الأنباط -
افتتح رئيس جامعة جدارا معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات المؤتمر العلمي الدولي السابع لكلية الآداب واللغات بعنوان " الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم الانسانية "، والذي يستمر يومين بمشاركة 20 باحثًا وباحثه من داخل الجامعة، والعديد من الجامعات الأردنية الأخرى، وذلك بحضور نواب الرئيس وعمداء الكليات وبعض المختصين والمهتمين من المجتمع المحلي وطلبة الجامعة.
وأعرب عبيدات عن سروره بتنظيم مؤتمر " الذكاء الاصطناعي في مجال للعلوم الإنسانية" متمنيا أن تتبلور عنه توصيات عملية وواقعية في استخدامات الذكاء الاصطناعي في العلوم الإنسانية في تخصصاتها كافة في خضم تتلاطم فيه الأمواج في هذه الأيام في ظل الثورة الصناعية، والثورة الرقمية، ورقمنة البيانات، مضيفًا إلى أننا نتطلع إلى ألفية ثالثة أساسها الاندماج ما بين الإنسانية والذكاء الاصطناعي.
لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يتحدث عن عالم مجهول تستخدم فيه البيانات الضخمة على قرارات مبنية على بيانات واقعية وصحيحة وذلك يؤدي إلى الدخول في عالم الإنسان ذلك الكائن الحي المعقد الذي لا يمكن أن نعرف كيف يفكر وتاريخه ومسيرته وكيفية اتخاذ قراراته، لافتًا إلى أن هذه الطروحات ربما تكون ليست واقعيه لكنها في ذات الوقت هي عبارة عن تجربة، مضيفًا يجب أن لا نكون فقط مستخدمين لهذه البرمجيات بل علينا أن نكون مطورين لهذه الخدمة والبرمجيات فهناك تطبيقات ترنو إلى تحقيق شيء في هذا المجال ونحن ندخل في قلب جوهر الإنسان. مشيرًا إلى أن جامعة جدارا في ظل هذا البناء والتقدم المتزايد تسعى إلى استحداث تخصصًا في الذكاء الاصطناعي وإلى تطبيقات تخص الذكاء الاصطناعي في كل موارده العلمية، وأيضًا يكون دعم لدور الرقمنة والاقتصاد المعرفي.
ودعا رئيس الجامعة لتوسيع قاعدة المشاركة للجامعات المحلية والعالمية وأصحاب الإختصاص في المؤتمرات القادمة.
وتحدث عبيدات عن نجاح تجربة الجامعة في التعليم الالكتروني وكيف طورت برامجها الخاصة في هذا المجال، وكيف أصبح كل أستاذ جامعي وطالب متمكن في التعليم الالكتروني في ظل جائحة كورونا ليصبح هناك تشريعات واضحه في التعليم الإلكتروني و الذي بدأ جديًا في وزارة التعليم العالي في ادخال نظام متدرج لادماج التعليم الإلكتروني في هذا الشأن.
وقال عبيدات أنه من حسن الطالع أن يتزامن هذا المؤتمر في خضم إحتفالات المملكة بعيد الإستقلال وأعياد الوطن؛ وأشار إلى حزمة نجاحات ومفاصل وإنجازات للدولة الأردنية في ظل حكم الهاشميين الأطهار والتي ركزت على بناء الإنسان العارف والمبدع والمتمتع بالكرامة والإنسانية والإحترام؛ ورفع برقية ولاء وإنتماء لجلالة الملك المعزز عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله تعالى وولي عهده سمو الأمير الحسين إبن عبدالله رعاه الله بمضاء يطاول عزم همتهم الشابة وحكمتهم الواثقة.
وأكد عميد كلية الآداب واللغات رئيس المؤتمر الاستاذ الدكتور عبد القادر بني بكر أن هذا المؤتمر يعد الأول في عنوانه وموضوعاته في جامعاتنا الأردنية والجامعات العربية، وتأتي أهميته تجسيداً للخطة الاستراتيجية للجامعة باعتبار تطبيقات الذكاء الاصطناعي غاية ووسيلة في التعلم والتعليم والبحث العلمي، لافتًا إلى اهتمام جامعة جدارا بالبحث العلمي لتأسيس قاعدة معرفية صلبة تظهر خيوط التشخيص لنقاط القوة ومواطن الضعف وصولاً إلى المساهمة الحثيثة في مجالات التنمية المستدامة، مشيًرا إلى سعي المؤتمر إلى استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال اللغة العربية وتعلمها وتعليمها وعلم اللغة الإنجليزية وتعلمها وتعليمها ومهارات الترجمة وأثرها في التفاعل بين اللغة العربية واللغات الأخرى، وتعليم اللغات لغير الناطقين بها والصعوبات التي تواجه الطلبة والأساتذة في تطبيق الذكاء الاصطناعي على تعلم اللغات في اختلاف أنواعها. وبين بني بكر إلى أن المؤتمر يهدف إلى بيان أثر بحوث الذكاء الاصطناعي في تطور المحتوى الإعلامي والتصميم الجرافيكي والتواصل البصري ، وتعليم المواد الاجتماعية والتاريخية وتعلمها .
