الأمن يبحث عن مطلقي نار في معان والجفر ويستدعي مرشحين حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة لأربعة أيام قادمة شاي الماتشا يوفر فوائد خاصة لكبار السن في بث مباشر.. أوبرا وينفري تعزز دعمها لـ كامالا هاريس خطأ في التسعير يهدد شركة بالإفلاس حكم أوروبي يغرم (غوغل) 2.7 مليار دولار بسبب ممارسات احتكارية 7 فوائد لتناول الشوكولا الداكنة بانتظام ضبط ٧ مركبات أخفت لوحات الأرقام في معان انخفاض مؤشر داو جونز الأميركي المعايطة: 515 ألف أردني مغترب لم يتمكنوا من التصويت بالانتخابات وزير الخارجية يشارك بالدورة 162 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الدلالات السياسية لتفاوت المشاركة الانتخابية.. فجوة بين المحافظات الكبرى والمناطق الريفية والبادية النشامى في صدارة فرق المجموعة الاسيوية وزير الخارجية يلتقي نظيره التركي وزير الخارجية يلتقي نظيره السوري هذا ما فعله نشامى البادية في منطقة رم الأمن: رصد إطلاق عيارات نارية بأحد المقرّات الانتخابية في الجفر غوتيريش يدين غارات الاحتلال على خان يونس وفاة و 3 إصابات بتدهور باص في الأغوار الشمالية المستقلة للانتخاب: 44 تجاوزا تم إحالتها إلى الادعاء العام
محليات

أم نمر الجرشية تشغل ضيوف مهرجان جرش

أم نمر الجرشية تشغل ضيوف مهرجان جرش
الأنباط -
خليل النظامي 

بساطة وعفوية أصبحت نادرة الوجود، وقناعة وأصرار على العيش الكريم، ورضى بما قسم الخالق، ونقاء قلب وفطنة، وروح جميلة وإبتسامة ساحرة كلها طيبة وشهامة، صفات إنسانية عربية أصيلة متجذرة إجتمعت كلها في بطلة قصتي "أم نمر الجرشية" التي تجلس في مربع صغير ليس فيه سوى جرة غاز ومقلاة زيت وطحين من بلدي تم عجنة بطريقة أصيلة. 

بمجرد أن رأيتها شدتني وكأنها تملك بين يديها مركز الجاذبية للكون، وعلى الفور تركت كل ما بين يدي من أعمال وإتجهت فورا لمربعها الصغير وجلست أتبادل معها الحديث. 

أم نمر التي تحمل إسم "فيروز" تنحدر من عائلة أصيلة ومتجذرة في محافظة جرش، أخذت على عاتقها العيش بطريقة ترضي الله وتحقق ذاتها برغم تقدمها في السن، فهي ما زالت تؤمن أن الإنسان خلق للعبادة والعمل، وأن العمل عبادة والتقاعس عنه فيه إثم والقيام به فيه كرامة من الله. 

تجلس أم نمر في مساحة صغيرة خصصت لها من قبل إدارة مهرجان جرش لعرض ما لديها من منتج خاص تقوم بصناعته يسمى بـ خبز "الزلابيا"، الخبز الذي يصنع بعرق أصيل بعيدا عن ملوثات الرأسمالية والأزمات الإقتصادية والحروب العسكرية، ونكهته إبتسامتها التي تجعل الزائر والمكان برمته متلون كألوان قوس قزح. 

تقول الجرشية، أنها مستمتعة بما تقوم به من عمل، وأن ما تقوم ببيعه يوميا في المهرجان جيد نسبيا ولكنه لا يفي ما عليها من إلتزامات عائلية وشخصية، إلا ان همها الرئيسي هو إسعاد الناس وإكرام الضيف والحفاظ على ما لدينا من تراث وثقافة أردنية أصيلة. 

أول ما قالت لي أم نمر عندما إعترفت لها أنني صحفي وأعمل في صحيفة الأنباط، "أريد أن أقابل سيدنا" وتقصد الملك عبدالله الثاني حفظه الله، فقلت لها هذا أمر ليس بيدي ولكن نحن لدينا ملك متواضع جدا ولو رآك الأن لما توانى عن زيارتك. 

ولفت إنتباهي امر طالبت فيه "الجرشية" وأعتقد انه حق لها ولكل مثيلاتها وهو أن يكون لديها مكان بسيط كما الذي تجلس فيه الآن ولكن دائم وليس فقط خلال فترة المهرجان، لـ الإستفادة من القروبات السياحية الخارجية والداخلية التي تزور محافظة جرش والمدينة الأثرية.

وصدقا ....
لم يكن حديثي معها حديث صحفي مع قصة وجدها، وإنما حديث الإبن مع والدته، فبكل حرف وإبتسامة كانت تنطق بها كنت أشاهد أوراق الماضي تتراشق وتستعاد أمام عيني عن ما كانت تصنع والدتي من خبز الشراك والزلابيا وخبز الطابون والتي تشبه وتتطابق صفاتها مع صفات ام نمر الجرشية المقاتلة في سبل العيش الكريم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير