يبدو أن الفرضية التي وضعها أنصار تقنية nanobot الطبية في الخيال العلمي، وتتضمن إنشاء «روبوتات» معدنية صغيرة عبر نوع من تقنيات التصغير السحرية باتت في طريقها للتحقق.
فقد طور فريق من الباحثين من أستراليا نموذجًا أوليًا مذهلاً يمكن أن يشكل مدخلا لتصور مستقبل الطب. ويعرف النموذج الأولي باسم «الآلات الجزيئية المستقلة»، وهي آلات تعتمد على تقنية النانو الجديدة وتتجنب المظهر التقليدي للآلات المعدنية الآلية الدقيقة لصالح نهج أكثر طبيعية.
ووفقا لورقة البحث فإن الاختراع «مستوحى من علم الأحياء، حيث نقوم بتصميم وتصنيع مستقبلات الحمض النووي التي تستغل التفاعلات متعددة التكافؤ لتشكيل مجمعات مستقرة قادرة أيضًا على التبادل السريع للوحدات الفرعية».
فالروبوتات النانوية للحمض النووي هي عبارة عن آلات صناعية بحجم نانومتر مصنوعة من الحمض النووي والبروتينات. وتقوم الفكرة المبسطة أنه يجب أن نكون قادرين في النهاية على برمجة أسراب من هذه «الروبوتات» النانوية لتعقب البكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية داخل أجسامنا. ويمكن أن يحمل كل عضو في السرب بروتينًا معينًا، وعندما يكتشفون خلية سيئة، يمكنهم تجميع البروتينات في تشكيل مصمم للقضاء على التهديد.
ويقول الخبراء أن هذا سيكون الأمر مثل وجود جيش من الروبوتات القاتلة المهيمنة التي تطفو في مجرى الدم لديك بحثًا عن الفيروسات والجراثيم لتدميرها، بحسب موقع «ذا نيكست ويب».
ويعترف الخبراء أننا لا زلنا بعيدون جدًا عن ذلك، لكن هذا البحث يمثل قفزة عملاقة في الاتجاه الصحيح، باعتبار أنها المرة الأولى التي يتم فيها عرض روبوت نانوي قادر على حمل شحنة عشوائية. فمن الناحية الافتراضية، يجب أن يتمكن العلماء في النهاية من استخدام هذه الروبوتات النانوية لهندسة مواد ذكية قادرة على الاستجابة بشكل مستقل للتوتر، ومن ثم القيام بمهام وظيفية إضافية.
ففي غضون قرن أو قرنين، يمكن أن يكون لدى جميع البشر أنظمة كمبيوتر جزيئية داخل أجسامهم، وفقا للبحث، وستقوم هذه الآلات الحية، بشكل أساسي، ببناء والتحكم في مصانع حيوية داخلية تصنع «روبوتات» نانوية صيادة أو قاتلة من البروتينات التي نتناولها لمواجهة الأمراض المستقبلية.