وأعرب الدكتور عبدالله عايد الشرفات في كلمته التي القاها نيابة عن المشاركين في المؤتمر عن عميق امتنانه لإتاحة المجال للباحثين للمشاركة في هذا المحفل العلمي المهم، الذي يبحث موضوعًا مهمًا بات يمثل أولوية حياتية ومتطلبًا من متطلبات المرحلة، ومقتضيات التنمية والتطور المتعلق بأنظمة الذكاء الآلي الرقمية وبتوظيف تطبيقاتها في حقول العلوم المعرفية النظرية والتاريخ، والأدب، واللغات والإعلام والدين المقارن، والآثار، وغيرها من الحقول المنضوية تحت عباءة العلم الاجتماعي والعلوم الأخلاقية.
وتناول التطورات الهائلة التي حدثت في القرن العشرين وحتى الآن وترتقي إلى مرتبة الطفرات في مجال التكنولوجيا، إلى أن ظهرت تقنيات الذكاء الآلي، والذي ترك بتطبيقاته أثرًا كبيرًا في جميع المجالات.
مضيفًا أن بعض الباحثين يرى أن من مخاطر إقحام الذكاء الرقمي في علوم لا تنتمي إلى حقله الذي ينتمي إليه، مؤكدًا أننا قد نرى مجال البحوث ونتائجها كميادين قتال افتراضية بين أشكال هذا الذكاء، فتضحي الحاجة ملحة لتفكير نقدي للآثار المعرفي، والاجتماعية، والثقافية، والقانونية، والأخلاقية، ودعا اساتذة الجامعات إلى التحرك بخطوات إلى الأمام في مجال توظيف التكنولوجيا بما يحقق التمكين الرقمي، وهذا يتأتى حسب تعبيره من خلال جهد بحثي تتولاه الجامعات بالدرجة الأولى باعتبارها محطات بحثية وفكرية .
وبعد حفل الافتتاح الذي تولى عرافته الدكتور خالد مياس من قسم اللغة العربية وآدابها بدأت الجلسات بواقع جلستي عمل الأولى حول آثار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال بحوث العلوم الإنسانية حيث ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور حابس حتاملة نائب رئيس جامعة جدارا للشؤون الإدارية والمالية، وكانت مقرر الجلسة الدكتورة عدوية شواقفة ونوقشت فيها سبع أوراق عمل الأولى مشتركة قدمها الأستاذ الدكتور عبد القادر بني بكر، والدكتور محمد عبد القادر بني بكر بعنوان " التحديات والعوامل المؤثرة في تبني استخدام الاصطناعي في تعلم اللغة العربية"، الثانية تناول فيها الدكتور سماره سعود العظامات " الذكاء الاصطناعي والاتجاهات المعاصرة في العملية التعليمية" ، أما الورقة الثالثة مشتركة قدمتها كل من الدكتورة نجوى دراوشة والدكتورة تمارا داؤد حول " واقع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم العالي" ، الدكتورة تماضر زاهي العطروز كانت ورقتها بعنوان "محاكاة الذكاء الاصطناعي العقل البشري لتحليل النصوص في ضوء علم اللسانيات اللغوية النفسية"، الورقة الخامسة حملت عنوان " فضاءات التكنولوجيا الرقمية الحديثة وتأثيرها على جدارا الحياة البشرية" للدكتور مطلق أحمد ملحم، الورقة السادسة للدكتور عبد الله عايد الشرفات كانت بعنوان " موضعة اللغة العربية في المعالجة الآلية للغات : الممكنات، والتحديات، والرؤى"، الورقة السابعة والاخيرة قدمتها الدكتورة عدوية طالب شواقفة، والدكتور وليد محمد عمشه بعنوان " علاقة مقومات أنظمة التعليم بدرجة استيعاب طلاب الجامعات الأردنية للمحتوى التعليمي " .
الجلسة الثانية كانت بعنوان استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال علوم اللغة وآدابها وترأس الجلسة الأستاذ الدكتور أحمد أبو بكر من جامعة آل البيت وكانت مقرر الجلسة الدكتورة رائدة مراشدة حيث حملت عنوان الورقة الأولى " الذكاء الاصطناعي / لغة الطفل انموذجاً" للدكتور محمود رجاء نوافلة" والثانية تناولت " اللسان العربي : بين الحدس اللغوي والتجريد الحاسوبي " للدكتور أحمد الخلوف، الورقة الثالثة قدمتها الدكتورة هناء الشلول بعنوان " أثر التطبيقات الرقمية على إعادة البرمجة اللغوية العصبية عند الطلبة"،
" المعجم العروضي الرقمي - ثنائي اللغة " كانت عنوان ورقة العمل المشتركة لكل من الدكتورة فاتنة عواودة والدكتورة رائدة مراشدة، والدكتور شامان معابرة، الورقة الخامسة للدكتور بديع العزام، والدكتورة إيمان العلاونة كانت بعنوان " المنظومة التعليمية نموذجًا"، الورقة الأخير في الجلسة الثانية قدمتها الدكتورة خولة الأسعد تحت عنوان " دور القراءة الإلكترونية في الثقافة المجتمعية وتأثيرها على المتلقي. قراءة الروايات الإلكترونية BDF أنموذجًا".
هذا ويستأنف المشاركون غدًا مناقشاتهم بواقع ثلاث جلسات عمل وجلسة ختامية لمناقشة التوصيات.