وقالت نور بن ضياء، وهي مهندسة معمارية، إنها وقعت في حب سباق الانجراف أو (درفت) في عام 2019، عندما شاهدت سباقا بطريق الصدفة، لكن الطريق أمامها لم يكن سهلا إذ كان على نور بن ضياء مواجهة الصور النمطية والاستنكار من الأصدقاء والعائلة.
وقالت «دائما هناك الصورة النمطية للمرأة انها لا تعرف السياقة، أحببت أم كرهت هذا في تونس، في الوطن العربي وفي العالم أجمع. هذه الصورة موجودة ليست حكرا على تونس فقط، إلى الآن هناك من يقول لي، كيف أنت امرأة وتقومين بالسياقة، دائما ذلك الاستغراب يعاد بنفس الطريقة عندما أقول لشخص أنني أشارك في السباقات، يرى صوري أو يشاهدني في وسائل الإعلام، يقول كيف امرأة وتقوم بالسياقة وتربح أيضا كيف لهذا أن يحصل، من قبل كانت هذه الأشياء تقلقني، لكن الآن أنا أفرح لأنني أقوم بكسر هذه الصورة النمطية، لأنه مع الوقت الناس أصبحت تتقبل الفكرة وتقول هذا شيء جيد عندما يشاهدونني». وتتدرب نور حاليا على أول مسابقة دولية لها، وستكون أول تونسية تشارك في هذا الحدث.
وتحدثت عن شعور أبيها الراحل بالخوف عليها من المشاركة في مثل هذه الأنشطة قائلة «لقد كان أبي يخاف كثيرا، في داخله هو يحب أن يراني أفعل شيء الذي أحبه، لكن لا يعطيني الموافقة من أول مرة. أتذكر عندما كنت ذاهبة إلى مصر قال لي لا لا تذهبي، أو عندما شاركت في آخر سباق قال لي لا أيضا لا تذهبي، لا دائما موجودة حتى عندما رآني مع أصدقائي كانت كلمة لا دائما موجودة، ولكن بعد تلك لا ترى نظرت الفخر على وجهه عندما أعود إلى المنزل بجائزة تجده فرحا، أصبح يقوم بنشر فوزي ويقول إن ابنته نور قد فازت. لقد أصبح سعيدا مع الوقت».
في الآونة الأخيرة، أسست نور مع بعض صديقاتها ناديا لسباقات الانجراف للنساء فقط أطلقن عليه «ديسينت ديفا». ويضم ثماني عضوات فقط، ثلاث من مصر وخمس من تونس، وهدفهن هو تشجيع الشابات على أن يصبحن سائقات محترفات.
وسباق الانجراف هو رياضة يقوم فيها السائق بالانعطاف بسيارته عن عمد مع الحفاظ على السيطرة عليها.
وعن شعورها وهي تخوض هذه السباقات قالت «أحس أن سباق الانجراف بمثابة معركة، نقول بأن السيارة هي الوحش وأنا المحارب، في معركة ومن سيفوز على الآخر، السيارة تتمتع بالكثير من القوة وأنا وبطريقة تعاملي معها لإيصالها إلى حدودها القصوى، لكن في نفس الوقت بدون فقدان السيطرة عليها، أحاول السيطرة عليها لتقوم بالأشياء التي أريدها، في الأخير هي خليط من الأدرينالين والرضا لأنني تغلبت عليها أخيرا».
أقيم أول سباق انجراف في تونس عام 2014 وسيطر الرجال على المضمار. منذ ذلك الحين، أقبلت مزيد من النساء مثل نور بن ضياء على المشاركة.
وروت نور تجربتها مع أول سباق انجراف شاهدته «أول مرة أذهب فيها إلى مسابقة لرياضة السيارات كانت في 2015، لقد كانت صدفة، عندما كنت أمر بجانب التظاهرة سمعت صوت السيارات، أوقفت سيارتي وذهبت لأشاهد ولقد كان الوقوع في الحب من أول نظرة، لقد كانت تظاهرة لسيارات الانجراف، بالرغم من مشاركتي في العديد من سباقات السيارات ما كان لي إلا أن أعود إلى الدرفت، الشيء الذي ترك قلبي يدق دائما».