الأنباط -
رعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار في بيت عرار الثقافي في إربد مساء اليوم الثلاثاء، فعاليات احتفالية الشاعر مصطفى وهبي التل "عرار"، ضمن احتفالات اربد عاصمة الثقافة العربية لعام 2022.
وجرى الاحتفال بحضور صفية وهبي التل وأمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، ومحافظ إربد رضوان العتوم، ورئيس المكتب التنفيذي للإحتفالية المهندس منذر بطاينة ومدير ثقافة إربد عاقل خوالدة ومديري المؤسسات الحكومية والخاصة، بالاضافة لممثلين لمرتبات الأمن العام وعدد من الأدباء والمثقفين والشعراء من أبناء المحافظة.
وقالت النجار في كلمة لها خلال الحفل" الذي أدارته الإعلامية سمر غرايبة، "نحضر هذا المساء فيفيض المكان والزمان بالأدب والشعر، فسلام على روح عرار الذي يحضر بيننا مشروعا وطنيا إبداعيا وسياسيا وفكريا وإداريا ، فروح عرار تحضر اليوم في كل حرف وتغدو قضيته قضية وطن ضد الظلم واللانسانية".
وأضافت لقد كان عرار يجسد قصيدة تلو قصيدة ويرسم ملامح الأردني العاشق والثائر القومي العروبي الأردني الهاشمي، مرورا بمدارس إربد ودمشق ومجالس الأمير الشاعر عبدالله الأول التي بثت عن عرار حكاية الوطن الناصع في كل المواسم.
وأشارت نحن على أبواب المئوية الثانية من عمر المملكة ولازلنا نتحدث عن المئوية الأولى والإنجازات العظيمة فيها، وقصة الوطن الجميل والتحديث والتطوير المستمر ، فعرار لم يكن شخصا يعبر في سياسات الدولة فهو قامة أدبية عالية أثرت في البيئة الثقافية والسياسية الأردنية، فكان رياديا تنويريا إداريا، سبق زمانه بمسافة ومثل الشخصية الأردنية المنفتحة وعبر عن آمالها وتطلعاتها، وحبه للوطن لم يمنعه أن يكون فلسطينيا شاميا عراقيا مغربيا وخليجيا وبكل معنى الكلمة.
وقال شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية في جامعة اليرموك الدكتور نبيل حداد، في كلمة ألقاها باسم المثقفين، "إربد اليوم نص مفتوح على كل أبواب الإبداع التي أشرعها عرار بفنه العجيب المصفى، وحياته الثرية التي تستجمع عناصر الحياة الإنسانية بكل نوازعها وهواجسها وبكل تناغماها وتناقضاها وسخائها وشحها، وبكل جورها وعدالتها وبساطتها وتعقيداتها، وبكل حماقاتها وحكمتها"وتابع إن عرار، هذا الرجل عكس الحالة النفسية والوجدانية للشعب الأردني بأصدق ما يكون، خلال مرحلة التحول والتكوين لشخصية هذا الشعب خلال النصف الأول من القرن العشرين".
وبين أن عرار اليوم بالنسبة لحياتنا الثقافية العربية ووفقا للمعنى الاصطلاحي لهذا المفهوم، مؤسسة ثقافية قائمة بذاتها ورمزا مضيئأ في سماء أقطار العروبة من مشرقها إلى مغربها، عام اثنين وعشرين وإلى ما شاء الله شأنه، جنبا إلى جنب وكما يستحق مع العظماء والتنويريين الذين شقوا جحافل النور والجمال إلى العقل العربي والوجدان القومي ومنهم طه حسين، ونجيب محفوظ وجبران خليل جبران.
وأضاف: أن عرار بدءا من هذا العام وإلى نهاية التاريخ رمز للثقافة العربية بقرار مشرف اتخدته المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون وبفضل جهود وزارة الثقافة والقائمين عليها وكوكبة من الفرسان العاملين خلف الستار الذين أعدوا الملف وتابعوا السعي الحثيث حتى تحقق هذا الإنجاز التاريخي الجليل.
كما أكد حداد أن الواجب يقتضي أن نسجل لوزارة الثقافة ما لا تستطيع الكلمات أن تحيط بما نشعر به من التقدير العالي للجهود الدؤوبة تجاه هذا الحدث الثقافي التاريخي الذي جاء في خضم احتفالات إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، لافتا الى أن هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق لهذه المدينة بفضل تاريخها وبنيتها الثقافية المتوارثة بالمساعي المخلصة لوزارة الثقافة وجامعة اليرموك وغيرها من المؤسسات العلمية والثقافية، فباتت إربد شعلة تضيء كل ركن في أرجائها ومحيطها.
واشتملت فعاليات الاحتفالية على عرض لفيلم يوثق حياة الشاعر عرار بعنوان "عرار تمرد الجمال"، وعرضا فنيا لفرقة المهابيش التراثية، وإلقاء مجموعة من قصائد الشاعر "عرار"، على شكل حوارية شعرية قدمها كل من الدكتور حربي المصري والشاعرة جمانة الطراونة بمصاحبة عزف موسيقي على آلتي العود و القانون للفنانين هيثم اللحام ونزار العيسى، ومجموعة من الأغاني الطربية التي نالت استحسان الجمهور الحضور.