديريها، من دون الإشارة إلى أنه يعمل فيها.
وذكر بن عمر أنه فوجئ ذات يوم برسالة نصية هاتفية من رقم مجهول، مرفق بها رابط، تخطره بقبوله في وظيفة تناسب تخصصه داخل جهة العمل التي يعمل فيها بالفعل، وأن عليه الضغط على الرابط لإتمام الإجراءات، ما أثار استغرابه، ودفعه للاتصال بإدارة الموارد البشرية بجهة العمل، التي حذّرته من أي تفاعل مع هذه الرسالة، كونها احتيالية.
من جانبه، أفاد موقع «بيت دوت كوم» بأن بعض مواقع التوظيف باتت محطة للاحتيال الإلكتروني على الأشخاص، يستغلها العديد من المحتالين للتواصل مع الأشخاص لأخذ بياناتهم الشخصية، ومعلومات عن حسابهم المصرفي، داعية المتفاعلين مع هذه المنصات من الباحثين عن الوظائف على الإنترنت، إلى ضرورة الاطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقع التوظيف، والتأكد من أن أصحاب العمل المسجلين على الموقع هم وحدهم من يستطيعون الاطلاع على بيانات الاتصال الخاصة بالمتقدم للوظيفة.
وحدّد «بيت دوت كوم» خمس ملاحظات أو علامات يمكن من خلالها للباحث عن عمل اكتشاف رسائل التوظيف وعروض العمل الوهمية، أولها تلقي بريد إلكتروني من جهة عمل تقدّم عرض عمل لوظيفة لم يكن الباحث عن عمل تقدم إليها، والثانية عند إجراء أبحاث حول الشركة قبل قبول عرض العمل، ورصد عدم امتلاكها موقعاً إلكترونياً وبيانات اتصال واضحة، إضافة إلى وصول رسالة البريد الإلكتروني من عنوان Gmail أو Hotmail، أو عنوان يحمل حروفاً مثيرة للشك، مؤكداً على أهمية التواصل مع الشركة عبر الهاتف، والتأكد من أنهم من قاموا بإرسال البريد، في حال شعر متلقي الوظيفة بأي شكوك.
وتضمنت قائمة الملاحظات الخمس، أنه في حال تلقي الشخص بريداً يخبره باختياره من ضمن مجموعة من المرشحين، وأن الشركة ستقوم بتوظيفه فوراً إن قام بإرسال اسمه بالكامل وبيانات حسابه المصرفي، أو أرسلوا له رابطاً طلبوا من خلاله الوصول إلى بيانات حسابه المصرفي على الإنترنت، فعليه تجاهل هذه الرسائل فوراً، وأخيراً في حال كانت رسالة البريد مكتوبة بطريقة غير مهنية، أو تحتوي على العديد من الأخطاء النحوية والإملائية.
• محتالون يستغلون «السيّر الذاتية» في اصطياد الباحثين عن عمل.
حذّرت شرطة أبوظبي الباحثين عن عمل من تصديق أكاذيب المحتالين، الذين يقومون حالياً باستغلال فرصة إقامة المناسبات والفعاليات الرسمية في الدولة للاحتيال عليهم بإنشاء صفحات لشركات وهمية عبر الإنترنت على أنها شركات توظيف معتمدة، أو برامج بمواقع التواصل الاجتماعي، وتخصيصها لدفع مبالغ مالية كرسوم لتلك الوظائف الوهمية، ليكتشف المتقدمون بطلباتهم في آخر المطاف أنهم وقعوا ضحية للاحتيال.
رصدت «الإمارات اليوم» مواقع وحسابات وهمية خارج الدولة، تحاول إيهام متابعيها بقدرتها على توظيفهم في شركات وطنية كبرى وجهات حكومية نظير دفع مبالغ مالية، مع إغراءات مختلفة، مثل توفير سكن وبدلات سفر وتنقل، والحصول على امتيازات غير واقعية، الأمر الذي دفع البعض إلى الاستفسار عن مدى صحة هذه العروض، وكيفية التقديم، ومتطلبات الحصول على تلك الوظائف.
كما ينتحل محتالون أسماء شركات مشهورة كوسيلة لإقناع الضحايا وكسب ثقتهم، ثم إيقاعهم في «مصيدة الاحتيال»، ويستهدفون الإيقاع بالباحثين عن فرص عمل من خارج الدولة.