قد يكون من الصعب الالتزام بجدول زمني صارم للأكل ما يعني أنه قد ينتهي بك الأمر بتناول الطعام عندما تحصل على بضع دقائق مجانية في خضم هذا العالم المزدحم. وقد تؤخر وجباتك حتى نهاية اليوم لتجد نفسك تلتهم شيئًا ما بسرعة قبل أن تذهب إلى الفراش. هذا النوع من العادة لن يجعلك تشعر بالجوع على مدار اليوم فحسب، بل أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة «Science» مؤخرًا أنها يمكن أن تجعلك تتقدم في العمر بشكل أسرع، وذلك حسبما نشر موقع «eat this not that» الطبي المتخصص.
وحسب الموقع، ألقى باحثون من مركز ساوثويسترن الطبي بجامعة تكساس في دالاس نظرة على الحيوانات التي إما أكلت وقتما تشاء وكذلك الكمية التي تريدها وغيرها التي كانت تتغذى على وجبات مقيدة بالسعرات الحرارية في أوقات محددة. فوجدوا أن أولئك الذين يأكلون أثناء النهار عاشوا أطول بنسبة 20 % تقريبًا من أولئك الذين يأكلون في أي وقت وأي شيء يريدونه، وقد ارتفعت النسبة إلى 35 % بالنسبة لأولئك الذين تناولوا الطعام خلال المراحل النشطة من اليوم.
من جانبه، يقول العالم الدكتور أونيكس أيجبولا المتخصص بطب نمط الحياة مؤسس «Casa de Sante» «عندما تأكل مبكرًا ، يكون لدى جسمك المزيد من الوقت لهضم طعامك واستخدام الطاقة من ذلك الطعام...وعندما تأكل لاحقًا يحاول جسمك هضم الطعام أثناء نومك ما قد يؤدي لمشاكل مثل عسر الهضم أو ارتداد الحمض»، حسب قوله.
ويلاحظ أيجبولا أيضًا أن «ساعة الجسم الطبيعية أو إيقاع الساعة البيولوجية يتم تنظيمها من خلال إفراز هرمونات معينة وتتأثر أيضًا عندما يأكل الشخص. وعلى ما يبدو تستهلك خلايا الجسم طاقة أقل عندما لا تعمل بجهد كبير؛ وتتآكل وتتضرر عندما لا يتم استخدامها كثيرًا».
علاوة على ذلك، يوضح أديجبولا أن «إيقاع الساعة البيولوجية (ساعة داخلية تنظم عندما نشعر باليقظة أو بالنعاس) يتأثر بأشياء مثل الضوء والظلام والطعام والتمارين الرياضية والإجهاد».
وفي هذا الاطار، من المهم أن نلاحظ أنه عندما نأكل في وقت متأخر من الليل (أو قريبًا من الوقت الذي يجب أن نكون فيه نائمين)، فقد يؤدي ذلك إلى التخلص من إيقاع الساعة البيولوجية لدينا ويجعل من الصعب علينا النوم والاستمرار في النوم.
ويوضح أديجبولا «يمكن أن يؤدي ذلك بدوره إلى مشاكل مثل الحرمان من النوم، والذي تم ربطه بمشاكل صحية مثل السمنة وأمراض القلب والسكري».