الأنباط -
نبض البلد -يؤثر مرض السكري على حياة المرضى به بطرق شتى لا تقتصر على الآثار الجسدية المختلفة، بل يمكن أن تمتد الحالة إلى العديد من الاضطرابات العقلية والعاطفية، لدرجة أنه بالمقارنة مع عامة الناس، فإن انتشار الاكتئاب يصل إلى ثلاثة أضعاف في مرضى السكري من النوع الأول، ومرتين أعلى في مرضى السكري من النوع 2.
وتنقل صحيفة "انديان اكسبرس" عن الدكتور فينكاتيش بابو جي إم ، استشاري الصحة العقلية والعلوم السلوكية، في مستشفى فورتيس قوله أن " الدماغ يستخدم الجلوكوز في جميع عملياته، بما في ذلك الذاكرة والعواطف والفكر والسلوك. بالإضافة إلى بشرتنا وعينينا وأقدامنا، ويتأثر دماغنا أيضًا بكمية مفرطة من الجلوكوز التي تتدفق عبر أجسامنا " وهو ما يفسر تأثيره الكبير على نواحي عمل الجسم كافة.
ويضيف بدوره الدكتور جوراف جوبتا، كبير الاستشاريين والطبيب النفسي وخبير الصحة العقلية في "تولاسي هيلثكير - دلهي" عوامل أخرى إذ يقول " أن الضيق الناتج عن الإصابة بمرض السكري هو رد فعل عاطفي للإصابة بالمرض"، و"يحدث ذلك عندما يشعر شخص ما بأنه مثقل بالأعباء بسبب متطلبات الإدارة الذاتية المستمرة والتأثيرات طويلة المدى المحتملة لمرض السكري".
ويقول الدكتور رافي شانارجي كيساري، الطبيب العام في مستشفى "أبولو سبكترا- بنغالور" أن العامل النفسي السلبي لدى مرضي السكري أمر "طبيعي تمامًا" وهو يرى "إنه أكثر شيوعًا قليلاً بالنسبة للأشخاص الذين يأخذون الأنسولين، و يحدث هذا بسبب التعاطي مع المرض طوال اليوم، وكل يوم، والخوف من المضاعفات، يمكن أن يتحول الضيق الناتج عن مرض السكري إلى اكتئاب إذا استمرت مشاعرهم لفترة من الوقت ولم تختف ".
ومن بعض الأسباب الأخرى وراء الضائقة النفسية بين مرضى السكري تأتي أيضا تأثيرات "القلق المالي، مثل التأمين وتكاليف العلاج، إضافة إلى الآثار الاجتماعية أو العزلة الاجتماعية للحالة، مثل وصمة العار أو التمييز أو التعامل مع ردود فعل الآخرين غير المفيدة أو نقص من التفاهم "
ووفقًا للدكتورة نيفديتا جوتام من معهد SR لعلوم الأيورفيدا المتقدمة فإنه بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالات صحية عقلية موجودة مسبقًا، فإن مرض السكري من الممكن أن يجعل اكتئابهم أو قلقهم أسوأ.
وتضيف "يمكن أن تسبب الإصابة بمرض السكري حالة إشكالية تسمى" ضائقة السكري "والتي تشترك في بعض سمات الاكتئاب والتوتر والقلق، فالأشخاص المصابين بمرض السكر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مرتين أو ثلاث مرات مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالسكري." كما أن " 25 % إلى 50 % فقط من المصابين بالسكري المصابين بالاكتئاب يتم تشخيصهم وعلاجهم".
ويذكر الدكتور بابو بأمر هام أيضا حيث يشير إلي "أن العكس صحيح أيضًا" ويقول أنه "يمكن أن تزيد الإصابة بالاكتئاب من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 60 %".
لذا يقدم مختصون بعض النصائح في هذا المجال، إذ يرى الدكتور كيساري، أن الخطوة الأولى في التعامل مع الضائقة هي أنه يجب أن يتذكر المرضى أن المرض يصيب عدد كبير جدا من الناس، وأنه ليس من المفروض أن يلوموا أنفسهم بسببه.
ويضيف على المرضى أن يتذكروا أيضا أن مستويات السكر مجرد رقم، لذلك يجب أن يحاولوا التخلي عن التوقعات العالية حقًا ولا سيما بعد إجراء فحص الدم ووضع أهداف أصغر وأكثر واقعية. ويجب أن يتوقفوا عن استخدام عبارات مثل السكر "الجيد" أو "السيئ" ، وبدلاً من ذلك أن يتحدثوا عن السكر المرتفع أو المنخفض، داعيا إلى البقاء على اتصال مع طبيبهم المختص.
إدارة الصحة النفسية لمرض السكري:
التكيف مع نمط حياة صحي جديد.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للحفاظ على مستويات السكر في الدم.
ممارسة الرياضة واليوغا التي تساعد في تقليل التوتر وتحسين حالتك العاطفية.
ضع أهدافًا قابلة للتحقيق لإدارة مرض السكري وحاول تحقيقها.
تجنب تحمل الكثير من الضغط ولاسيما حول القضايا الصغيرة .
وسلط الدكتور بابو الضوء على أن إدارة الاكتئاب من مرض السكري تتضمن أيضا استخدام "الأدوية المضادة للاكتئاب ، والعلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي ، والعلاجات الداعمة ، والعلاجات الشخصية ، وتقنيات الاسترخاء ، وتمارين اليقظة ، وإجراءات تحفيز الدماغ"