تشير الاحصاءات إلى أن سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر نوع انتشارًا من أنواع السرطان ويشكل حوالي 10٪ من جميع الحالات السرطانية. وتزداد نسبة الإصابة به لدى الرجال عن نسبة إصابة النساء. وفي الإمارات تشير دراسات إلى أن 41% من مرضى سرطان القولون هم أشخاص تقل أعمارهم عن 50 عاماً، و22٪ من الحالات لمرضى تقل أعمارهم عن 40 عاماً. وفق ما أوضحت استشارية الجراحة العامة الدكتورة تغريد المحميد، مؤكدة أن اكتشاف سرطان القولون في مراحل مبكرة يساهم في رفع معدلات الشفاء بنسبة كبيرة.
وأشارت المحميد إلى أن اتباع أسلوب حياة صحي هو أفضل وسيلة لتجنب الإصابة بالسرطان، وفق ما اتفقت الآراء العلمية والطبية عليه، حيث أن التغيرات البسيطة على أسلوب الحياة يمكن أن تحدث فرقًا إيجابيًا، وهناك أمور ينصح بمراعاتها للوقاية من سرطان القولون مثل تجنب التدخين والمشروبات الكحولية التي تتسبب في العديد من السرطانات منها سرطان القولون، وكذلك اتباع نظام غذائي صحي يشمل جميع العناصر الغذائية والتركيز على تناول كميات جيدة من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، وتقليل تناول اللحوم الباردة المصنّعة والدهون وتجنب السكريات المكررة وعدم اتباع الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف ومرتفعة في الدهونِ والسعرات الحرارية. بالإضافة إلى الحرص على علاج الأمراض المعوية الالتهابية حيث يزيد تأخير علاج الأمراض الالتهابية المزمنة في القولون، مثل التهاب القولون التقرُّحي ومرض كرون، من خطر الإصابة بسرطان القُولون.
وأوضحت أن احتمالية الإصابة تزيد إذا كان أحد أقرباء الدم للمريض مصابًا بالمرض ويكون خطر الإصابة أكبر إذا كان واحد أو أكثر من أفراد العائلة مُصابين بسرطان القولون أو سرطان المُستقيم.
وأضافت أن الكشف المبكر يحد من الحاجة إلى الجراحة والتدخلات الطبية الأخرى، وله دور كبير في تحقيق نتائج أفضل لدى المرضى، فعند إجراء الفحوصات المبكرة يمكن تحقيق هدفين، أولاً الكشف عن وجود "اللحميات" وهي أورام حميدة يمكن استئصالها دون جراحة وبذلك نقلل أو نمنع احتمالية تشكُّل خلايا سرطانية في القولون والمستقيم، وثانياً وكحال بقية الأورام السرطانية الكشف عن وجود الخلايا السرطانية في مرحلة مبكرة يتيح إمكانية إعطاء المريض العلاج المطلوب في الوقت المناسب مما يسرع ويزيد من حالات التعافي التام. لافتة إلى أن نوع العلاج يعتمد على تحديد حالة المرض ومرحلته ومكان انتشاره، ويتم التدخل الجراحي عادة في أغلب حالات المرض ولكن تختلف بين جراحات بسيطة بالمنظار باستخدام ادوات خاصة لاستئصال بعض الزوائد وجزء من الغشاء المخاطي، وجراحات كبرى لاستئصال أجزاء من القولون في الحالات المتقدمة من المرض.
وعن أعراض المرض، قالت المحميد: "عادة لا تظهر أي أعراض على معظم المرضى، لذا ننصح بالفحوصات المبكرة اللازمة كإجراء وقائي للكشف عن سرطان القولون والمستقيم. وهناك بعض الأعراض تظهر لدى المرضى الذين تبدو عليهم مؤشرات الإصابة بالمرض مثل: تغير في عادات التبرُّز، تكرار الإمساك أو الإسهال، آلام أو انتفاخ في البطن، نقصان الوزن دون سبب واضح، القيء وظهور دم مختلط بالبراز أو في محيطه".